الموقع قيد التحديث!

قصيدة للشاعر فؤاد الخشن: ذكريات من الجيل الماضي

Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

ذاكرا ما زلتُ وجهي…
قامتي، في دوريّ الماضي، وشكلي
“حطَّتي”…سيفي الصقيل…
والذي خُطَّ على بارودتي،
واسم حصاني!
ذاكرا حارةَ أهلي
دربها الملتفّة السوداء
ما بين البيوت
نحو بيتٍ هادئ تنتظرُ،
في دجى شبّاكه المزدان بالزهر، حليلة
عذبةً كانت، جميلة
واسمها كان “رضيّة”…
ذاكرا لثغة “حمود” الصغير
عضّه في وجنتي… خمشَ الحرير
مسحةَ الكفِّ النديّة
في الضُّحى فوق جبيني
ودعبات الصباح!
ذاكرا رغم مرور الزمن
أين خبّأْتُ نقودا،
في اشتداد المحن
وزمان المحلِ تُرجى وتتاحْ!
ذاكرا كيف هويْتْ
عند تلك الرجمة السوداء والدنيا سكوتْ
وشهاب الغدر في الظلماء من كفِّ الجبانِ
والذي يسقطُ يوما
آتيا من دوره الماضي قتيل
سوف يبقى تحتَ إشراقٍ عجيبٍ يذكرُ
كلّ ما عاناه من جيل لجيل
***
آه يا أهلي بحوران البعيدة
لم يكنْ يوم “انتقالي” باختياري
وجهُ أُمي كان في “الدور الجديد”
بانتظاري
فأتيتُ
جوهرا كالبرق وهجا
لابسا ثوبي الترابيَّ ببيتٍ
في جبال الشوف يزدانُ بقرميد يعوم
فوق أكداس الغيوم…
قد تقمّصتُ الطريء البضَّ…
عدتُ الآنَ للدنيا وليد
أتحدّى من جديد، هاجسا، عبر السنين
في الغدِ الآتي بثأري بعد كرِّ الأربعين
وبنفسي أبدا يدعو حنيني
نحو عليّتي بيت وادعٍ
في ذرى حوران…
سوداء الحجار…


الشاعر فؤاد الخشن: شاعر من لبنان (1928-2009) ولد في بلدة الشويفات وتعلم في مدرستيها الابتدائية والثانوية، والتحق بدار المعلمين في بيروت، وتخرج معلما واشتغل في التدريس. سافر عام 1953 إلى فنزويلا واندمج هناك في المعيشة مع أبناء الجالية الدرزية، وأصبح عضوا فعالا في الهيئات الخيرية والجمعيات التنظيمية المختلفة. عاد إلى لبنان عام 1960 واستقر في الشويفات. نظم الشعر من صغره، وكان من أوائل شعراء العامية الذين كتبوا الشعر المرسل. أهم كتبه غابة الزيتون، سوار الياسمين، وأدونيس وعشتروت. قام بترجمات شعرية من الشعر البلغاري إلى العربية، نشر عدة قصائد في مجلة الأديب والآداب وفي الإذاعة اللبنانية، فاز بجائزة الإذاعة لأحسن قصيدة. وفاز بجائزة أهل العلم لأحسن ملحمة شعرية. من مؤسسي “أسرة الجبل الملهم” و ” الرابطة الأدبية”، عضو اتحاد الكتاب اللبنانيين وكان مساعد الأمين العام. مثل لبنان في مؤتمرات أدبية عربية وعالمية.

مقالات ذات صلة: