الموقع قيد التحديث!

لنتبع تعاليم وفضائل سيدنا الخضر (ع) لنحظى بالسلام والطمأنينة

بقلم فضيلة الشيخ أبو حسن موفق طريف
الرئيس الروحي للطائفة الدرزية
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

بسم الله الرحمن الرحيم

نحتفل في هذه الأيام بالزيارة السنوية، لمقام سيدنا الخضر، نبي الله، عليه السلام، وهو الذي يمثل التعددية الدينية، ويحظى بقداسة لدى كافة الديانات السماوية، وهو الذي رسّخ في تاريخه، أسس توحيد الله، سبحانه وتعالى، الله الواحد الأحد، خالق الكون، والذي خلق الإنسان، ووهبه العقل الكافي، والمعرفة، والإدراك، أن يدير شئونه، ضمن أي مذهب يرتئيه، متقيدا بالتعاليم والوصايا، التي تبنتها كافة الديانات السماوية كقاعدة للتعامل.

سيدنا الخضر (ع) الذي ظهر ويظهر في كافة الأديان والمذاهب، بأشكال وأسماء مختلفة، يدعو للمحبة، وعمل الخير، والإخاء بين الناس، والعدل، والمساواة، وينادي بالتقوى، والزهد، والتعاون، والتكاتف، والتعاضد وقت المهمّات، والمسامحة، والمغفرة، والتواضع، والإحسان إلى الوالديْن والكبار، وإلى فضائل كثيرة أخرى، كفيلة لو اتبعناها، أن تجعلنا نعيش جميعا حياة سعيدة، وأن نضمن الاحترام والبهجة والخير لكل إنسان، وأن نترفّق، ونشعر بآلام الغير وأن نعيش حياتنا في الكد والجد، وفي العمل الدؤوب، وفي تحقيق أمنياتنا، وأمنيات أبنائنا وبناتنا، بمستقبل أفضل وبحياة كريمة، وأن يسود جو من التآخي بين الجميع في كل مكان، بدون أن نزرع الأحقاد، أو أن نحسد الغير، أو ننظر إلى الآخرين بعيون مشبوهة، خالية من البراءة. فلو اتّبعنا كل هذه الأمور، لارتحنا، واستطعنا أن نبني مجتمعا فاضلا، في كل مكان، وفي كل ظرف، وفي كل زمان.

لقد الهم الله، سبحانه وتعالى، الإنسان أن ينتمي إلى أديان ومذاهب مختلفة، كي يسهّل عليه عملية ترويض النفس، وحسم الأطماع، والتوقّف عن عمل المضرات للآخرين، والمشاركة في الحياة الاجتماعية، والتعامل مع الناس، بتقدير واحترام ومساواة، حسب طريقة يرتاح بوجودها، واستنادا إلى تعاليم، يستطيع أن يطبّقها. وما الأديان الموجودة، إلاّ أوجه مختلفة لعقيدة راسخة ثابتة، هي الإيمان بالله، سبحانه وتعالى، وهي اليقين والمعرفة، أن الله، سبحانه وتعالى، هو الذي خلق الإنسان، وهو مطلّع على كل السرائر، وهو الذي يلهم كل حي، ويوّجهه إلى عمل الخير. إذا انصاع الإنسان للتعاليم والفروض والواجبات، المتبعة في أي مذهب يسلكه. ولاشكّ أن كل إنسان منا، يشعر عند وقوع خطر ما، أو حلول أزمة، أو التعرّض لمشكلة، أننا جميعا نبتهل الى الله، راجيين منه، سبحانه وتعالى، أن يخفف عنا، وأن يحل مشاكلنا، وان يعيننا على تجاوز المخاطر والآلام والعوائق، التي نصطدم بها أحيانا، فكل إنسان يكتنز في داخله، كمية من الإيمان والعقيدة الراسخة، قد تكون كبيرة، أو تكون صغيرة، ولكن قليلا ما نرى إنسانا مجرّد قطعيا من كل درجات الإيمان.

وقد أرسل الله، سبحانه وتعالى، الأنبياء والرسل والأولياء الصالحين، ليكونوا نورا وهداية لجميع أبناء البشر، في كل مكان، فكل مؤمن يصلي في مكان عبادته، يشعر بينه وبين نفسه، أن هناك قوّة عليا تراقبه، وتعرف كل ما يفعل، ويمكن أن تحاسبه في يوم من الأيام، فيتّبع الطريق الصحيح، والمسلك الشريف، وبذلك يكون هذا الإنسان، قد اتّبع طريق الهدى في حياته، وربما ضمن أن يكون له رصيد، عندما يتعرّض للحساب، على ما فعله. فإن كان مطمئنا، أن كل أعماله، أو غالبيتها كانت صحيحة ومقبولة، وأنه اتّبع التعاليم والفروض الدينية، عندها يمكن أن يشعر بالسعادة الأبدية، وأن يكون ذا حظوة، وينال المباهج والخيرات التي تكفلها كافة الأديان، لمؤمنيها ولمعتنقيها على الدوام.

وقد أثبت سيدنا الخضر عليه السلام، في ظهوراته، وفي مسيراته، أن لا حد للخير، وأن الطبيعة البشرية، قابلة للعمل الإنساني، ولمساعدة الضعيف، ومؤازرة المنكوب، والتخفيف عن المصاب، ولخلق قاعدة ثابتة راسخة، للتعامل الصحيح الجيد بين جميع أبناء البشر. وهنا، استغل حلول الزيارة المباركة، وأدعو جميع أبناء الطائفة الدرزية، في كل مكان، أن يحافظوا على تعاليم واصول التوحيد، وأن يتصرفوا بموجب القوانين والنظم الإنسانية المتبعة، وأن يدعموا واحدهم الآخر، وان يحافظوا على جيرانهم من الطوائف الأخرى، وان يتقيدوا بالمسلك المعروفي، الذي أثبت وجوده خلال ألف سنة، مقدما مباركات الرئاسة الروحية وتحياتها، لجميع المواطنين راجيا من الله، ان يحل السلام والأمن والطمأنينة في كل مكان، وأن يسعد المواطنون، ويهنؤوا بالخيرات والنعم، التي فوضها الباري عز وجل عليهم، وكل عام وانتم بخير.

مقالات ذات صلة: