الموقع قيد التحديث!

طائفة الموحدين (بنو معروف)

بقلم الاستاذ مالك حسين صلالحه
بيت جن
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

أكتب هذه السطور بسبب الادعاءات والافتراءات التي أطلقها ويُطلقها البعض عبر وسائل الإعلام المختلفة لتشويه سمعتنا كطائفة توحيديّة تفتخر بلقبها -بني معروف -وينسبوننا إلى أكثر الشخصيّات المذمومة لدينا ألا وهو نشتكين الدّرَزي.

“إنّ أصل أهل التوحيد طائفة متماسكة منذ فجر التاريخ، إنّهم أهل كتاب دائما انضووا تحت نور الرسالات السماوية، رسالة إثر رسالة، آمنوا برسالة آدم عليه السلام إلى نوح عليه السلام، ثمّ إبراهيم، ثمّ موسى، ثم عيسى، ثم محمد بن عبد الله خاتم الرسل عليهم أفضل الصلاة والسلام، آمنوا بالله الواحد الذي لا إله إلا هو، وبملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وآمنوا بالقدر خيره وشرّه” (أسرار الوثائق في علم الحقائق تأليف عبد الوهاب بشر أبو فخر)

إن الموحِّدين المتواجدين في الشرق الأوسط اليوم انحدروا من أصول عربيّة تعود جذورها إلى أشهر القبائل العربيّة في منطقة الجزيرة العربيّة والهلال الخصيب. كبني قريش وتميم وطي وتيم الله وعجل ومنذر ولخم وتنوخ وغفار وغيرها من القبائل.

إلّا أنّ الدعوة التوحيديّة حين بدأت في بداية القرن الحادي عشر ميلادي، فتحت أبوابها أمام كل من يرغب من مختلف الشعوب والقوميّات والطوائف والديانات في اعتناق تعاليم المذهب الجديد الذي يرى في كل الديانات السماويّة، التي قاسمها المشترك هو الإيمان بالله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كُفوًا أحد، وأنّ هذه الديانات ليست إلا أنوارًا متعدّدة تنبثق من شمس واحدة، تشعّ بالإيمان بالربّ الواحد.

ولذا فإنّك لن تجد أصلح عروبة منهم، وأنهم أفضل من ينطق بلغة الضاد، وذلك يعود لمنع المذهب من معتقديه من التزاوج خارج أبناء الطائفة، ممّا ساهم في الحفاظ على نقاوة الدمّ العربيّ في عروقهم في ربوع شرقنا الحبيب، وحفاظهم على سحنتهم العربيّة.

“فأين رأيت الرجل المعروفيّ كأنّك رأيتهم أجمعين.” (على حدّ قول – الإمام الشيخ محمد عبده)

وخير دليل على ذلك، تمسّكهم بكل المناقب العربيّة الأصيلة من: شجاعة وكرم ونخوة ونجدة وإغاثة الملهوف والدفاع عن الدخيل وغيرتهم على الأرض والعرض والدين، ومسارعتهم للتضحية بحياتهم في سبيل الحفاظ عليها.

إن كون دخول فئات أخرى من شعوب وقوميّات وديانات مختلفة في الدعوة التوحيديّة الجديدة – غير مكترثين إلى ماضيهم، ومن أي قوميّة، أو شعب، أو ديانة، أو طائفة جاءوا -جعل من الرباط الديني رباطًا قويًّا لا ينفصم. وجعلهم يتكتّلون وحدة واحدة أينما كانوا، منضبطين تحت وصية -حفظ الإخوان- فتراهم يتسابقون لنجدة بعضهم أينما كانوا، ويضحّون بأنفسهم إذا كان الأمر يتعلق بمصيرهم ووجودهم وحياتهم. فشعارهم كما قال المرحوم كمال بك جنبلاط: “لا نعادي ولا نعتدي، ولكننا نحارب وننتصر”، وهم أسرع الأمم في سبيل نجدة المستجير، أو المظلوم الذي يلجأ طالبًا حمايتهم، غير أبهين من أين جاء، وما هي قوميّته، أو ديانته أو معتقده، وخير دليل على ذلك إجارة المغفور له المرحوم سلطان باشا الأطرش لدخيله أدهم خنجر، الذي كان هاربا من وجه جيش الاحتلال الفرنسي زمن الانتداب، الأمر الذي شكّل الشرارة الأولى لثورة جبل العرب، ثم انطلاقها كثورة عربيّة كبرى بقيادته في وجه المحتلّ الفرنسي، وذلك عام 1925. والتي تمخّضت في النهاية عن نيل سوريا استقلالها.

أمّا تسميتهم بالدروز فهي تسمية خاطئة، فلو فتحت كتب التاريخ جميعها حتى أواخر الفترة العثمانية لن تجد ذكرًا لهذه التسمية، وإنّما أُطلق عليهم هذا الاسم لغرض في نفس يعقوب من أعداء مذهب التوحيد خاصّة العثمانيين وعملائهم من أئمة تسير في خدمتهم، وذلك لدقّ إسفين الفرقة والخلاف بينهم وبين محيطهم العربي والإسلامي، فالموحِّدون يتبرّؤون من الدّرَزي الذي كان من كبار دعاة المذهب في البداية، ثم انقلب على دعوة التوحيد والإسلام، وهو محمد ابن إسماعيل الملقب بنشتكين الدرزي. الذي زوّر وحرّف في تعاليم العقيدة. وأخيرًا إن بني معروف سيبقون رمزًا وراية خفّاقة في الحفاظ على توحيدهم، والتمسُّك باسمهم الحقيقيّ – الموحِّدون – وتشبّثهم بالعادات والتقاليد والمناقب العربيّة الحميدة والأصيلة ويفتخرون بلقبهم المحبوب – بني معروف – ويعتزّون ويفاخرون بتاريخهم ومواقفهم المشرِّفة في كلّ مجريات ومراحل التاريخ في الشرق العربيّ.

مقالات ذات صلة:

النبي شعيب عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم من مواكب الإشراق التوحيديّة، تنكشف للعقل البشريّ أسرارٌ إيمانيّة تغمر الكون نسمات روحانيّة، تتوشّحُ بالنورِ الإلهيّ،