الموقع قيد التحديث!

مُرَاسلاتٌ بينَ الأَمير شكيب أَرسلان والشَّيخ مرزُوق معدِّي

بقلم أَلبروفيسور علي الصغيَّر
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

●        أَلأَمير شكيب كان يهدي في رسائِلِهِ سلامَهُ ومحبَّتَهُ إِلى أَهالي يِرْكا جميعِهِم، وعلى رأْسهم المشايخ رُوَّاد الخلوة.

●        وكان يُخطِّط، مع الشَّيخ مرزُوق، في آخر القرن التَّاسع عشر، وأَوَّل القرن العشرين، لإِنشاء مُجمَّع تجاري كبير بِيِرْكا لخدمة سكَّانها وسكَّان مُحيطها.

●        وهو يقول لِلشَّيخ مرزُوق أَنَّ دُروز البلاد قلائل، وينبغي أَن يكونوا مُتَّحِدين مُتآلِفين، وأَنَّهُم لا يحتملُون الشِّقَاق والخلافات والنِّزاعات.

●        وهو يقول له أَيضا أَنَّه لا يرضى أَن يحصل خلافٌ بينه وبين الشَّيخ طريف طريف والشَّيخ صالح خير، وهو يذكِّرُه بِأَنَّ السَّمكة تُعَفِّنُ من رأْسِها.

●        وسعى جاهدًا إِلى عقد الصُّلح بين يِرْكا وجُولس في أَعقاب نزاعٍ وقع بين جَهَلَةٍ من القريتين في آخر سَنَةٍ من القرن التَّاسع عشر.

●        وهو يؤكِّد، وبِشدَّة، أَنَّ وظيفة الإِنسان هي خدمة بني نوعه، ولكنَّه يقول أَيضًا أَنَّه لا يجوزُ لِلإِنسان أَنْ يتذكَّر َ صديقَهُ فقط وقت الحاجة إِليه.

●        أَلشَّيخ مرزُوق دعا الأَمير شكيب لِزيارة يِرْكا، وهو يقول لهُ أَنَّهُ يُريدُهُ أَن يزورَها، كما زَارَها والداهُ من قبلِهِ.

أَلأَمير شكيب أَرسلان (1869 – 1946).
أَلأَمير مُصطفى أَرسلان (1848 – 1914). أَلصُّورة الَّتي أَهداها الأَمير شكيب أَرسلان لِلشَّيخ مرزُوق معدِّي عام 1899، وهي لا تزالُ مُعلَّقة في بيت أَحفاد الشَّيخ مرزُوق.

صداقةٌ متينةٌ ربطتِ الأَمير شكيب أَرسلان (1869 – 1946) بِالشَّيخ مرزُوق معدِّي (1844 – 1912)، ويظهر هذا الأَمر بوضوحٍ من الرَّسائل العديدة الَّتي تبادلها هذانِ الرَّجُلانِ، وبحوزتنا ثلاث عشرة رسالة أَرسلها أَميرُ البيان لِلشَّيخ مرزُوق، دوَّنَها ووقَّع عليها بيده، ما عدا رسالة واحدة كتبها رجلٌ آخرُ، ولكنَّ الأَمير كتب بخطِّ يده ملاحظةً في ذيلها ووقَّع عليها، والأَمير شكيب، بالرَّغم من ضيق وقته بسبب كثرة مشاغلِه ووفرة هُمُومِه، ومن مئات المقالات التَّاريخيَّة والأَدبيَّة، والكتب والدِّراسات، الَّتي كتبها بنفسه، فقد كان يهتمُّ بالصَّداقات ويُفاخر بها، وكان يُخصِّص الوقت الكافي لمُراسلة أَصدقائه في جميع أَنحاء العالَمينِ العربي والإِسلامي، ويُجيب على رسائلهم جميعًا. هذا الأَمر كان بارزًا حينما كانت الدَّولة العُثمانيَّة لا تزال قائمة، والأَمير شكيب كان واحدًا من مُؤيِّديها ورجالها، واستمرَّ أَيضًا، ورُبَّما بشكلٍ كبيرٍ بعد سقوطها، فبعد انهيارها مع نهاية الحرب العالميَّة الأُولى، وبعد استقرار حُكم مُصطفى كمال أَتاتُوْرك في تركيَّا، وبعد توطيد أَركان الانتدابَيْنِ، الفرنسي على سوريا ولُبنان، والبريطاني على فلسطين، أَصبح الأَمير، وكما يُصرِّح هو نفسه، “مغضوب السُّلطة”، أَي سلطات الانتداب في البلدَيْنِ، فَفَضَّلَ المنفى الاختياري بفرنسا وسويسرا وأَلمانيا على البقاء في أَرض الوطن، وبعد وفاة الكثيرين من أَصدقائه، وهو بعيدٌ عنهم في بلاد الغُربة، كان يشعر بالوحدة والعُزلة، فأَصبح يُخصِّص جانبًا كبيرًا من اهتماماته لِمُراسلاتٍ مع مَنْ بَقِيَ مِنْ معارفه على قيد الحياة، وحول قسوةِ الوحدة، وفظاظةِ العُزلة، الَّلتينِ كان يشعر بهما، ويُعاني منهما، في تلك الدِّيار، كتب في واحدةٍ مِن رسائله لصديقه الشَّيخ محمَّد رشيد رِضَا (1865 – 1935)، الكاتبِ الشَّهير، والصَّحفيِّ القدير، والمُصلحِ الاجتماعي الكبير، وصاحب مجلَّة “المَنَار”، ما يلي: “لو أَردتُ أَن أَخرج إِلى السُّوق بِالقُفْطَان (ثوبٌ فَضْفَاضٌ ومشقُوقُ المُقدَّم يُلْبَسُ فوق الجُبَّة)، ما لاحظ ذلك أَحدٌ، وتمضي الجُمْعَةُ (الأُسبوع)، والجُمْعَتَانِ، والثَّلاثُ، جَمْعٌ، ولا يأْتيني زائرٌ، ولِمُدَّة خمسة أَشهر ما أَدَبْتُ (أَقَمْتُ) إِلَّا مأْدُبةً واحدة !”.

ومن ضمن مئات، إِن لم يكن آلاف الرَّسائل، التَّي دوَّنها وأَرسلها الأَمير لِأَصدقائه الكثيرين، هي الرَّسائِلُ التِّسعُ الَّتي نتحدَّث عنها في هذه المقالة، والَّتي سوف نعرضها ونقدِّم نُصوصها فيما يلي. خمسٌ من تلك الرَّسائل أَرسلها الأَمير من لُبنان، ثلاثٌ من بلدة بيت الدِّين بِجبال الشُّوف، واثنتانِ من مدينة بيروت، واثنتانِ أُخريانِ أَرسلهما حينما كان عندنا بالبلاد، واحدة من مدينة حيفا، والأُخرى من مدينة طبريَّا، رسالةٌ أُخرى لم يكتب الأَمير شكيب مكان تدوينها، هذه الرَّسائل كلُّها دُوِّنَتْ وأُرْسِلَتْ حينما كانتِ الدَّولة العُثمانيَّة لا تزال قائمة، وإِن كان ذلك قد حصُل خلال آخر أَيَّامها، وقُبَيْلَ ساعات احتضارها، ونحن نُرفق رسالةً أُخرى، وهي رسالة قصيرة، أَرسلها الأَمير شكيب من منفاه الاختياري بمدينة برلين بِأَلمانيا، للشِّيخ سْعِيْد معدِّي، نجل الشَّيخ مرزُوق، وقد دوَّن الأَمير شكيب هذه الرِّسالة خلال فترة الانتداب البريطاني عندنا في البلاد. بحوزتنا أَيضًا نُسَخٌ عن ثلاث رسائل أَرسلها الشَّيخ مرزُوق معدِّي لِلأَمير، ونحن سوف نعرض اثنتينِ منها، ونقدِّم نَصَّيهما أِيضًا فيما يلي. سوف نقدِّم هذه الرَّسائل كلَّها مُرتَّبة طبقًا لتسلسُل تواريخ تدوينها. أَلكلمات والملاحظات الموجودة بداخل أَقواسٍ هي من عندنا، ونحن أَضفناها من أَجل التفسير والتَّوضيح.

رسائلُ الأَمير شكيب أَرسلان لِلشَّيخ مرزُوق معدِّي

أَلرِّسالة الأُولى:

تاريخ الرِّسالة: 16.4.1899، أُرْسِلَتْ من مدينة بيروت.

أَلأَمير شكيب يُسَلِّم، ويُرسل لِلشَّيخ مرزُوق صورة فوتوغرافيَّة لعمِّه الأَمير مصطفى أَرسلان (1844 – 1914). هذه الصُّورة كانت من أَوائِل الصُّور الفوتوغرافيَّة الَّتي عُلِّقَتْ في البُيُوت بِيِرْكا، وهي لا تزال مُعَلَّقَة في بيت أَحفاد الشَّيخ إِلى اليوم. أَلأَمير مصطفى أَرسلان تناوب مع السِّياسي الُّلبناني الشَّهير نسيب جُنبلاط (1855 – 1922) على قائمقاميَّة الشُّوف من عام 1873 حتَّى عام 1902.

نصُّ الرِّسالة:

“حضرة المحبِّ الأَعزِّ المحترم (أَلشَّيخ مرزُوق معدِّي) حفظه الله تعالى،

بعد السَّلام العاطر والشَّوق الوافر، قد تهيَّأَ بحول الله وفضله وصولنا إِلى الوطن، ذاكرين من أَلطافكم ما لا تمحى من الفؤَاد آثاره، ناشرين من أَعرافكم ما يطيب في كلِّ نادٍ تذكارُه، وقد حمدنا الله على أَن أَبقى الله في بيت معدِّى مَنْ هو نِعْم الخلف، ومَنْ نُجدِّد معه علاقة المودَّة كما كانت علاقة السَّلف مع السَّلف، وكان من الواجب تسيير أَلُوْكَةِ (رسالة) الثَّناء هذه قبل هذا الحين لولا ما وجدناه لأَوَّل وصولنا من تراكم الأَشغال، وما يعرو الغائب إِذا رجع من ضيق الوقت، وعدم فراغ البال، وما لبث أَن آنسنا في هذه الأَيَّام حضرة الشَّيخ صالح اليوسف (أَلشَّيخ صالح يوسف خير من بلدة أَبو سنان)، فأَخَّرْنا الجواب حتَّى يسلِّمه ليدكم، وسلَّمناه علاوة على هذا التَّحرير رسم (صورة) سيِّدى العمِّ (أَلأَمير مصطفى أَرسلان) لِأَجل أَن يسلِّمه لكم وتعلِّقوه في منزلكم، ومن رسمنا (صورتنا، أَي من صُور الأَمير شكيب) هذه المرَّة لم نجد ما نبعث به لكلِّ الأَحباب، وفي المرَّة الآتية نرسل منه لكم ولحضرة الشَّيخ طريف (أَلشَّيخ طريف طريف)، فالمأْمول مواصلة أَخبار صحَّتكم معما (مع ما) يَعِنُّ لكم (يخطرُ على بالِكُم) ويجدُّ عندكم، لا ثقلة علينا بشيءٍ يتعلَّق بكم، وقد تَجَنَّبْنَا أَن نقول “بِفَرْضِكُم”، لما لا يخفى، وسلامُنا إِلى مشايخ أَهل يِرْكا إِجمالًا وأَفرادًا، ودُمتم.

مُخلص

شكيب أَرسلان

بيروت في۳ نيسان سنة 315 (سنة 1315 هجريَّة)”.

(هذا التَّاريخ سُجِّل حسب التَّقويم المالي العُثماني، أَوِ “التَّقويم الرُّومي العُثماني”، أَلَّذي كان معمُولًا به في الدَّولة العُثمانيَّة خلال الفترة 1839 – 1926، ويقابله تاريخ 16 نيسان عام 1899 ﭼْﺮِﯦﭽُﻮرياني غربي).

أَلرِّسالة الثَّانية:

تاريخ الرِّسالة: 29.5.1899، أُرْسِلَتْ من مدينة حيفا.

أَلأَمير شكيب يُسَلِّم، ويُخبر الشَّيخ مرزُوق أَنَّه اشترى مجموعةً من شرانق دودة القَزِّ من أَجل صُنع الحرير.

نصُّ الرِّسالة:

“حضرة مُحبِّنا الأَعزِّ الأَكرمِ الشِّيخ مرزُوق معدِّي المُحترم حفظه الله تعالى،

بِأَلطفِ الأَوقات أَخذنا تحريركم المُتضمِّن العُذر عن عدم إِمكان مُؤانستكم بداعي ما حصل لكم من التَّوعُّك في عكَّا، أَلَّذي اقتضى التَّورُّكَ على يِرْكا، وحمدنا الله على أَنَّ العاقبة كانت سليمة، وأَنَّ الوعكة قصيرة، وقبلنا العُذْر، واغتفرنا الوِزْر، وإِن لم نقبل بِالرِّضَى نقبل بِالجَبْر، ونحن عند وصولنا إِلى عكَّا كلَّفنا حضرة الشَّيخ أَبي يوسف (أَلشَّيخ صالح يوسف خير، من بلدة أَبو سنان) أَن يبعث لكم بخبرٍ لعدم علمنا بما حصل لكم من المرض، ولخوفنا من توجيه ذلك “الفَرْض”، فوَعَدَنا بذلك، وأَخبرنا أَنَّه أعلمكم وقوَّى أَملنا بِحضوركم نظرًا لِتماثُلكم إِلى العافية، فلمَّا حضر كتابُكم الَّذي يفيد بقاءَكم بحالة الضَّعف المانع من الرُّكوب، جاء ذلك مُخالفًا لِما قرَّرَه لنا أَبو يوسف من جهة القوَّة، وبُدِلْنا بِالاطمئنان قلقًا، وبِالرُّقاد أَرقًا، عسى أَن لا تطول المدَّة حتَّى تنتصبُوا وُقوفًا على عصبٍ شديد، وَعُضَلٍ من لسانكم مقدودةٍ من حديد، وإِن شاء الله نزور هذه الجهات (يِرْكا ومُحيط عكَّا) مرارًا، ونشاهدكم تكرارًا، أَمَّا مسئلة (مسأَلة) شفاعمرُو (لا ندري ماذا كانت تلك المسأَلة)، فمن جهتي لا مانع، ولكن لا يزال الأَهالي مُختلفين مع المُلتزمين (يقصد مُلتزمي الضَّرائب الَّتي كان يجبيها الملتزمون ويدفعونها لِلدَّولة العُثمانيَّة، بعد أَن يأخذوا حصَّتهم منها) من أَجل بعض الشُّروط، وأَنا لا يُمكنني البقاء هُنا لكوننا الآن في إِبَّان موسم الحرير، وقد اشترينا كميَّةً من الشَّرانق (شرانق دودة القَزِّ)، واستأْجرنا كرخانة (قاعة عمل)، وحَضَرْنَا لتمضية أَربعة أَو خمسة أَيَّام، فمضت عشرة أَيَّام، وتعطَّل علينا في شغلنا، ولم ينتهِ الأَمر، ولو علمنا ذلك لاشترطنا تقريرَه على وجهٍ قبل الحضور، وبالاختصار نحن نحبُّ إِنهاء هذه المسئلة (المسأَلة) حُبًّا بِالأَهالي، ولو كانت نتيجتها علينا التَّعب فقط، فإِنَّ وظيفة الإِنسان خدمة بني نوعه، ولكن إِذا لم يتَّفق الشُّركاء بعضهم مع بعض فلا لومَ علينا. هذا ما لزم مُؤملين دوام أَخبار عافيتكم، وإِهداء سلامنا إِلى مَن حَوَاهُ محلُّكم العامر ووجوه يِرْكا، ودُمتم.

مُخلص

شكيب أَرسلان

حيفا في 29 أَيَّار سنة 99 (سنة 1899 ميلاديَّة)”.

أَلرِّسالة الثَّالثة:

تاريخ الرِّسالة: 24.1.1900، أُرْسِلَتْ من مدينة بيروت.

أَلأَمير شكيب يعاتب الشَّيخ مرزُوق على انقطاعه عن مُراسلته، ويُخبره أَنَّ عمَّه، أَلأَمير مصطفى أَرسلان، تماثل إِلى الشِّفاء من وعكةٍ صحيَّةٍ أَلَمَّت به.

نصُّ الرِّسالة:

“حضرة الأَخِ العزيز (أَلشَّيخ مرزُوق معدِّي) حفظه الله

من بعض أَساليب السِّياسة أَنَّ الإِنسان إِذا شعر من نفسه بتقصيرٍ يوجب العتاب، أَو المُؤَاخذة، سبق إِلى المعاتبة، وتجنَّى وتجرَّم، وحاول أَن يُخَيِّل لصاحبه سكوته الماضي عن مَوْجِدة وعتب، وهذا شأننا معكم، قاطعتمونا وصارمتمونا، ولم يصلنا منكم تحارير، وغيركم يكاتبنا، ومع ذلك، فليس فقط كُنَّا نبعث إِليكم بالتَّحيات الزَّاكيات، والتَّسليمات الطَّيِّبات، من عكَّا، حينما شخصنا إِليها الرَّبيع الماضي، بل أَرسلنا إِليكم السَّلام من بيروت في بعض مكاتيبنا إِلى شبلى أَفندى سَيْقَلى (رجلٌ من حيفا)، وورد لنا عليه الجواب منه، والله يعلم أَنَّنا دائِما نفتكر بكم، ونعتقد خلوصكم، وقد ذكرنا لِسَّيِّدنا العم (أَلأَمير مصطفى أَرسلان) تعلُّقكم به وببيتنا تطريسًا على آثار السَّلف من العلاقة القديمة وأَصبح محظوظًا، وأَنتم لكم من ضميركم مخبرٌ صادقٌ، ومن وجدانكم شاهد صادع بالحقائِق، فاسأَلوا وجدانكم، وراجعوا جنانكم، ونحن ننزل على حكمهما، إِذ نعلم أَنَّ الفرق عظيم بين جنانكم وبين لسانكم…، هذا وسنقدِّم لعطوفة العم (الأَمير مصطفى أَرسلان) سلامكم، وسلام حضرة (حضرات) المشايخ وجوه يِرْكا، ونبشِّركم مُنذ الآن أَنَّه لم يَبْقَ أَدنى أَثر للحادث الَّذي حصل، وأَنَّه راجع الاشغال وركن في البيت في عين عْنُوْب (قرية درزيَّة بمنطقة جبال الشُّوف بلبنان)، كما تجدُون ذلك في جريدة “الصَّفاء” (دوريّة كانت تعني بشؤون الطَّائفة الدُّرزيَّة، أَنشأَها الأَديب علي ناصر الدِّين كمجلَّة بِلُبنان عام 1886، وعام 1897 استلم تحريرها نجلُهُ الُّلغوي والشَّاعر المعروف أَمين ناصر الدِّين، وحوَّلها إِلى جريدة أُسبُوعيَّة)، ولا ريب عندنا أَنَّ انتهاء هذا الحادث على سلامة كان بما ارتفع إِلى الله من أَدعية الأُلُوف من النَّسَم الَّتي كانت تدعو بشفائِه ليلًا ونهارًا، ومن الجملة أَهالي يِرْكا الأَجاويد، فأَمَّا أَنَّكم مع الخلوتيَّة (أَلمشايخ رُوَّاد خلوة يِرْكا) هناك، باسطون أَكُفَّ الدُّعاء، فهذا مِمَّا لا نشكُّ فيه، وقد زادنا على ممنونيَّتنا بُشرى اجتماعكم مع الخلوتيَّة…، واتِّفاقُكم معهم في هذه المسئلة (المسأَلة) دليلٌ واضحٌ على اهتمامكم بصحَّة عمِّنا، بارك الله في مودَّتِكم، ولا تقطعوا عنَّا أَخباركم وأَنباء عافيتكم، معما (مع ما) يلزم لكم، لا تشغلُنا عنكم شواغلُنا، ودُمتم.

مُخلص

شكيب أَرسلان

بيروت في 22 رمضان سنة 317 (سنة 1317 هجريَّة)”.

(هذا التَّاريخ سُجِّل حسب التَّقويم الهجري، ويقابله تاريخ 24 كانون الثَّاني عام 1900 ﭼْﺮِﯦﭽُﻮرياني غربي).

وأَضاف الأَمير في ذيل الرِّسالة ما يلي:

“مسئلة (مسألة) التِّجارة بفتح مخزن يحتوي لوازم الأَهالي (أَهالي يِرْكا ومُحيطها)، هذه مُمكنة، لكن يلزمها وقت، لأَنَّ في نيِّتنا هذا الصَّيف التَّوجُّه إِلى المعرض، فبعد رجوعنا إِن شاء الله نرى في إِتمام هذا المشروع، إِنَّما لِأَجل نجاحهِ ينبغي أَن يكون أَكثرُ مُشْتَرَى جماعتنا (الدُّرُوز) هناك، من هذا المحلِّ، ولِأَجل التَّسهيل يمكن فتح شعبة في نفس يِرْكا، أَمَّا قضية الزَّيتونات، فقد حَرَّضْنَا (حَثَّيْنَا) عليها أَشخاصًا كثيرين (يقصد شَجَّعْنَا أَناسًا كثيرين)، فلا أَحد يتوجَّه إِلى هناك ويشترى أَملاكًا، ولو عَلِمَ أَنَّ قرشَهُ يربح قرشَيْن (يبدو أَنَّ الأَمير شكيب أَراد أَن يبيع زيتوناتٍ تابعةً له، رُبَّما في مُحيط الشُّويفات، بلدتِهِ)، وللآن لم نتوفَّق (في بيعها)، ومع هذا فلم نزل نُرَغِّبُ، أَمَّا مسئلة (مسأَلة) فسخ البيع إِذا وقع غبنٌ، وكان المُدَّعِي أَخًا للبائِع أَو ابنه، إِلى آخره، فهذا جائز، لكن ذكرتم أَن نسأَل الأَﭬُﻮكاتيَّة (أَلمُحامين)، هل يوجد استئنافٌ وتمييزٌ بعد أَخذ الحكم، فنظنُّ الاستئناف والتَّمييز جائِزَيْن، لِأَنَّ الخصم يحاول إِنكار الغبن والغرر، ومع هذا سنبحثُ في هذه القضيَّة على مهل ونجاوبُكُم”.

أَلرِّسالة الرَّابعة:

تاريخ الرِّسالة: 23.5.1900. ألأَمير شكيب لم يكتب مكان إِرسالها.

أَلأَمير شكيب يطلب من الشَّيخ مرزُوق أَن يسعى لعقد الصُّلح بين أَهالي يِرْكا وأَهالي جُولس في أَعقاب نزاع حصل بين جهلاء من البلدتين، وسبب ذلك النِّزاع كان قتلُ رجلٍ من جُولس على يد رجلِ من يِرْكا في سهل مُرَّانَ التَّابع لِأَهالي يِرْكا، خلال موسم الحراثة.

نصُّ الرِّسالة:

“حضرة الأَخِ العزيز (أَلشَّيخ مرزُوق معدِّي)

بلغنا ما حصل بين بعض الجهلاء من قريتكم ومن قرية جُولس، وكَدَّرَنا ذلك بما لا مزيد عليه، لِأَنَّ كلَّ خلاف فيما بينكم يسؤنا (يسوؤنا)، والآن، مع تعقُّلكم وتعقُّل مشايخ جُولس، لا نخشى تفاقم الشَّرِّ، وإِنَّما هذا لا يكفي، والَّذي نريده إِجراء التَّسهيلات الَّلازمة لوقوع التَّسوية، وعدم إِبقاء محلٍّ للشَّكاوى، فاعملوا على ذلك بما عهدناه من حميَّتكم ودرايتكم، وابلغوا مشايخ الخلوتيَّة في يِرْكا مَآلَ تحريرنا هذا، واهدوا الجميع سلامنا، ودُمتم.

مُخلص

شكيب أَرسلان

في 23 مُحَرَّم سنة 318 (سنة 1318 هجريَّة).

هذا التَّاريخ سُجِّلَ حسب التَّقويم الهجري، ويقابله تاريخ 23 أَيَّار عام 1900 ﭼْﺮِﯦﭽُﻮرياني غربي).

أَلرِّسالة الخامسة:

تاريخ الرِّسالة: 11.9.1900، أُرْسِلَت من بلدة بيت الدِّين.

أَلأَمير شكيب يستفسر عن سبب الخلاف الَّذي وقع بين أَهالي يِرْكا وأَهالي جُولس، ويطلب من الشَّيخ مرزُوق أَن يُجَدِّد أَهالي يِرْكا اشتراكاتهم بجريدة “الصَّفاء” الدُّرزيَّة الُّلبنانيَّة.

نصُّ الرِّسالة:

“حضرة المحبِّ الأَعزِّ الأَكرم الشَّيخ مرزُوق معدِّي المحترم حفظه الله،

مُنذ مدَّة مديدة ما وصلنا منكم إِعلامٌ عن صحَّتكم، ولا استنشقنا عبير انفاس بلاغتكم، حال كونكم تعلمون أَنَّنا وإِنْ كثرت شواغِلُنا، فلا نزال نهجس بالأَصحاب، ونترقَّب أَخبار الأَحباب، بل لنا جوابٌ مكتوبٌ عندكم بشأْن الخلاف الَّذي وقع بينكم وبين أَهل جُولس، وهو شقاق شَقَّ علينا، وكُنَّا نتأَمل من درايتكم، ودراية مشايخ جُولس، زواله تمامًا، ولا تزال، فيما بلغنا، المواصلات غير موصولة (يقصد أَنَّ أَخبارًا وصلته مُفادها أَنَّ العلاقات بين يِرْكا وجُولس لا تزال مقطوعة بسبب ذلك النِّزاع)، فنأْمل منكم الجواب عن الأَسباب (أَسباب الخلاف بين أَهالي يِرْكا وأَهالي جُولس). إِدارة (جريدة) “الصَّفاء” سأَلتنا أَن نُحَرِّر لكم اشتراكات يِرْكا (في تلك الجريدة)، فإِن دفعتم، فادفعوا لِمحلِّ خورى وأَبيض، والمحلُّ المذكور يبعث بالقيمة حوالةً على محل جبيلي ودبَّاس في بيروت، هذا واهدوا تحيَّاتنا إِلى حضرة (حضرات) المشايخ وُجُوه يِرْكا، ولا تقطعوا أَخبار صحَّتكم، ودُمتم.

مُخلص

شكيب أَرسلان

بيت الدِّين في 29 أُغستُوس (آب) سنة 316 (سنة هجريَّة 1316)”.

(هذا التَّاريخ سُجِّل حسب التَّقويم المالي العُثماني، أَوِ “التَّقويم الرُّومي العُثماني”، ويقابله تاريخ 11 أَيلُول عام 1900 ﭼﺮِﯦﭽُﻮرياني غربي).

أَلرِّسالة السَّادسة:

تاريخ الرِّسالة: 6.11.1900، أُرْسِلَت من بلدة بيت الدِّين.

يقول الأَمير شكيب لِلشَّيخ مرزُوق أَنَّه اجتمع مع أُناسٍ من مُحيط يِرْكا، ورُبَّما من القرية نفسها، حينما كان ببلدات حاصبيَّا ومجدل شمس ومرجعيُون، ويحثُّه على الإسراع في الصُّلح بين أَهالي يِرْكا وأَهالي جُولس، ويقول له أَيضا أَنَّه لا يرضى أَن يحصل خلافٌ بينه وبين الشَّيخ طريف طريف والشَّيخ صالح خير، وهو يذكِّرُه بِأَنَّ السَّمكة تُعَفِّنُ من رأْسها.

واحدة من رسائِل الأَمير شكيب أَرسلان لِلشَّيخ مرزُوق معدِّي، أُرْسِلَتْ من بلدة بيت الدِّين بلُبنان بِتاريخ 11 أَيلُول عام 1900.

نصُّ الرِّسالة:

“حضرة الأَخِ العزيز (أَلشَّيخ مرزُوق معدِّي)،

كُنَّا مدَّة شهر في السِّياحه نواحي حاصبيَّا ومجدل شمس ومرجعيُون، وسُررنا جدًّا بمشاهدة إِخوانكم في تلك الجهات على ما يرضَوْن لِأَنفسهم من هدوء البال واستقامة الأَحوال، وما ترضاه منهم الحكومة السنيَّة (يقصد الدَّولة العُثمانيَّة) من الطَّاعة والامتثال، وكان وجودنا هناك سببًا لاجتماعات واحتفالات أَجرينا أَثناءَها بعض مُصالحات، ومساعى صَالحات، عسى أَن يزكو زرعُها، ويستمر نفعُها، وعند رجوعنا إِلى الوطن تناولنا تحريركم المنطوي على الشِّقَّة الطَّويلة وقرأْنا كلَّ شيء بإِمعان، ولم نتمالك من الأَسف مِمَّا وقع (يقصد النِّزاع الَّذي وقع بين أُناسٍ من يِرْكا، وآخرين من جُولس)، ولكنَّه سهم ونفذ، ولا مَرَدَّ لسهام القدر (يقصد قتل الرَّجل من جُولس على يد الرَّجل من يِرْكا)، إِنَّما تهُونُ الأُمور متى حسُنتِ النِّيَّة وخلُصتِ الطَّويَّة، وكان الزُّعماء الَّذين اليهم انقياد العامَّة مخلصين سعيًا، إِذ مع إِئتلاف الرُّؤساء والعقلاء لا خوف من أَحداث الأَغْمَار (أَلحاقدين) والجهلاء، فأَنتم مهما حصل بين جهلاء يِرْكا وجُولس لا تدعوه يُغَبِّر الخواطر بينكم وبين حضرة الشَّيخ (طريف) طريف وأَجاويد أَهل جُولس، لِأَنَّكم تُجبرُون ما ينكسر بينهم، وترأَبُون ما ينصدع منكم ومنهم، أَمَّا اذا اختلفتِ النِّيَّات من المشايخ، فهناك البلاءُ، والسَّمكة كما يقالُ تُعَفِّن من رأْسها، فاجتهدوا أَنتم وطريف وأَبو يوسف (أَلشَّيخ صالح خير من قرية أَبو سنان) أَن تكونوا رُؤُوسًا صِحاحًا، وتكون نيِّاتُكم الى الخير مصروفة، وعلى الإِصلاح والاتِّفاق موقوفة، وأَنتم أَدرى بأَنَّكم قومٌ لا تحتمل حالتُكم شِقاقًا وتمزيقًا، ونحن لا نرضى عنكم إِلَّا إِذا كُنتم مُتَّفقين مُتوائِمين، وللحكومة السنيَّة مساعدين خادمين، واللهُ تعالى يوفِّقكم ويسِّهل أُموركم. ذكرتم أَنَّكم منحرفو المزاج، فلا بأْس، والله يَمُنُّ بِالشِّفاء القريب، ولعلَّه تعالى مَنَّ قبل تحرير كتابنا هذا، واعتقدوا أَنَّ لكم عندنا منزلة الأَحباب الأَعزَّاء، لأَنَّكم سلالةُ قومٍ كان لهم مع سلفنا رحمهم الله مآثر، ونحن نحبُّ أَن يبقى بيتكم مفتوحًا، وأَمركم نجيحًا، إِلى ما شاء اللهُ، ولا نشكُّ لا أَنا، ولا سيِّدي العمُّ (الأَمير مصطفى أَرسلان)، في شدَّة إِخلاصكم لنا، وقد عرضنا لعطوفته سلامكم، وهو يهديكم مثله، وإِلى جميع وجوه يِرْكا، ولا تقطعوا أَخباركم السَّارَّة، ودُمتم.

مُخلص

شكيب أَرسلان

بيت الدِّين في 24 ت 1 (تشرين الأَوَّل) سنة 316 (سنة 1316 هجريَّة)”.

(هذا التَّاريخ سُجِّل حسب التَّقويم المالي العُثماني، أَوِ “التَّقويم الرُّومي العُثماني”، ويقابله تاريخ 6 تشرين الثَّاني عام 1900 ﭼﺮِﯦﭽُﻮرياني غربي).

وأَضاف الأَمير في ذيل الرِّسالة ما يلي:

“حاوي سرٍّ

أَخذتُ شقَّتَكُم وما ذكرتموه هو بفكرنا منذ مدَّة، والآن نفتكر في وجود شخصين من ذَوي النَّامَّة (أَي من ذوي أَلحسِّ والحركة) والأَمانة، ويكون معهما رأْسُمال (من أَجل إِقامة مُجَمَّع تجاري كبير بِيِرْكا)، وقريبا ننفذُهما إِلى ناحيتكم، ونكتبُ لكم، وإِن شاء اللهُ يكون بذلك الخير لنا ولكم أَيضًا، فابقوا الأَمر الآن بسرِّكم، فقد ورد في الحديث الشَّريف استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان”.

أَلرِّسالة السَّابعة:

 تاريخ الرِّسالة: 2.8.1901، أُرْسِلَت من بيت الدِّين.

أَلأَمير شكيب يقول لِلشَّيخ مرزوق أَنَّه عقد العزم على فتح متجرٍ في عكَّا أَو في يِرْكا، وأَنَّ المشايخ أَمين وسليم العيد، وفارس أَفندي نَمُّور، مِن لُبنان، قدِمُوا إِلى البلاد، ورُبَّما إِلى يِرْكا بِالذَّات، ومعهم رأْسمال من أَجل ذلك الهدف، ويطلب مساعدته في هذا الأَمر.

نصُّ الرِّسالة:

“قبلًا كرَّرتم علينا الطَّلب حُبًّا بِصَوَالِحِنا في إِنشاء محلٍّ تجاريٍّ في عكَّا، أَو في نفس يِرْكا، يشتغل بِتردُّد الدُّرُوز الموجودين في تلك الجوار، ويكون لنا بِذلك الرِّبحُ الجزيل، وهو مقصد حميد، ونشكركم عليه، وإِنَّما لم تكُنِ الظُّروف مُساعدة، ولا الأَوقات مُتَّسعة معنا، فالآن مُتَوَجِّهٌ إِخواننا المشايخ أَمين وسليم العيد من (بلدة) بعقلين (قرية دُرزيَّة في جبال الشُّوف)، ومعهما مُحِبُّنا الأَديب فارس أَفندي نَمُّور، ومعهم رأْسمال مهم لِأَجل تعاطي أَعمال تجاريَّة وزراعيَّة في جهتكم بِالشَّراكة معنا، فلا لُزوم لِتوصيتكم، ولا لِتوصية أَحد من من وجوه يِرْكا في مساعدة مشروعنا هذا، لِأَنَّنا نعلم ميلكم لِنفعنا، ومعرفتكم أَنَّا لا نُحبُّ الرِّبح طمعًا بِالرِّبح، بل تقويةً لنا لِلتَّمكُّن من مُساعدة عُمومكم، والمأْمول أَنْ يكون هذا المشروع عائِدًا بِالخير والصَّالح على الجميع، فجاوبونا عَمَّا تُجرُونه بهذا الخصوص، وطمئنونا عنكم، ودُمتم.

مُخلص

شكيب أَرسلان

بيت الدِّين في 2 آب سنة 901 (1901)”.

أَلرِّسالة الثَّامنة:

تاريخ الرِّسالة: 8.1.1902، أُرْسِلَت من مدينة طبريَّا.

لدينا وثيقة من عام 1902 أَرسلها الأَمير شكيب للشَّيخ مرزُوق يطلب بها منه أَن يسعى لدى مندوبي السُّلطة العُثمانيَّة، وعلى ما يبدو بعكَّا، من أَجل إِرجاع مبلغ كبير من المال لرُعَاةٍ من بلدة حاصبيَّا، كانت السُّلطة العُثمانيَّة قد أَرغمتهم على دفعه ضريبةً على المواشي الَّتي كانت بحوزتهم، ويبدو أَنَّ هؤلاء الرُّعاة كانوا قد قدموا مع مواشيهم إِلى ساحل عكَّا، ورُبَّما إِلى مغاور موجودة بأَراضي يِرْكا، كمغارة “أَبو محمَّد”، الواقعة إِلى الشَّمال من القرية، و “مغارة الحَرَامِيَّة”، الموجودة إِلى الشَّرق منها، في أَسفل الجُرْف الصَّخري الشَّاهق المعروف بالاسم “شقيف المِعْزَى”. هذه الرِّسالة ليست بخطِّ الأَمير شكيب، ويظهر أَنَّه لم يُمْلِهَا على كاتبها، ونحن لا نعرف اسمه، فهي تحتوي على أَخطاءٍ لغويَّة، وأُسلوبها ليس أُسلوب الأَمير شكيب، ولكنَّها تحمل توقيعه الَّذي دَوَّنَهُ بخطِّ يده، وبذيلها جملةٌ دَوَّنَها كذلك بخطِّ يده.

فيما يلي نصُّ هذه الرِّسالة:

“حضرة الأَخ العزيز (الشَّيخ مرزُوق معدِّي)

بعد السَّلام والأَشواق، عسى أَن تكونوا حايزين (حائزين) العافية والرَّاحة، (نخبركم) أَنَّه يوجد مَعَّازَة (رُعَاةٌ أَصحاب مواشٍ) من حاصبيَّا (ثقب في الوثيقة، ولكن يبدو أَنَّه كان مكتوبًا في موضع الثَّقب: قد صار) تغريمهم (كلمة غير مفهومة بسبب ثقب في الوثيقة) بساحل عكَّا بمبلغ 175 مجيدي (مجيديًّا)، ولم يخرجوا من الحبس (ولم يتم إِطلاقُ سراحهم) حتَّى أَدُّوْها (دفعوا ذلك المبلغ) بدعوى (من السُّلطات العُثمانيَّة) عداد (تعداد) ماعز، حال كونه (بالرَّغم من أَنَّه) معهم كواشين برسم العداد (وثائق بعدد الماعز) (ثقب في الوثيقة، ولكن يبدو أَنَّه كان مكتوبًا في موضع الثَّقب: وكذلك) بيدهم شهادات من مأْمُوري عداد حاصبيَّا (يقصد الموظَّفين المسؤولين عن تعداد الماعز بحاصبيَّا) ومرجعيُون بِإِجراء (كلمتان غير مفهومتين بسبب ثقب في الوثيقة)، والحاصل الجماعة يدَّعُون (أَنَّ) أخذ (إِرغامهم على دفع) هذه (الأَموال ؟) (هو) مصادرة (غير شرعي)، وحيث كان (ونظرًا) لِأَنَّ ذلك كان (قد حصل) بمعرفتكم، بحسب قولهم، أُومل (آمَلُ) (ثقب في الوثيقة، ولكن يبدو أَنَّه كان مكتوبًا في موضع الثَّقب: أَن تسعى إِلى) إِعادته (أَي إِلى إِعادة المبلغ الَّذي دفعوه) إِليهم لِأَنَّهم (كلمة غير مفهومة بسبب ثقب في الوثيقة) وفقراء، وإِن (وإِذا) كان الواقع خلاف ذلك نحب (فنحن نحبُّ) معرفة الحقيقة، لِأَنَّه لا بُدَّ من مُلاحقة هذه المسأَلة إِلى آخرها. هذا ما اتَّخذناه وسيلةً للسُّؤال عن صحَّتكم، ودُمتم.

أَلمُخلص

شكيب أَرسلان

(توقيع الأَمير شكيب بخطِّ يده)

طبريّا، في 8 كانُون ثانٍ سنة 902 (1902)

إِهتمُّوا بهذه المسئلة (المسأَلة) لِأَنَّ الجماعة وقعوا علينا. (بخطِّ الأَمير شكيب)”.

أَلرِّسالة التَّاسعة:

تاريخ الرِّسالة: 3.11.1934، أُرْسِلَت من مدينة برلين بِأَلمانيا.

أَلأَمير شكيب يشكر الشَّيخ سْعِيْد معدِّي على قُدُومِهِ لِمدينة القدس من أَجل السَّلام عليه.

نصُّ الرِّسالة:

“برلين 3 ت 2 (3 تشرين الثَّاني) سنة 1934”.

فُندق أَلِكْسَانْدْرا، مِتِلْشْتراسِّه، 16 – 17 (أَلشَّارع الأَوسط، 16 – 17، برلين).

Alexandra – Hotel, Mittelstrasse, 16 – 17, Berlin.

“حضرة الأَخ الأَجلِّ الشَّيخ سْعِيْد معدِّي المحترم،

مُنذ زمن أُريد أَن أَشكركم على لطفكم وقُدومكم إِلى القدس لِأِجل السَّلام عليَّ والسؤال عنِّي، وتعوقني وفرة الشَّواغل وكثرة الحوائل، ويُطْمِعُني في صفحكم أَنَّكم لستم بالغُرباء، وأَنَّ وحدة الحال معلومة لديَّ ولديكم، ولا بُدَّ من أَن يكون سلفكم ذكروا لكم صلة آل معدِّي مع آل أَرسلان، وأَنَّها علاقة متَّصلة من قديم الزَّمان، وأَنِّي أَنا شخصيًّا كانت لي محبَّةٌ خاصَّةٌ للمرحوم والدكم، وأَنَّ هذه المحبَّة قد ورثتموها أَنتم، وعلى كلِّ الأَحوال فأَرجو دوام أَخباركم السَّارَّة، وتبليغ سلامي إِلى المشايخ أَهل يِرْكا عامَّةً، والسَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أَلمُخلص

شكيب أَرسلان

قريبًا أَعود إِلى ﺟِﻨِﻴْﭫ

Avenue Hentsch, Genève”.

يبدو أَنَّ علاقة الأَمير شكيب بالشَّيخ مرزُوق بقيت وثيقةً إِلى حين وفاته، أَي وفاة الشَّيخ مرزوق، عام 1912، وهي استمرت كذلك من بعد وفاته مع نجله الشَّيخ سْعِيْد، وأَيضًا مع أَعيان دُرُوز البلاد، وبقيت كذلك حتَّى نهاية العهد العُثماني، ولكن يبدو أَنَّ فُتُورًا حصل في تلك العلائق بعد أَن دخل الإِﻧﭽﻠﻴﺰ إِلى البلاد، وبعد أَن بدأَت فترة الانتداب البريطاني، وسبب ذلك، كما يكتب الأَمير شكيب في رسالة له، محفوظةٍ لدينا، وجَّهها بتاريخ 17 نيسان عام 1923، من مدينة لُوزان بسويسرا، لصديقه محمَّد علي البهائي من مدينة عكَّا، وهذا الرَّجل، محمَّد علي البهائي، كان أَخ عبَّاس أَفندي البهائي من والدِهِ “البَهاء”، أَو “بهاء الله”، فقد كان كما يكتب الأَمير في رسالته هذه، كما يلي:

“حضرات مشايخ الدُرُوز لا أَظنُّ أَنَّكم تُؤاخذونهم على انقطاعهم عنكم في المُدَّة الماضية لسذاجة عُقُولهم واعتقادهم أَنَّهم يتجنَّبُون كلَّ ما يضرُّهم، غير متبصِّرين بِأَنَّ الإِنسان لا ينبغي له أَن يُنْكِرَ مَنْ عَرَفَهُ إِلَّا عند الحاجة إِليه، فهذا الدَّاعي (يقصد نفسه، أَي الأَمير شكيب) أَيضًا لم آخذ من جهتهم (يقصد مشايخ دُرُوز البلاد) أَدنى خبر، حتَّى السَّلام بخلُوا به، وهذا من ظنِّهم أَنَّني أَصبحت مغضوب السُّلطة المُحتلَّة (يقصد السُّلطتينِ، الفرنسيَّة بسُوريا ولُبنان، والاﻧﭽﻠﻴﺰيَّة في البلاد)، فلو عَلِمَ أَحدٌ أَنَّهم راسلُوني، ولو بكيف حالك، لانْقَضَّتْ عليهم الصَّواعق المُحرقة، ولو سأَلوا لعلموا أَنَّ الأَكثر من أَصحابي في جبل لُبنان، وسُورية، وفي فلسطين، وشرقيِّ الأُردنِّ، وفي مصرَ، لم ينقطعوا عن مُكاتبتي، بلِ الَّذي أَشكوه هو كثرة كتاباتهم مع ضيق أَوقاتي عن الأَجوبة، وأَنَّ أَكثر ما يكتبه إِليَّ الأَصحاب في جميع هذه البلدان كان يمرُّ على المُراقبة، وكانت السُّلطات المُحتلَّة تقرأُه، ولم يمنع هؤلاءِ اطِّلاعُ المُحتلِّين (يقصد الفرنسيِّين والاﻧﭽﻠﻴﺰ) من مُواصلة رسائلهم إِليَّ، والمُجاهرة بِأَنَّه لا شيء في الدُّنيا يمنعهم من ذلك، ولكنَّ المشايخ المذكورين على مبدأٍ آخر، ومن جُملة ما قرأتُهُ في الجرائد، وهو من مُقتضى سذاجتهم أَيضًا اشتراكهم في الانتخابات دون الأَكثريَّة من أَهل الوطن، وهم لا يفكِّرون أَنَّ مخالفة السَّواد الأَعظم من أَبناء وطنهم، عدا كونها لا تليق بهم، قد تعود عليهم بالضَّرر في مستقبل الأَيَّام، والحاصل أَتأَسَّفُ لحالهم هذه، وأَتذكَّر منهم رجلًا كان جسُورًا أَبِيَّ النَّفس، هو المرحوم مرزُوق معدِّي، عسى أَن يكون له أَولادٌ مثله”.

ويكتب الأَمير شكيب في رسالة أُخرى لمحمَّد علي البهائي، أُرْسِلَت من مدينة لُوزان بسويسرا، وهي الأُخرى محفوظة لدينا، وهي من تاريخ 15 تشرينٍ الثَّاني عام 1924، ضمن ما يكتب، ما يلي:

“بلغني أَنَّ الشَّيخ صالح اليوسف (يقصد الشَّيخ صالح يوسف خير من بلدة أَبو سنان) انتقل إِلى رحمة ربِّه، وأَظنَّه ناهز التِّسعين، ولمَّا كُنتُ أَعرفه، وأَعرف أَولاده المشايخ يوسف وسلمان، والباقين، رأَيتُ أَن أَحرِّر لهم تعزية، ثُمَّ خشيتُ أَن لا يُجاوبُوني على اعتقاد أَنَّ مُكاتَبَتِي خطرٌ عظيمٌ عليهم، ولو كان كثيرٌ من فلسطين يجاوبُونني ويُخاطبُونني، فعدلتُ عن الكتابة إِليهم، فأَرجو متى واجهتُم أَحدًا منهم أَن تبلغوهم تعزيتي، جعل الله لكم العُمر الطَّويل”.

رِسَالَتَا الشَّيخ مرزُوق معدِّي لِلأَمير شكيب

أَلرسالة الأُولى:

تاريخ الرِّسالة: 4.5.1899، أُرْسِلَت من يِرْكا.

أَلشَّيخ مرزُوق يُسلِّم على الأَمير، ويُخبره أَنَّه علَّق صورة عمِّهِ، أَلأَمير مصطفى أَرسلان، في بيته، ويطلب منه أَن يُرسل إِليه صورةً له كي يُعلِّقها هي الأُخرى في بيته.

نصُّ الرِّسالة:

“لجناب معالي صاحب العزَّة الأَمير شكيب أَرسلان المُفَخَّم

عِزَّتلُو أَفندم،

غِبْ (بعد) الدُّعا (الدُّعاء) بدوام بقاكُم (بقائكم) وبسط أَيادي الدُّعا (الدُّعاء) لعزَّته تعالى بحفظ وجودكم الشَّريف زمانًا مديدًا، أَعرض، بينما ونحن (حينما كُنَّا) بقلقٍ عظيم، وافتكارٍ جسيم، من عاقة (إِعاقة، تأَخُّر) تشريفنا بمرسولة (رسالة) التَّطمين (الطَّمأَنة) عن صحَّتكم، ووصولكم بالسَّلامي (بالسَّلامة) للوطن فورًا، وذلك نظرًا لِمَا خلفتُّوه (خلَّفتموه) لنا من الوحشة الَّذي (الَّتي) فراقكم دعاني لا أَفتر من التَّرنُّم بتكرار ذكر لطفكم طرفة عين بما شاهدنا ما أَودعه الله تعالى بذاتكم السَّنيَّة من الرِّقَّة والُّلطف وحُسن الوداد، فنحن بهذا الفكر  وإِذ بِأَبْرَكِ وقتٍ سعيد، وأَشرف طالعٍ حميد، بيد الافتخار أَخذت مشرفتكم (رسالتكم) الكريمة من الأَخ الشَّيخ صالح اليوسف (الشَّيخ صالح اليوسف خير، من قرية أَبو سنان)، ومنها تطمَّنت (اطمَأْنَنْتُ) عن وجودكم بالصِّحَّة سجدت لله شكرًا على ذلك، وكلما (وكلُّ ما) تفضَّلتم بشرحه (بذكره) وأَنسنبتونا إِليه (ونسبتموه لنا) تكرُّمًا من الأَوصاف، فذاتُكُم (فشخصُكُم) أَولا (أَولى، أَحقُّ) به بأَضعاف (أَضعافًا)، وتوجدوني (وتجدونني) شاكرًا الله تعالى الَّذي مَنَّ علينا بتشريفكم لمحلَّاتكم بهذه النَّاحية (تشريفكم بيتنا)، وقد تعلَّقت آمالنا بسعادتكم بقوَّة محسوبيَّتنا عليكم كما كانت على أَسلافكم الَّذي نرجو (الَّتي نرجو )أَن تكون قويَّة لا يعتريها خلل، وتكون راسخة (بقلمكم ؟) كالبنيان القويَّة الراسخة (القويِّ الرَّاسخ) على الصَّخر، كما وندعوكم بكل فرصة تشرفونا (كما وندعوكم أَنْ تشرِّفُونا) لنكون حاصلين (لنحصل) على الشَّرف، والأَلزم الاكتساب بمسامرتكم (وما نرجوه هو أَنْ نحظى) بمسامرتكم الشَّهيَّة، ومنادمتكم الجوهريَّة، ويا حبَّذا إِذا كانت في علاقت (علاقة) ملك لسعادتكم أَم (أَو) إِلى سعادتلُو الأَفندم الأَمير مصطفى (الأَمير مصطفى أَمين أَرسلان، عم الأَمير شكيب)، بنفس قريتنا (يِرْكا) كون (لأَنَّ) والديكم شرَّفوها (شرَّفاها، أَي زاراها) مع الأَمل الأَمل بعلاقت (بعلاقة) شفاعمر (شفاعمرو) إِن شاء الله قريبًا، وبهذا كفاية منِّي تقديم الاحترامات الَّلايقة (الَّلائقة) لسعادته، وكما أَيضًا (وأَيضًا) عَلَّقنا بمحلِّكم الأَصغر هُنا (بيتنا بِيِرْكا) حسب أَمركم رسم (صورة) سعادته (صورة الأَمير مصطفى أَرسلان)، ونرجو التَّكرُّم بِإِرسال رسم (صورة) سعادتكم، حتَّى بكلِّ لحظة نُشاهدكم من هُنا. أَهالي القرية عُمومًا يُقبِّلُون أَيادي سعادته (سعادة الأَمير مصطفى أَرسلان) وأَياديكم، مع تشريفنا دائمًا بمشرَّفاتكم (برسائلكم) وبما يلزم، ودام وجودكم الشَّريف، أَفندم.

عن (في) يِرْكا 21 نيسان سنة 315 (1315 هجريَّة)”.

مرزوق معدِّي بك”.

(هذا التَّاريخ سُجِّل حسب التَّقويم المالي العُثماني، أَوِ “التَّقويم الرُّومي العُثماني”، ويقابله تاريخ 4 أَيَّار  عام 1899 ﭼﺮِﯦﭽُﻮرياني غربي).

أَلرسالة الثَّانية:

تاريخ الرِّسالة: 18.12.1902، أُرْسِلَت من يِرْكا.

أَلشَّيخ مرزُوق يُقدِّم تهنئته لِلأَمير شكيب على استلامه قائمقاميَّة منطقة الشُّوف بِلُبنان، ويُخبرُهُ أَنَّ جريدة “الصَّفاء” لا تصل إِلى المُشتركين بها في يِرْكا.

نصُّ الرِّسالة:

“صورة تحرير (رسالة) للأَمير شكيب

لِجانب معالي صاحب السَّعادة الأَمير شكيب أَرسلان المُفَخَّم

سعادتلُو أَفندم حَضْرَتْلِرِي،

غب (بعد) تقديم واجبات الاحترامات الَّلايقة (الَّلائقة) لمقامكم (بمقامكم) العالي، وبثِّ الأَشواق الكثيرة الَّذي (الَّتي) لا تنحصر لا بعَدّ، ولا بكيل، ولا بوزن، لمشاهدتكم، أَعرض عدم تقديم إِعراضي تبريكًا لسعادتكم (أَعتذر عن عدم تقديم تهنئتي لكم) حينما توجَّهَتْ (سُلِّمَتْ) لعهدتم قايمقايَّة قضا (قائمقاميَّة قضاء) الشُّوف هذه، من حيث معلوم أَنَّها وكالة تأَخَّرت عن ذلك (عن موعدها)، أَمَّا لو كانت أَصالة كُنْتُ كتبتُ فورًا حضرتُ بالذَّات (وحضرتُ بنفسي) لناديكم، وتشرَّفنا بمشاهدتكم، وأَعرضنا (وقدَّمنا) فرحنا وسرورنا، لاكن (لكن) ماذا نعمل وهذه (هي) أَحوال لُبنان، ومعما (ومع ما) فيه سعادتكم، إِذا كُنتم قايمقام أَو غير قايمقام (قائمقمام أَو غير قائمقام، يقصد: مهما يَكُنُ مِن أَمر، إِذا استلمتم هذه الوظيفة أَم لا)، شخصكم (فشخصكم) الكريم محبوب في لُبنان وسُوريا عند العموم، وممتاز بكامل الصِّفات الممدوحة لسانًا وقلمًا وشرفًا وناموسًا، زيادة عن عموم ذوات (شخصيَّات) لبنان وسُوريا، والأَمل بالله تعالى بصفا (بصفاء) نيَّتكم الصَّالحة واجتهادكم لعمل الخير لكامل النَّاس، تنالُون فخرًا وتوفيقًا وتقدُّمًا وذكرًا دايمًا (دائمًا) لا يُنسا (يُنسى)، وكون بهذه المدَّة من حرماني (ونظرًا لأَنَّي حُرِمْتُ خلال هذه المدَّة) من أَوامركم الكريمة لأَجل تطميني (طَمْأَنَتي) عن صحَّتكم الغالية عندي حصلة (حصلت) بدرجة عدم التَّوفيق، لذلك (أَتيت الآن) مقدِّمًا عريضتي هذه، وبكلِّ أَمل أَرجوه (أَرجو) من مكارمكم تكرار مواصلتي بمشرَّفاتكم (برسائلكم) لأَجل الاطمئنان عن صحَّتكم وزوال عدم التَّوفيق عنِّي برضاكم بدون شكٍّ، ومنِّي، ومن الجميع من هُنا (جميع أَهالي يِرْكا) بخير، ويدعون بتوفيقكم (ويدعون لكم بِالتَّوفيق)، وسؤال (وبسؤالٍ عن) شريف خاطركم الكريم أَوَّلًا، وثانيًا، وثالثًا، وأَدام الله وُجودكم، أَفندم.

5 ك 1 سنة 318 (كانون الأَوَّل سنة 1318 هجريَّة)

(هذا التَّاريخ سُجِّل حسب التَّقويم المالي العُثماني، أَوِ “التَّقويم الرُّومي العُثماني”، ويقابله تاريخ 18 كانون الأَوَّل عام 1902 ﭼْﺮِﯦﭽُﻮرياني غربي).

أَلمُخلص”.

(أَلتَّوقيع مَمْحُو)

وأَضاف الشَّيخ مرزُوق في ذيل رسالته هذه ما يلي: “حضر عبَّاس عبد الخالق مصحوب (مصحوبًا) بوُصُولات “الصَّفا” (جريدة الصَّفاء)، دفعنا له بدل اشتراكها وأَخذنا الوصل، وإِنَّه حسن (من الأَفضل أَن) تأْمروا مدير الجريدة بقطعها (عنَّا)، كونها لم عمَّال تصل (لأَنَّها لا تصلنا) قطعيًّا، وإِذا أَرسلها لا ندفع ثمنها (فلن ندفع قيمة الاشتراك بها)، واختصارًا، تحريري هذا إِلى شيئين (أَتي بهدف أَمرين): أَوَّلًا: كَدَرًا (يقصد: التَّعبير عن كدري) من تبديلكم (من استبدالكم، على ما يبدو بنسيب جنبلاط على قائمقاميّة الشُّوف)، وثانيًا أَن حسن كلمن (كل مَن) أَظهر ميل مَيْلًا لخلافكم تعاملوه (بالغرض ؟) من حيثُ أَتى (رُبَّما يقصد: أَنَّه من الأَفضل أَنْ تعاملوا كلَّ من يبدي مَيْلًا للخلاف معكم، أَي لمِقاومتكم، بدحره مِن حيثُ أَتى)، والسَّلام. 

واحدة من رسائِل الشَّيخ مرزُوق معدِّي لِلأَمير شكيب أَرسلان، أَرْسِلَت من يِرْكا بتاريخ 18 كانون الأَوَّل عام 1902.

مقالات ذات صلة:

ما بين المادّة والروح

من أهمّ طبائع البشر وأخطرها طبيعتان هما: الطبيعة الروحانيّة والطبيعة الماديّة، وهتان الطبيعتان تؤثّران تأثيرًا مباشرًا إيجابًا أو سلبًا على

أَلشَّيخ علي ملحم معدِّي لِضابط المُخابرات الإِسرائيليَّة حَايِيْم أُويِرْبَاخ بعد احتلال الجليل عام 1948: لا نَرْضَى أَنْ تُهَجَّرَ قُرَى الشَّاغُور!

أَلشَّيخ علي ملحم معدِّي قال بشكلٍ قاطعٍ وحاسمٍ خلال العمليَّات العسكريَّة في الجليل الأَعلى الغربي عام 1948 لضابط المُخابرات الإِسرائيليَّة