الموقع قيد التحديث!

نتعرّف على عائلات درزية وشخصيّاتها البارزة: آل رعد

Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

آل رعد (أبو رعد) هي عائلة معروفية نشأت من آل بدر، سكنت بلدة السمقانيّة وحصل قتال، واضُطر قسم من آل بدر الرحيل وتغيير الاسم، سكن قسم منهم في وادي التيم، وخاصّة في حاصبيا وميمس بلبنان واشتهروا بالتديّن. تسكن العائلة اليوم مدينة شفا عمرو في الجليل في إسرائيل، ومدينة حاصبيا في وادي التيم في لبنان. أصل أفراد العائلة الساكنين في شفا عمرو من حاصبيا، وللعائلة فروع كذلك في ميمس وفي قرية ذيبّين في جبل الدروز التي هاجروا إليها عندما تركوا السمقانيّة. كان لعائلة أبو رعد مَزارع كبيرة لتربية دودة القزّ في لبنان لصناعة الحرير في القرن الثامن عشر، لكنّهم طوردوا من قبل الأمير ملحم الشهابي. أنجبت العائلة عددًا من المشايخ الكبار، كانوا من أركان خلوات البياضة الزاهرة في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، ولهم هناك ثلاث خلوات، وبعد انتقال المشايخ إلى رحمته تعالى، تمّ دفنهم في البياّضة وهم المشايخ: الشيخ أبو علي حسين رعد، الشيخ أبو قاسم محمد رعد والشيخ أبو علم الدين يوسف رعد.

من شخصيّاتها البارزة:

الشيخ أبو علي حسين علي رعد:

شيخ من لبنان، ولد ونشأ في مدينة حاصبيا، ابنًا لفضيلة الشيخ أبو حسين علي رعد، أحد مشايخ البيّاضة الزاهرة في أواخر القرن التاسع عشر. نشأ في بيت دين وعلم وتقوى وشجاعة، وتسلّم إدارة خلوات البيّاضة عام 1901 بعد أن انتقل سائسها الشيخ حمد قيس لإدارة خلوة حاصبيّا، فقام بإدارتها لمدّة ثماني سنوات، ثمّ استقال من إدارتها وقيل إن السبب كان أنه حضر مأتم الأمير محمد ابن الأمير مصطفى أرسلان، الذي تُوفي في اسطنبول، وقيل إن الجماهير الغفيرة التي حضرت المأتم، طلبت منه أن يسير في المقدمة، عارض لكنّه رضخ لأمرهم، وعندما عاد وجد أن هذا الحضور هو نوع من الجاه والغرور للنفس، فترك إدارة خلوات البياضة عام 1909 وتولّى إدارتها مكانه الشيخ أبو علي حسن شجاع، وظلّ الشيخ أبو علي حسين ملتزمًا بخلوته في البياضة، يتعبّد ويصلّي ويرشد ويعلّم.

الشيخ أبو حسين علي رعد:

شيخ من لبنان، وُلد ونشأ في مدينة حاصبيا في بيت دين وتقوى، وعُين في منتصف القرن التاسع عشر سائسًا لخلوات البيّاضة الزاهرة، إثر وفاة المرحوم الشيخ أبو يوسف حسين شجاع. عُرف الشيخ أبو حسين علي بوقاره وشجاعته وصرامته في تعاليمه وأحكامه، وكان لا يخاف لومة لائم، ولا يحسب حسابًا لأحد، فلُقّب “بنمر البياضة” لشدّة قيامه بالحقّ، وذُكر أنه في حوادث الستين، حدث بينه وبين الست أم علي نايفة جنبلاط، زوجة الشيخ خليل شمس، وزعيمة عصرها، خلاف ووجد عليها حق، فأمسك عليها ومنعها من دينها، فتوجّهت الست نايفة إلى بيت الشيخ أبو حسين علي تطلب صفو خاطره، وعند وصولها سألت عنه فقيل لها، إنه توجّه إلى البياضة، فذهبت فورًا إلى البيّاضة مشيًا على الأقدام، وطيّبت خاطر الشيخ حتّى رضي عنها. وقد أظهر شجاعته في عدّة مواقف، وكان الجميع يهابه ويحسب حسابه. وكان له ثلاثة أولاد هم: الشيخ أبو علي حسين رعد، والشيخ أبو علي فارس رعد، والشيخ أبو قاسم محمد رعد، ثلاثتهم من الأتقياء.

الشيخ أبو قاسم محمد رعد:

الشيخ أبو قاسم محمد رعد

شيخ من حاصبيا في لبنان (توفي 1951) من الأجاويد الذين عاشوا في خلوات البياضة وخدموا فيها. كان ضليعًا متعمقًّا بالأمور الدينيّة، لطيف المعشر ومحدِّثًا بارعًا. زار بلاد فلسطين وأقاربه في شفا عمرو في الثلاثينات من القرن العشرين، ضمن وفد مشايخ لبناني كبير.

الشيخ أبو حسين محمود رعد:

شيخ من لبنان، ولد وترعرع في حاصبيا وتعلّم فيها، ولما نشأ أصبح من المعلِّمين والخدّام في ربوعها، ويُذكر عن الشيخ موقف بطولي حدث عام 1910، حيث أن نزاعًا ظهر بين عشائر الجولان والشراكسة وغيرهم مع الدروز، وصمّم هؤلاء على القضاء كليًّا على الدروز، وخطّطوا الهجوم على حاصبيا، فجمعوا حملة مكوّنة من الآلاف، تخطّت جبل الشيخ غربًا، وتمركزت على مشارف مدينة حاصبيا. وقد فوجئ الدروز بتلك الحملة، ولم يكونوا متهيِّئين لها، فعلم الشيخ بالخطر الداهم، وصمّم على مجابهة الموقف الرهيب، فنزل من الخلوة والتمس لنفسه سلاحًا، وتجلبب به فوق ثيابه البيضاء والعمامة الناصعة على رأسه. ولما شاهد شباب بني معروف شيخهم الجليل شاكي السلاح، عصفت النخوة في رؤوس الجميع، فاندفعت الجموع لتقاتل. ووقف الشيخ أمام الجموع المتأهِّبة كقائد عسكري وقال: “أنتم مقبلون على معركة حاسمة دفاعًا عن العرض والدين، ولا نعلم لمن ستُكتب الشهادة، ولمن تُكتب النجاة، وقد كتبنا جميعًا على أنفسنا حجّة لا بدّ لنا أن نتذكّرها في مثل هذه الساعة، فاجمعوا صفوفكم على بركات الله لنتلوا هذه الحجة الشريفة”. وتلا القائد الشيخ على مسامع ذلك الجمع المستميت الفاتحة جهارًا، وردّدها وراءه جميع الحاضرين. وعندها صاح القائد برجاله الأشاوس: ” والآن ليرحم الله جاهلكم مثل عاقلكم، سيروا على بركات الله”. وانطلقت جموع المعروفيين كالسيل الجارف، فانسحبت الحشود المهاجمة منهزمة، ولم تقع معركة ولم يُقتل أي شخص، وتحقّق النصر بعونه تعالى.. v

  •  المصدر: موسوعة التوحيد الدرزية.

مقالات ذات صلة: