الموقع قيد التحديث!

متفرّقات من “الذّاكرة الدّرزيّة”

المرحوم الشيخ سميح ناطور
بقلم المرحوم الشيخ سميح ناطور
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

جمعها المرحوم الشيخ سميح ناطور

والّتي ستصدر قريبًا ضمن كتاب شرع بإعداده قبل وفاته تحت عنوان: “الذاكرة الدرزيّة”   
وهو مشروع لجمع وتدوين ونشر قصص من تراث وتاريخ أهل التوحيد

كيف تمّ القرار بدفن المرحوم الشيخ صالح أبو ملح في البقيعة؟

 ممّا رواه بعض الثقات، ومنهم الشيخ أبو حسين فندي مهنا نقلاً عن المرحوم الشيخ أبو علي فارس عبد الله (من قرية كسرى): “قبل وفاته بثلاثة أيام زاره الشيخ أبو علي فارس، فوجده يمشي في الخلوة وينشد شعرًا فراقيًّا، فسأله عن غير عادة، إنّك تنشد شعرًا حزينًا فأجابه رحمه الله: بعد ثلاثة أيام سأفارق هذه الدنيا الفانية وتكون وفاتي. لأنّه قال من كان قلبه وفكره مع الله دلّه الله على كلّ شيء، فكان سيدنا الشيخ يعلم من الله بالأمور قبل أن تحدث حتّى ساعة وفاته. فكان الأمر كما قال في اليوم الثالث كانت وفاته حيث نقله الله إلى جواره العزيز، فنزل خبر وفاته كالصاعقة على الناس حيث توافدت الوفود من كلّ البلاد للمشاركة بذلك اليوم المشهود وحضور جنازة الشيخ الطاهر العفيف الديّان المتبتِّل، وعندما حان موعد دفنه طالب بدفنه أهل قرية كسرى في بلدهم وتحيّزت معهم بعض القرى بحجّة أنّه عاش آخر عمره في كسرى وتُوفي فيها، فما كان من المرحوم الشيخ أبو نايف خير الصالح خير من قرية البقيعة حيث تقدّم وقال: المرحوم الشيخ أوصاني أن أدفنه في مسقط رأسه البقيعة. فلما سمع المشايخ أعيان البلاد حديث الشيخ خير رحمه الله بالنسبة للوصيّة، استجابوا لكلامه وما قاله، وقد تمّ الاتّفاق بأن يُنقل الجثمان الطاهر المبارك إلى قرية البقيعة مسقط رأسه، ويُدفن بجانب أقاربه. وقد روى بعض الثقات أنّه عندما رُفعت الجنازة لينقلوها فقد غصّت الأرض بالازدحام من حضور المشيّعين الأفاضل، وكان ذاك الوقت الطقس حارًّا جدًّا وسيتم نقل الجنازة سيرًا على الأقدام. فقد حصلت كرامة تليق بذلك الجسد الطاهر الشريف الذي طالما صام وصلّى وسجد وركع وتضرّع وبكى إلى الله وأنبيائه حيث أظلت وغطّت ذلك الموكب الرهيب سحابة لتمنع عنهم الشمس الحارّة فرافقتهم وهي فوق رؤوسهم من بلدة كسرى إلى بلدة البقيعة موقع دفن الجثمان الطاهر.

المرجع: مجلة “العمامة” – العدد 77


كيف تدارك شاهين سلمان أمر رفيقه حنا؟

في إحدى المرات انفذ الأمير احمد أرسلان شاهين سلمان مع حنا مرعي بمهمّة في ساحل بيروت. ولمّا وصلا إلى المكان المقصود، نزل شاهين عن فرسه وربطها في رزة حائط وربط حنا فرسه بأصل شجرة تين أمام المنزل ودخلا إلى البيت لقضاء الأمر الذي جاءا لأجله. وبعد فترة من الوقت حانت من حنا التفاتة من نافذة البيت فرأى فرسه قد قشّرت جذع الشجرة، فخرج خلسة وحلّ فرس شاهين من مربطها وربطها إلى الشجرة وربط فرسه مكان فرس شاهين. وبعد قليل جاءت صاحبة شجرة التين وشاهدتها مقشورة، فاستشاطت غضبًا وأخذت تشتم صاحب الفرس وتضربها بعصا، وأطلّ الرجال من البيت وفي مثل لمح البصر أدرك شاهين ما حدث، إذ تذكّر خروج حنا من البيت أثناء الجلسة فاستقبل الأمر ببشاشة، وأقبل على الامرأة وأخذ يعتذر لها، لكنّها لم تسكت ولم تهدأ إلا بعد أن ناولها قبضة من النقود الفضيّة. ولما ذهبت المرأة نطق حنا وأخبر الحاضرين بحقيقة الأمر.

المرجع: كتاب “قصص ومشاهد من لبنان” لمحمود خليل صعب – ص188


ماذا فعل الشيخان في نفس الوقت لطلب صفو الخاطر؟

يُحكى أن الشيخ التقيّ، المرحوم نجيب فرهود من الرامة، والشيخ الطاهر العلّامة، المرحوم أبو محمد قاسم نفّاع من بيت جن، كانا عائديْن من واجب تعزية، وهما في طريقهما إلى بيتيهما، حصل بينهما خلاف في الرأي، تحوّل إلى مشادة كلاميّة ونقاش وإلى بعض التنافر. وافترقا في الموقع الذي ينفصلان فيه ليعود كل واحد إلى قريته. وبعد أن سار الشيخ نجيب مسافة ما في طريقه إلى بيته، أخذ يلوم نفسه ويحاسبها، لأنّه لم يعتذر لزميله الشيخ، فكرّ عائدًا متوجّهًا إلى قرية بيت جن، ليسبق رفيقه قبل أن يصل للبيت ويطلب صفو خاطره، فكدّ في المسير، وإذا به يشاهد زميله الشيخ عائدًا، هو كذلك باتّجاه قرية الرامة. ولمّا التقيا انكبّ الواحد على الآخر يقبّلان الأيدي، طالبيْن كلّ واحد من زميله سماحه وصفو خاطره عليه، معلنيْن أنّهما من المستحيل أن ينام الواحد منهما أو يهدأ له بال، إلاّ بعد أن يغفر له زميله.v المرجع: مجلة “العمامة” – العدد

مقالات ذات صلة: