الموقع قيد التحديث!

قصص تراثية تاريخية عن النبي شعيب (ع)

بقلم المرحوم الشيخ سميح ناطور
من كتاب شرع بإعداده قبل وفاته سيصدر قريبا إن شاء الله بعنوان: “الذاكرة الدرزية” وهو مشروع لجمع وتدوين ونشر قصص من تراث وتاريخ أهل التوحيد
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

ما هي قصة الثعبان الذي لدغ سيدنا شعيب (ع) وتمّ التعبير عنها في آثار الدعسة في المقام؟

إنّ كل من يزور مقام النبي شعيب عليه السلام، ويقف يقبّل الضريح الشريف، يرى بجانب الضريح حجرا أملس فيه آثار دعسة، وفي الدعسة آثار ثعبان. قضيّة هذا الثعبان تشير إلى قصة شعبيّة درزيّة، تفيد أنّ سيدنا شعيب عليه السلام عاش في منطقة مدين على شواطئ البحر الأحمر، وكان يتجوّل في بلادنا باستمرار ويدعو الناس إلى عبادة الله وعمل الخير. وفي السنوات الأخيرة عاش بجوار بحيرة طبريا، وكان يرِد إلى عين ماء موجودة بين مدخل جبليْن يشرب منها، ويستريح بجوارها، ويؤدّي فيها صلواته. وفي أحد الأيام، تقدّم حوالي ثلاثين مترا إلى الأمام في سفح الجبل، ووقف يستريح متكئا على عصاه، وفجأة شعر بألم في رجله، فنظر وإذا قد داس على ثعبان لدغه فورا، وظلّ واقفا مكانه، وفارق الحياة وهو واقف متّكئ على عصاه. وبقي على هذه الحال عدّة أيام، إلى أن جاء بعض السكان المؤمنين من الموحدين ودفنوه في الموقع الذي توفي فيه. وقد كان قبره عبارة عن كوم من الحجارة ظلّ مدّة طويلة. ونحن نعرف أن أول من زاره قبل بناء صلاح الدين للمقام هو الرحالة الفارسي ناصر خسرو، الذي زار المكان عام 1046، أي بعد ثلاث سنوات من إغلاق الدعوة. لكن المكان كان معروفا جيّدا للدعاة والنشطاء في المنطقة، فقد كانت توجد حوله قرى درزية أهمّها داما والسافرية. وكان أهمّ حدث جرى فيه هو انتقال القادة والجنود الموحّدين الدروز المنتصرين في معركة الأقحوانة عام 1029 بقيادة الأمير رافع بن أبي الليل والقائد أنوشتكين الدزبري والأمير معضاد، والذين جاءوا للصلاة والشكر والحمد لله العظيم، وللنبي الكريم على انتصارهم في المعركة.

لماذا بنى السلطان صلاح الدين مقام للنبي شعيب عليه السلام؟

تذكر بعض المصادر الشعبية، أن السلطان صلاح الدين بدأ يستعدّ لمعركة فاصلة مع الصليبيين قريبا من حدود حطين. وعندما استقرّ جيشه، وبدأ يستعدّ للمعركة، وأخذ يخطّط لمسيرها، وكان مشغولا بها، حلم في إحدى الليالي، أن وحيا قال له: إنه سيحقّق نصرا كبيرا، وذلك بفضل وجود ضريح لنبي الله شعيب عليه السلام في مدخل الوادي. والمطلوب منه أنه بعد تحقيق الانتصار أن يرسل جواده يسرح حتى يقف فوق موقع الضريح ويهزّ رأسه. وعندها عليه ان يبني هناك ضريحا ومقاما للنبي الكريم الذي سينصره على أعدائه. وقد تحقّق كل ذلك بالفعل، وقام صلاح الدين وبنى المقام الأساسي في المبنى الموجود اليوم وهو العقد والقنطرة مكان تقديم الطعام في السابق، بما في ذلك غرفة الضريح فوق. وظلّ هذا المبنى يُستخدم للزوار حتى عام 1882 عندما قام فضيلة الشيخ مهنا طريف، الرئيس الروحي للطائفة الدرزية آنذاك، بجمع تبرّعات ورمّم المقام وأضاف إليه، وأعلن عن افتتاحه في 25 نيسان عام 1885. وكان السلطان صلاح الدين الذي وكّل واليا من التنوخيين على المنطقة، وعيّن قيّما على المقام أحد المواطنين الفاطميين الموحّدين للإشراف عليه.

أين يقع أعلى جبل في الوطن العربي يحمل اسم النبي شعيب عليه السلام؟

هو جبل النبي شعيب (ع) الواقع في اليمن إلى الغرب من العاصمة صنعاء، هو أعلى جبل في العالم العربي، ويصل ارتفاعه إلى 3760م، وهو الجبل الوحيد الذي تنزل عليه الثلوج في اليمن لمدة شهر أو شهريْن. تنتشر على رأس الجبل آثار قديمة، ومنها قبر النبي شعيب عليه السلام حيث بُني مقام تحوّل إلى مزار.

من بنى ضريح النبي شعيب عليه السلام في منطقة القدس؟

يوجد بالقرب من قرية عجور في الطريق من الساحل إلى مدينة القدس، ضريح تقول المصادر والمعتقدات الشعبية إنه للنبي شعيب عليه السلام. وقد نبتت فوق هذا الضريح شجرة وارفة الظلال، تعوّد المارّون الاستظلال تحتها، وقضاء فترة في نسيمها العليل، والتمتّع بقدسيّة المكان. ولم يجرؤ أحد على قطع أي فرع منها، لكن أحد سكان قرية عجور، طمع بفروع الشجرة لصناعة الفحم، فقام بقطع فرع كبير منها بالرغم من تحذير السكان له. وحالا أصيب بمرض عضال لم يشفَ منه بالرغم من كل المحاولات. وقد زاره في أحد الأيام شيخ مسنّ، ونصحه أن ينام بجانب الضريح تحت الشجرة، وأن يؤمن بصاحب الضريح، وأن يقضي كل ليله بالصلاة، وأن يطلب المغفرة لأنه قطع فرع الشجرة. وقد فعل ذلك وشُفي خلال أيام من المرض، فقام ببناء مقام فوق الضريح، وأصبح قيّما عليه ظلّ مسئولا عن نظافته ورعايته حتى عام 1948، حيث ترك جميع السكان بما في ذلك القيّم البلاد، وظلّ المكان مهملا. n

مقالات ذات صلة: