الموقع قيد التحديث!

مقام النبي سبلان (ع)

بقلم الشيخ أبو نعيم نسيب بدر
حرفيش
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

يقع مقام النبي سبلان عليه السلام، جنوب قرية حرفيش الجليلية، على جبل يعلو عن سطح البحر814 مترا، وتكسو هذا الجبل الأشجار البرية، مثل السنديان، البلوط والبطم.

      وبحسب الديانة اليهودية النبي سبلان (ع) هو (زفولون بن يعكوف) رغم أن الديانة اليهودية لا تعترف بذلك أحيانا، وذكر الكاتب شكري عراف، أنه حسب الدين المسيحي سبلان هو نبي مقدس باسم سابا، والإسلام سموه باسم ( سبيلا) وهذا الاسم هو من اللغة الآرامية ومعناه السبلة أي ( القمح )، والتاريخ الدرزي المكتوب يؤمن بأن النبي سبلان (ع) هو أبو الخير سلامه بن عبد الوهاب السامري إذ كان احد الدعاة البارزين للخير والصلاة وعبادة الله ونشر الحق والعدل بين الناس، وقام بحمل رسالة ربّه في نقل المعرفة والإيمان والدّلالة على الواحد الأحد، كي يبتعد النّاس عن الخطأ ويسلكوا طريق العبادة والصّواب، وقد قاد التحضير لكشف دين التوحيد الجديد من سنة 996 – 1003 عند ابتداء الدولة الفاطمية بقيادة الحاكم بأمر الله.  وبموجب الاعتقاد الدرزي النبي سبلان (ع) خرج من مصر إلى مدينة الخليل لكي يبشر في دين التوحيد ، وعُرف عن أهالي هذه المدينة بأنهم متمسكين في عاداتهم وتقاليدهم فواجه هناك رفضاً شديداً ، لذلك إضطر أن يترك تلك المنطقه وتوجه إلى الجليل، لكن أهالي الخليل أنذاك لاحقوه لكي يقتلوه، الا أنه سبقهم ووصل إلى الجبل الذي عرف لاحقاً باسمه جبل سبلان وسكن في مغارة على قمته، وعندما وصلوا ضفاف وادي ذيب الذي يحوط الجبل من الجهه الحنوبيه والغربيه ويصب في وادي القرن ومن ثم إلى منطقة الذيب وأخيرا إلى البحر الأبيض المتوسط، وبقدرة الله تعالى فاض الوادي بشكل قوي ومنعهم بأن يعبروا النهر ليصلوا إلى المغاره واضطروا أن يتراجعوا. ويعرف الوادي الذي يحوط جبل النبي سبلان (ع) باسم “وادي الحبيس” أيضا، لأنه حبس الكفار اللذين لاحقوه ليقتلوه. وقد تحول وادي الحبيس لاحقا الى مسار سياحي يتمتع السائرون به بمناظر طبيعية خلابة.

      وعاش النبي سبلان (ع) في تلك المغارة وكان زاهدا متعبدا ينسخ الحكمة الشريفة ويدعي الناس إلى عبادة وتوحيد الله سبحانه وتعالى، وقد دَعا وتحمل المشقات والصعوبات كي يوصل رسالة التوحيد إلى المؤمنين في هذه المنطقة. امّا أهالي حرفيش الذين جاوروه فقد كانوا على خلاف مع أهالي قرية حرفوش. مما أغضب النبي سبلان (ع) فدعا على قرية الحرفوش بالخراب وعلى أهالي حرفيش أن يعيشوا بالشقاء والتعب. فرض النبي سبلان (ع) احترامه على سكان قرى منطقة الجليل المجاورة له، وشكّل عليه السلام بالنسبة لهم الملجأ والقاضي بينهم وأضحت المغارة، مكان سكنه، مزاراً للناس من كل حدب وصوب للتبرك وترسيخ الإيمان في القلوب وفض النزاعات.

بنى النبي سبلان (ع) الغرفة فوق المغارة بيده وكان هناك شيخ مسلم يسمى بسليمان الحريري في سنة 1300, وقد جاءه “هادس” وهو نائم وقال له أن يبني قبة فوق المغارة، لبى الحريري على الفور الدعوة وبنى قبة صغيره فوق المغارة وحولها ثلاثة قبب وهكذا أصبحوا أربعة قبب على عدد أحرف إسم الله.  اضطر النبي سبلان في فترة لاحقة أن يترك مكانه ويرحل إلى جبل الدروز في سوريا وعاش في قرية بكا، التي تقع جنوب السويداء بين بصرة الشام وصلخد. ودفن هناك وعرف مكان دفنه بمقام النبي سبلان (ع) في سوريا.

 وبعد قيام دولة إسرائيل قرروا المشايخ واتفقوا على تاريخ 18/9 من كل سنه أن يكون يوم عيد زيارة النبي سبلان وأن يكون معترف فيه من قبل الدوائر الحكومية، وتمّ بعد ذلك تغيير التاريخ إلى 10/9 من كل سنة، فور انتهاء أهالي قرية حرفيش من جمع مدخول محاصيلهم من القمح والعدس وقطف الدخان وقد اعتبر هذا التاريخ الأنسب بالنسبة لهم، كي يستضيفوا ويستقبلوا جميع أهالي الطائفه والمشايخ الأجلاء على أكمل وجه ممكن.

مقالات ذات صلة:

الخير

قال أبو العلاء المعري: الخَيْرُ يَفْعَلُهُ الكَريمُ بِطَبْعِهِ   وَإذا اللَّئيمُ سَخا فَذاكَ تَكَلف عَلَيْكَ بِفِعْلِ الخَيْرِ لو لم يَكُنْ له

اللاشعور

اللاشعور Subconscious هو كلّ العملياّت النفسيّة التي تحدث في جسم الإنسان دون أن يشعر بها، إمّا لأنها نتجت عن دوافع

رواية دروز بلغراد

“دروز بلغراد” هي رواية تاريخية قام بتأليفها الكاتب اللبناني ربيع جابر مستوحاة من الحياة في لبنان في الستينات من القرن