الموقع قيد التحديث!

فضيلة الشيخ موفق طريف يشارك في جلسات مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة في جنيف

Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

شارك فضيلة الشيخ موفق طريف الرئيس الروحي للطائفة الدرزية هذ الأسبوع، في جلسات الدورة ال ٤٢ لمجلس حقوق الانسان، المنعقدة في مقر الامم المتحدة في جنيف – سويسرا. والقى فضيلته خلال الجلسات، كلمة امام سفراء دول العالم في المنظمة الدولية، تطرق فيها الى أوضاع الموحدين الدروز في الشرق الأوسط، وعلى وجه الخصوص الاوضاع الانسانية الصعبة للقرى الدرزية في منطقة جبل السماق في ادلب شمال سوريا. وأكد الشيخ طريف أن المنظمات الارهابية: تحرير الشام وجبهة النصرة وغيرها تقوم بجرائم بحق أبناء الطائفة، وباقي أبناء الشعب السوري في المنطقة المحاذية للحدود التركية، ودعا المجتمع الدولي التحرك والعمل على ايصال المساعدات الإنسانية، لتلك المناطق وقلع الارهاب من هناك. وتطرق الشيخ طريف  ايضا الى محاولات داعش والتنظيمات الأصولية، التعرض الى جبل العرب والسويداء وحذر المجتمع الدولي من هجوم ارهابي على القرى الدرزية المحاذية للبادية الشرقية، مثل ما حدث في ال ٢٥ يوليو ٢٠١٨، واضاف قائلا انه بعد ثماني سنوات من الحرب في سوريا آن الأوان لإعادة وحدة الاراضي السورية، ووحدة جميع سكانها من مختلف الفئات والطوائف، واعادة الآمن والاستقرار الى جميع مناطق الدولة السورية وضمان حقوق الشعب السوري بأكمله.

هذا وعقد الشيخ خلال مكوثه في جنيف جلسات عمل مع البعثات الدبلوماسية الروسية والأمريكية ومع طواقم عمل المبعوث الاممي الى منطقة الشرق الأوسط، ومع سفراء دول الاتحاد الاوروبي واليابان والبرازيل وبريطانياـ وسفراء دول عديده أخرى، عرض خلالها موقفه من قضايا عديدة، تخص أبناء الطائفة في بلاد الشرق، وعن دور الطائفة وأهميته ومكانتها بين ديانات وشعوب العالم. وشدد الشيخ طريف على أن أبناء طائفة الموحدين هم دعاة وجسر للسلام في كل دولة، وعلى مركزية الانسان كانسان في حياة الشعوب.

وشارك الشيخ طريف أيضا في جلسة مجلس حقوق الانسان، حول موضوع الاقليات الدينية والقومية في منطقة الشرق الاوسط وتحدث خلالها، عن الأوضاع في البلاد، والتعايش فيما بين الأديان، وأبناء الطوائف المختلفة وحقوق الانسان الأساسية.”.

 وألقى كلمة أخرى حول موضوع الأقليات جاء فيها: “شكرا سيدي الرئيس. أنا الشيخ موفق طريف – الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز. نحن طائفة دينية تؤمن بالتعايش والإنسانية والسلام. تضع قدسية الإنسان في مركز تعاليمها، وترى في الفرد حرًّا في تدبير نفسه وإيمانه وعلاقته مع الله.

أتيتكم اليوم من بلاد الشّرق، من أرض الأنبياء. من البلاد التي تحتضنُ كلَّ يومٍ صوتَ المآذن وأجراس الكنائس وصلوات الكُنس ودعوات الشّيوخ في الخلوات.

جئت، لأحدّثكم عن طائفة الموحّدين الدّروز، الّتي يتوزّع أفرادها في الشرق الاوسط بين إسرائيل، سوريا ولبنان والأردن وقسم آخر في بلاد المهجر.  إنّ التّجمّع الأكبر لأبناء الطّائفة هو في سوريا، حيث يصل عدد أبنائنا هناك إلى نحو مليون نسمة، يعيشون كغيرهم من المواطنين السّوريّين آثارَ الحرب الدّامية هناك، منذ أكثر من ثماني سنوات، حيث عانوا مرّ الحرب، وتعرّضوا هم وأقلّيات دينيّة أخرى، لملاحقات وجرائم عنف وقتلٍ ضد الإنسانيّة، قامت بها التّنظيمات الإرهابيّة أمثال داعش وجبهة النّصرة وغيرها.

وقبل 14 شهرا فقط، تعرّض الدّروز في جبل العرب في حوران جنوبي سوريا لمجزرة، راح ضحيّتها مئات الأشخاص واختطاف العشرات من الأطفال والنساء والشباب، تمّ تعذيب وقتل قسم منهم خلال فترة الأسر بأبشع الطّرق، وفي هذه الأيام هناك محاولات جديدةٍ لداعش وتوابعها للتعرّض مرّة أخرى لجبل الدروز، وقتل الأبرياء من أبناء الطّائفة، الّذين يحافظون على هويّتهم وأرضهم وكرامتهم وعقيدتهم مهما كلّف الثّمن غاليًا.

أما في شمال سوريا بالقرب من ادلب فهناك 18 قرية درزيّة مهددة، تقع تحت سيطرة جبهة النصرة الارهابية ويتعرّض سكّانها للمجازر والسّلب والنّهب، والاضطهاد الديني، وهدم بيوت العبادة.

ان اعادة الاستقرار والحياة الطبيعية لكل مناطق الدولة السورية لهو امر ملح ومهم وهو واجب انساني واخلاقي لكل شعوب العالم اصحاب الضمائر وهو مصلحة عالمية تضمن للشّعب السّوريّ عودة حقّه في العيش الكريم والأمن والأمان، وقد آن الأوان لحقن الدّماء البريئة، وذلك عن طريق القضاء على الإرهاب وملاحقة أفراده بالعقوبة والقانون، لنضمن الحفاظ على كرامة الإنسان وحقوقه.

 كلمة فضيلة الشيخ أمام سفراء الدول: ” شكرا سيدي الرئيس.  أنا الشيخ موفق طريف – الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز. نحن طائفة دينية تؤمن بالتعايش السلمي والإنسانية والسلام بين الشعوب، تضع قدسية الإنسان في مركز تعاليمها، وترى في الفرد حرًّا في تدبير امره وإيمانه وعلاقته مع الله. لا شكّ أنّ ولادتنا ونشأتنا في ربوع البلاد المقدّسة، هي نعمةٌ وهبنا إيّاها الله عزّ وجلّ، مكّننا من خلالها أن نكون جزءًا من هذه الفسيفساء الدّينيّة الانسانيّة: مسيحيّين ومسلمين ويهود ودروز وشركس وبهائيين وأحمديين، نعيش معاً، رغم كلّ الاختلاف والتنّوع،  على الأرض نفسها، الّتي أثبتت أنّها تتّسعُ لنا جميعاً. نعيش معا تحت سقف نظام ديمقراطي يضمن الحقوق الاساسية للإنسان وممارسة حق الانتخاب والتمثيل في البرلمان دون أيّ تفرقةٍ بين المواطنين العرب واليهود على حد سواء.

نحنُ أبناء الطّائفة الدّرزيّةً نرى بأنفسنا جسرا للسّلام والوفاق بين جميع سكان البلاد، نسعى يدًا بيدٍ مع الغير من أجل تقريب وجهات النّظر، عبر التّغاضي عن الفوارق والتّركيز على المشترك الجامع فيما بيننا في المجالات الحياتية المختلفة. لرؤساء الاديان في بلادنا دور فعال في الحفاظ على المحبة والسلام والأمان، وتعزيز الاستقرار في الدّولة والمجتمع وتشجيع سكان الدولة على تقبّل الغير واحترام اختلافه ومعتقداته.  في الختام لا بدّ من دعوة صادقة نوجّهها في هذا المحفل إليكم جميعًا، نطالبكم عبرها بالسّعي الحثيث وراء تحقيق السّلام، وحفظ كرامة الإنسان وحصول كل ذي حقٍ على حقه والتّوفيق بين الشّعوب والدّول، لنعيش كلّنا على هذه الأرض وننعم بالعيش الامن بسلام ووئام واستقرار، فرغم كل الخلافات، نبقى كلّنا بشر.

مقالات ذات صلة:

المجتمع الدرزيّ

لقد حافظ الدروز، المجتمع الصغير جدًّا، على ذاتيّتهم وسط تغيّرات واضطرابات متكرّرة جرت من حولهم منذ نشأتهم قبل ألف سنة

في خصلة الاتّباع

كثيرةٌ هي الأسئلة الّتي تُطرح يوميًّا على أسماع مرشدي قسم التّوعية التّوحيديّة، الّذين يحملون أمانة نشر الوعي الدّينيّ والثّقافيّ بين