الموقع قيد التحديث!

نحن جزء أساسي في الدولة رغما عن قانون القومية

بقلم عضو الكنيست السابق امل نصر الدين
رئيس مؤسسة الشهيد الدرزي والكلية قبل العسكرية
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

شهدت الطائفة الدرزية في الآونة الأخيرة، موقفا كان مستهجنا من قبلها، وتوحّدت جميع أجزاء الطائفة في التعامل مع هذا الموقف، وفي معالجته والرد عليه، وفي اتخاذ موقف واضح، يثبّت المبادئ الأساسية التي سارت وتسير عليها الطائفة الدرزية في إسرائيل، منذ بداية القرن العشرين وحتى أيامنا. وهذا الموقف أو الحدث الذي هزّ الطائفة، هو سن قانون القومية في الكنيست، بدون أن تكون في هذا القانون أي إشارة إلى الطائفة الدرزية ومكانتها في الدولة، وطريقة التعامل معها.  ومع أن الغالبية العظمى من أبناء الطائفة الدرزية في البلاد، تعرف وتعلم، وهي متأكدة، وأنا في مقدّمتهم، أن قانون القومية هذا لم يفكّر به أحد، ولم يُسّن، ولم ولن يوجَّه إلى أبناء الطائفة الدرزية، وإنما إلى مصادر وعوامل مواطن أخرى في هذه البلاد.

ولأول مرة تتوحّد الطائفة الدرزية، وتعبّر عن عدم رضاها من هذا القانون، وعن تحفّظها، وعن معارضتها له، بشكله الحالي. وقد شمل هذا الموقف الرئاسة الروحية، والمجالس المحلية، والأوساط الشعبية، وجميع مرافق الطائفة. وكان التعبير عن هذا الاحتجاج، هو تنظيم عمل حضاري كبير، هز أركان الدولة، ووضع الطائفة الدرزية في مكان بارز، لامع، متألق، على الخريطة السياسية في البلاد. وهو موقف الاحتجاج ضد القانون، الذي تمّ تنظيمه في قلب تل أبيب، في ساحة المرحوم إسحاق رابين، في هذا المكان الذي تجري فيه اجتماعات ومواقف، تعبّر عن مشاعر وأحاسيس جهات وأوساط مختلفة بين مواطني البلاد. وقد شارك في هذا الموقف، أكثر من مائتي مواطن من الدروز واليهود، وكان مما يثلج الصدور، أن نرى آلافا مؤلفة من إخواننا سكان الدولة اليهود، يتحمّلون مشاق السفر من أقصى الشمال، ومن اقصى الجنوب، ويحضرون إلى تل ابيب، للتضامن مع أبناء الطائفة الدرزية، ولتوجيه نداء للحكومة، لأن تعدّل القانون، بما يوافق مصلحة الطائفة كذلك. وبرز من بين هؤلاء، عدد كبير من كبار رجال الأمن، ومن كبار القادة العسكريين، والاقتصاديين، ومن الكُتّاب والفنانين والعقلاء اليهود في البلاد. وكانت الكلمات الي أُلقيت على مستوى كبير من المسئولية، وتصرّف الجمهور هناك بشكل لائق، وبطرق حضارية، وبرزت أعلام الطائفة إلى جانب أعلام الدولة، كما اختُتم الاجتماع الكبير، بالنشيد الوطني الإسرائيلي، حيث أن زعماء وأبناء الطائفة الدرزية، كانوا قد أعلنوا على الملأ وهم يعلنون دائما، أنه لا يضيرهم أن تكون الدولة ذات صبغة يهودية، وهم يحترمون العلم والشعار والنشيد الوطني، وكافة الرموز الوطنية اليهودية، ويعتبرون أنفسهم، مواطنين يعتزون بدرزيتهم وبتقاليدهم، وبكافة رموزهم التوحيدية، في ظل، وفي قلب، وفي نطاق دولة يهودية تحترم نفسها، ونحترم الآخرين الذين أعربوا عن تضامنهم مع الدولة، وعبّروا عن ذلك بالتجنيد العسكري، وبالتضحية بالدم. وبخلاف عناصر أخرى، نظّمت مواقف احتجاجية في ساحة المرحوم رابين، قبل وبعد الاجتماع الحاشد الحالي، قام الشباب الدروز، من الكشافة، ومنظمات الشبيبة، ومن الجنود، بتنظيف ساحة رابين، تنظيفا لم تشهد مثله من قبل، مما زاد من شعبية أبناء الطائفة الدرزية، ومحبتهم لدى الجمهور الإسرائيلي العام. وقد نادينا وننادي دائما، بأننا مواطنون نعتبر أنفسنا جزءا لا يتجزأ من هذه الدولة، وأننا كنا شركاء في تأسيسها وإقامتها، وأننا حافظنا عليها، وشاركنا في كافة حروبها ومعاركها وأحداثها، وأننا تحمّلنا الأوضاع الاقتصادية القاسية التي مرّت بها البلاد، في مراحل مختلفة من وجودها، وفي نفس الوقت، نحن ننعم بالديمقراطية التي تسود فيها، وأننا شركاء في الانتعاش الاقتصادي، وفي الحياة الثقافية والأدبية الراقية التي تسود البلاد وأنه لنا بصمات في كل مكان وأن مشاعرنا هذه تنبع من صدق نوايانا كمواطنين ومن مصلحتنا كطائفة ومن التزام وتعهّد زعمائنا أن ندعم ونبني ونشيد ونطوّر ونحمي دولة إسرائيل التي نعتبرها دولتنا في كل الظروف وفي كل الأوضاع وأن قانون القومية هو أمر عابر لا يؤثر على مواقفنا وسنظل مخلصين موالين داعمين للدولة ومؤسساتها الديمقراطية في كافة الظروف والأحوال ونعمل بكل قوانا لتعديله.  

مقالات ذات صلة:

استحضار الأرواح

استحضار الأرواح Necromancy, Spiritism)) ظاهرة شبه علميّة نشأت في منتصف القرن التاسع عشر، وانتشرت في العالم بعد ذلك، وأعلن بموجبها

لمحة عن الدروز في الأردن

اشتهر الدروز في الأردن بين العشائر الأردنيّة، وفي المجتمع الأردني باسم “عشيرة بني معروف” وهم بنو معروف الموحّدون الدروز. لقد