الموقع قيد التحديث!

عيد الأضحى المبارك رمز التضحية والعطاء والتسامح والمصالحة

بقلم الشيخ أبو صلاح رجا نصر الدين
دالية الكرمل
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

بسم الله الرحمن الرحيم

يا وليّ الهداية أسألك في هذه الأيّام المباركة العناية، أهدنا الصراط المستقيم ونوّر قلوبنا بنور التوحيد، بك نستعين وأنت العليم السميع القدير

في هذه الفترة، التي يحلّ فيها عيد الأضحى المبارك رمز التضحية والعطاء والتسامح والمصالحة، وتلتئم فيها ملايين النفوس في كافّة البلدان لتأدية صلاة العيد لا يسعني إلّا أن أرفع بأسمى آيات التهاني والتبريكات لجميع المحتفلين به أينما وجدوا وأخص بالذكر أبناء عشيرتنا المعروفية في البلاد والخارج، سائلًا العلي القدير أن يعيده عليكم بالخير والسعادة والهناء.

إن هذا العيد الذي يحلّ بعد أيام العشر الفضيلة، والذي يعيدنا إلى ما مرّ به سيّدنا إبراهيم عليه السلام في حينه حين رأى في منامه نداءً من الله تعالى يأمره بالتضحية بابنه إسماعيل الذي طلب من أبيه أن يستجيب لأمر الله، سبحانه وتعالى، فأنزل الله كبشًا فداءً له، ما هو إلّا عبرة لبني البشر، وفرصة لمحاسبة النفس لدى كل واحد منّا، واستبدال كل الظواهر والتصرّفات غير المحمودة، بأخرى يدعو إليها دين التوحيد، وتربّينا وترعرعنا عليها سواء كنّا من المتديّنين أو غير المتديّنين، فالأخلاق الحميدة، ومخافة الله، عز وجل، وحبّ الغير والتسامح والمسامحة والمعاملة الطيبة والتفاني وكرم النفس والتصرّفات اللائقة، ليست حكرًا على أحد، والله تعالى يحبّ عباده، ويريد منهم صلاح القلوب، والابتعاد عن الشهوات، والكدّ والجدّ والعطاء والاستقامة والصدق والالتزام ومحبّة الآخر، وجميع هذه الأمور لا ولن تتمّ بدون الطاعة والقبول والموافقة، والحياة لن تستقيم إلّا بالإيمان الثابت والعقيدة الراسخة.

لقد جاءت فترات الأعياد في حياة بني البشر للرجوع إلى الله، جل جلاله، والتوبة ولتحمل أسمى معاني الإنسانية، والقيام بعمل الخير ونسيان الأحقاد والترفع عن البغضاء، وكم بالحري عندما نتحدّث عن عيد الأضحى المبارك، الذي تسبقه ليالي العشر المقدّسة والمباركة، والتي يقضي المرء فيها فترة سعادة وتعبُّد وطاعة وورع بين البيت والعائلة والخلوة، ثم يحلّ علينا العيد لنقوم بتأدية واجباتنا اتجاه الأسرة والأهل والأقارب والمعارف والأصدقاء ونسلك بهذا درب الآباء والأجداد والسلف الصالح، لأن ما قاموا به في السابق في هذا الشأن، ونقوم به في الحاضر من انتباه للأهل والأقارب والعائلات المستورة في المجتمع، لهُوَ الصحيح والأصحّ، فتعالوا لنعيد لهذا العيد السعيد تراثه الذي ورثناه عن سلفنا الصالح، ولنصفّي كلّ القلوب من الضغينة والبغضاء، ولنرفع راية الوحدة والأخوّة، ولنقف بجانب عائلات كثيرة فقدت هذا العام عزيزًا أو أعزّاء لها، ولن يتسنّى لها أن تحتفل كالآخرين بهذا العيد السعيد، فما هذه إلّا نزرا قليلا من أخلاقيات التوحيد.

أن أبناء العشيرة المعروفيّة في كل مكان، ينتظرون حلول هذا العيد من عام لعام، لتجسيد كل ما سبق ذكره آنفاً ومع ذلك، أرى لزامًا علينا أن نحذو حذو المجلس الديني الأعلى والرئيس الروحي للطائفة الدرزية فضيلة الشيخ أبو حسن موفق طريف في سنين خلت، ونحذِّر من بعض السلوكيّات غير المحبّذة قبل وخلال أيّام العيد، والمتمثلة باللجوء في السنوات الأخيرة الى إطلاق النار ، والاستخدام المفرط والخطير للمفرقعات والألعاب الناريّة على كافّة أنواعها في مختلف قرانا، وخاصّة في ساعات الليل المتأخّرة بدون التفكير في عواقبها وأضرارها. إنّ الابتعاد عن هذه الآفة الخطيرة، فيه راحة لكم ولعائلاتكم، وضمان لسلامتكم وسلامة المجتمع.

وفي هذه الأيّام أيضًا نحتفل بالزيارة السنويّة لمقام سيدنا أبو إبراهيم عليه السلام، التي تشكِّل فسحة روحانيّة، ولقاءً هامًّا يجمع مشايخنا الأفاضل الأجلّاء وقيادات الطائفة والشباب، الذين يتوافدون من كلّ مدننا وقرانا إلى باحة المقام الشريف في دالية الكرمل، وسط شعور بالقدسيّة، والطهر، والورع، والتعبُّد.

وممّا لا شكّ فيه فإنّنا سكّان قرية دالية الكرمل، نشعر بأن، الله سبحانه وتعالى، قد خصّنا بوجود هذا المقام الشريف في بلدتنا، لنتبارك به ونلجأ إليه لنشعر بالقداسة والطمأنينة والإيمان واللحمة الحقيقيّة بين كافّة أطياف المجتمع حيث يقف الجميع خاشعين أمام هذا المقام الشريف طالبين الرحمة، والتوفيق، والمغفرة، والبركة. بدوري أنتهز هذه الفرصة كما في السابق، لأتقدّم بالشكر والتقدير والامتنان للشيخ أبو منير قاسم نصرالدين قيِّم المقام الشريف، على ما قام ويقوم به لصيانة ورعاية والحفاظ على مقام سيدنا أبو إبراهيم عليه السلام، وتيسير أمور الزوار الوافدين إليه للتبرّك به وإيفاء النذور فيه.

ليجعل الله كل أيّامكم مباركة وسعيدة وكل عام وأنتم بخير.

مقالات ذات صلة: