الموقع قيد التحديث!

مؤسسة بيت الشهيد تمثل الماضي العريق والمستقبل الزاهر

بقلم السيد امل نصر الدين
رئيس مؤسسة الشهيد الدرزي والكلية قبل العسكرية
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

لا شك بأن مؤسسة بيت الشهيد الدرزي هي منظّمة ومؤسسة أهليّة قامت بدور كبير في الأربعين سنة الأخيرة من أجل ترسيخ جذور أبناء الطائفة الدرزية في الدولة، ومن أجل تشجيع ودعم اندماج المواطنين الدروز كليّا في حياة الدولة وتشجيع السلام والتفاهم والتعاون مع كافة الأوساط في المنطقة للتغلّب على أضرار الحرب وذكرياتها ومن أجل الانطلاق من الألم إلى الأمل، ومن الثكل إلى التقدّم والعلم، ومن البكاء على الشهيد إلى الإثبات أن تضحية هذا الشهيد لم تذهب سدى، عن طريق خلق أجواء افضل وفرص أحسن لذوي الفقيد أن يتعزّوا بأمور فيها تعويض عن خسارتهم الكبيرة. مؤسسة الشهيد الدرزي وقفت بعيون ساهرة منذ تأسيسها وكانت البادئة في تحقيق المساواة الكاملة التامّة المطلقة بين الدمّ الدرزي والدمّ اليهودي فيما يتعلّق بالثكل وبمعالجة شؤون الأيتام والأرامل والعائلات الثكلى ككل. لقد حرصنا منذ البداية أن يكون قانون واحد وتعامل واحد وأسلوب واحد في رعاية شؤون العائلات الثكلى لجميع أبناء الطوائف في البلاد. فقد تمّ لنا ذلك والحمد لله، فجميع العائلات الثكلى حاصلة على حقوقها كاملة مثلها مثل أي عائلة في أي مكان آخر، بل بالعكس وبسبب ظروف الطائفة الدرزية حقّقنا لبعض العائلات الثكلى حقوقا وامتيازات أكثر من عائلات مشابهة في الوسط اليهودي. وتظل قضية التعامل مع العائلات الثكلى قضية بالدرجة الأولى إنسانية وبعد ذلك تتخذ اعتبارات تتعلّق بالمكان وبالطائفة وبعوامل أخرى. وما نؤكّده هو أن أبناء الطائفة الدرزية من العائلات الثكلى يحصلون على كامل الحقوق ويُعامَلون بتقدير واحترام ومهما قُدّم لهم لا يعوّضهم عمّا خسروه لكنّهم يعتزّون ويفتخرون أنهم أدّوا واجبا وطنيا مقدّسا وأن الله كتب عليهم هذا المصير فتقبّلوه بالرضى والتسليم والقبول.  ومن هذا المنطلق وبعد مرور سنوات على وجود المؤسسة، وبعد أن فُتحت لها فروع في كافة القرى الدرزية، وبعد أن انتظم موضوع الحقوق والامتيازات، وبعد ان نشرنا في الكتب وفي المجلات والجرائد ووسائل الإعلام التضحية الكبيرة التي قامت بها الطائفة الدرزية للدولة قبل قيامها وبعدها. ومساهمة أبناء الطائفة في الجهد الوطني الكبير للمحافظة على الدولة وسلامتها وبعد ان وصل اسم الطائفة إلى الجاليات اليهودية في الخارج وإلى وعي كافة المؤسسات الإسرائيلية، بدأنا نفكّر بالناحية الأخرى والوجه الآخر لمساهمتنا كطائفة تعيش في دولة ديمقراطية وترغب في حمايتها وبنائها ورفع رأسها، انتقلنا إلى العمل على المستقبل أي ترجمة القوى والقدرات العقلية الثقافية الإنسانية الكبيرة المتوفّرة في الأجيال الصاعدة من أبناء الطائفة الدرزية وتحويلها لتخدم المساعي والبرامج التي توفر للطائفة الدرزية المركز اللائق والمكانة المناسبة والحقوق المطلوبة فكان الله سبحانه وتعالى قد ألهمنا ودعمنا ووجّهنا لإقامة الكلية الدرزية قبل العسكرية التي تأسست عام 2007 والتي بدأت نشاطها في مركز المؤسسة في دالية الكرمل والتي أخذت تؤهّل كل سنة عشرات الشباب من أبناء الطائفة الدرزية وتقوم بتهيئتهم للقيادة وللامتياز ولتسلّم شؤون الطائفة في المستقبل. وقد أثبت أبناء الطائفة الدرزية أن القدرات العقلية لا تنقصهم وأنه يوجد بينهم من يمكن أن يصل إلى أعلى المراتب العلمية والعسكرية والاقتصادية. وقد بدأ شباب الطائفة الدرزية يحتلون مراكز راقية في الدولة في مختلف المجالات وما تقوم به الكلية قبل العسكرية هو إعداد مجموعة مدرّبة مؤهّلة مهنية لتسلّم وظائف قيادية مركزية سواء في الجيش وقوى الأمن أو في الوزارات الحكومية أو في المؤسسات الأهلية الأخرى. فمن يريد ان يخدم مجتمعه وأن يرفع من مستواه يستطيع أن يفعل ذلك في كل المجالات وليس في مجال واحد فقط. وما تقوم به الكلية هو صقل مواهب الطلاب ومساعدتهم على التعرف على كافة أجهزة الدولة وتدريبهم على التعبير عن قدراتهم شفهيا وخطّيّا وذهنيّا بحيث يتمكنون من استلام وظائف لها تأثير كبير على المجتمع وعلى القرى وعلى العائلات. ومما لا شك فيه فإن أفواج الشباب من أبناء الطائفة ومن إخوانهم اليهود الذين يأتون الى اللية للدراسة والتدريب يصلون الى الخدمة العسكرية متمرسين وقادرين وعلى دراية بكل شيء يتطلب منهم، ويعرفون كيفية تحديد أهدافهم وغاياتهم ويساهمون في رفعة وتطوير اسرهم وطائفتهم ومكان إقامتهم ودولتهم بأحسن شكل.
وقد أثلجت صدورنا في السنوات الأخيرة، الأخبار التي وصلت من وزارة المعارف، عن تالق عدد كبير من المدارس الدرزية، وعن وصول بعضها إلى مقدمة المدارس في إسرائيل من ناحية علامات البغروت. ولا شك أن الثورة الثقافية التربوية التي احدثناها في الثمانينات في التعليم، اخذت تظهر مفعولها وجدواها ونتائجها لمصلحة مستقبل الطائفة العلمي.
ومع بداية كل سنة تحتفل الطائفة الدرزية بعيد وزيارة مقام سيدنا الخضر عليه السلام في الخامس والعشرين من شهر كانون الثاني، ونحن كمؤسسة نحيي أبناء الطائفة الدرزية بمناسبة هذه الزيارة راجين من الله سبحانه وتعالى أن تكون السنة الجديدة سنة خير وبركة على جميع أبناء الطائفة في البلاد وخارجها وأن نتغلب سريعاً على جائحة الكورونا ونعود بمشيئة الله الى ما كنّا عليه قبل تفشي هذا الوباء. 

مقالات ذات صلة:

رحلة في أجواء تاريخ ابطالنا

كتاب: من الثورة السورية الكبرى إلى الاستقلال – مذكّرات ووثاق المجاهد صيّاح النبواني  كثرة هي الكتب التوثيقيّة الّتي صدرت، ولكن

العدد 6 – اذار 1985

العدد 6 – اذار 1985 Share on whatsapp Share on skype Share on facebook Share on telegram لتحميل العدد Pdf