الموقع قيد التحديث!

صدور كتاب عن المرحوم فضيلة الشيخ أبو علي مهنا فرج قريبا

Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

تقوم مؤسسة آسيا بإعداد كتاب شامل عن سيرة وحياة وأعمال وآداب وكرامات وأخلاق فضيلة المرحوم الشيخ أبو علي مهنا فرج، الذي انتقل إلى رحمته تعالى، قبل حوالي السنة، والذي كان علما بارزا شامخا من أعلام الطائفة الدرزية، والذي أكسبها الهيبة والوقار والسؤدد، والذي كان من العناصر النافذة العاقلة المعتدلة الرزينة المنطقية في قيادة الطائفة الدرزية، بالرغم من شدّة تديّنه، ومن فيض إيمانه، ومن قوّة حجته فقد كان خير من يجسّد مبادئ المنطق والعقل والفكر السليم، الذي يمتاز به الموحدون الدروز، فقد كان مرافقا لفضيلة سيدنا شيخ الجزيرة، المرحوم الشيخ أبو يوسف أمين طريف، ثم استمر رفيق درب لفضيلة سيدنا الشيخ أبو حسن موفق طريف حتى أيامه الأخيرة يسبغ من رايه ويتكرّم بملاحظاته ويعطي من حكمته لدرجة أن حدث مأتمه اصبح مهرجانا شاملا ولم تكد الميادين الواسعة والمساحات الفسيحة تتسع لمؤبّنيه فاضطر المنظّمون إلى إجراء مراسيم الجنازة في الملعب الرياضي كي يتم استيعاب الجماهير الغفيرة التي وصلت للمشاركة في هذا الحدث الأغرّ.

يضم الكتاب الذي يصدر بالمبادرة من أفراد أسرة المرحوم، معلومات وأحداث هامّة في تاريخ العائلة وفي شخصية المرحوم وهو مزدان بالصور التوضيحية وبالوثائق وسيصدر إن شاء الله في شهر أيلول وسيتم دعوة المعارف والأصدقاء للقاء في القرية لتوزيع الكتاب على أكبر جمهور ممكن.  وقد اخترنا من الكلمات الكثيرة التي أفضل الأصحاب والأصدقاء بتدوينها، كلمة فضيلة الشيخ أبو علي حسين سليم حلبي، رفيق دربه خلال عشرات السنين:

” بسم الله الرحمن الرحيم، ولمولانا الحمد والشكر والثناء العميم

أما بعد: فأنه لمّا كان من الواجب إحياء ذكر أهل الفضل والدين وخاصة منهم الأتقياء البررة الورعين، والأصفياء الطهرة المخلصين، فمن ذلك اختصاصنا بسيرة الراحل المغفور له فضيلة شيخنا الجليل المفضال الشيخ أبو علي مهنا محمد فرج من قرية يانوح الذي توفي بتاريخ 4/7/2018 رحمه الله. لقد انحدر المرحوم الشيخ أبو علي مهنا من سلالة تلك الدوحة الأصيلة العريقة بالمجد والسؤدد والشرف، عائلة بيت فرج المكرمة، والمتواجدة في لبنان وسوريا وإسرائيل، تلك الشجرة المباركة التي أنجبت العديد من الأسياد الأفاضل والشيوخ الأماجد والأعلام المميّزين والمُعتَبَرين. وبالنسبة لحضرته الميمونة رحمة الله عليه وأسكنه فسيح جنته، فقد كان آية من آيات الطهر والإخلاص، كان عَلما من أعلام الطائفة التوحيدية، وركنا من أركانها، وعينا من أعيانها، وكان شخصية نادرة المثال بوقاره وساطع نوره، وجمال صورته وهيبته، ذلك الجوهر النفيس، والعنصر الأصيل، والمعدن الطيّب، الذي كان غنيّا بدينه ويقينه، عالي الهمّة، سامي المقام، شريف الذات والصفات، صاحب السرّ العامر والكرامات، ومالك العقل الراجح، كريما حليما صغير النفس متسامحا، مهذّب الأخلاق، سادق اللسان، محافظا للإخوان، ومن نعوته أنه كان شيخا تقيّا، وليا أبيّا، وفيّا رضيّا، ثقة أمينا، خلوقا متواضعا، عفيفا ورعا، كريم النفس، طيّب القلب، لطيفا روحانيا، غنيّا بالحسنات والمبرّات، حليف المكارم والمحامد والمآثر الغرّاء، مواقفه مشرّفة فاخرة، مقداما شجاعا، مناصرا للحق وأهله، محبّا للخير وأهله، شخصا مكلّلا بالفخر والتفضيل والاحترام، مبجّلا بالعزّ والنصر والوقار والإكرام، كان الإنسان المحبوب لدى الجميع، ومن حيث اختصاص المولى سبحانه وتعالى لحضرته بموهبة الصوت الجميل العذب الجذّاب المنعش الحنون، فقد كان وجوده في مجالس الذكر والجموع إتماما للأنس، وإحياء للحضور، ومسرة القلوب، ولقد مثّل بجهوده وإخلاصه دورا دينيا واجتماعيا ومعنويا هامّا، وخدم أهل الدين والمصالح الدينية والشؤون العامّة، عليه رحمة الله. كما وأنه كفى كرامة له، وحظّا سعيدا برفقته لسيّد الجزيرة، وسلطان العشيرة المرحوم والمغفور له فضيلة سيدنا الشيخ أبو يوسف أمين طريف، الذي كان قد دعاه بدوره (شيخ الجبل). وأخيرا لمّا تقدّر أنه لا بدّ من الرحيل، فقد رحل فضيلته مزوّدا بشهادة الصدق والحق، ثريّا بحسنات البِرّ والتقوى والطاعة والأعمال الصالحات، ولحق بركب السعداء الفائزين، والأحلاّء الفاضلين الأسبقين، رحمات الله عليه وعليهم أجمعين، ونفّعنا ببركاتهم وصالح دعواتهم في الدنيا والآخرة يا رب العالمين آمين.”.

مقالات ذات صلة:

قصّة قصيرة: أُمّنيَةٌ صَغيرةٌ

“أحيانًا تَقْتُلنَا مشاعرٌ لا أسْمَاء لها” للوَهْلَة الْأُولَى حينما أَقّبَلتْ نحوي تِلك الْمرْأَة المُسنّة، بلباسها القرويّ الْبَسِيط، وفستانها الكُحليّ الفضفاض