الموقع قيد التحديث!

شهادة تقدير من السلطة الفلسطينية للسيدة أم زايد سلمى فلاح (القاسم)

بقلم المرحوم الشيخ سميح ناطور
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

تلقّت السيدة أم زايد، سلمى فلاح (القاسم)، دعوة من مكتب رئيس السلطة الفلسطينية، السيد أبو مازن محمود عباس، لاستلام شهادة تقدير، وميدالية ذهبية، تحمل اسم رئيس السلطة، تقديرا لها على مواقفها، وجهودها، وتضحياتها، وخدماتها، ومساهماتها في تحسين أوضاع المجتمع العربي في إسرائيل، حيث احتوت شهادة التقدير على الكلمات التالية:

شهادة تقدير
السيد سلمى قاسم فلاح
تقديرا لما بذلت من جهود جبّارة لتقريب القلوب في مجتمعك المختلط،
اعتزازا بإنجازاتك العديدة خدمة لمجتمعك الفلسطيني،
وفاءً وعرفانا لما تركت من أثر أخلاقي وتربوي على الغير، تجديدا للصلة والتواصل لأبناء الشعب الواحد، وعليه نمنحك هذه الشهادة.
رام الله في 27/10/2018
لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي

والسيدة ام زايد، هي من أوائل النساء المتعلمات في الوسط العربي والدرزي، وقد درست في المدرسة الابتدائية في قرية الرامة، مسقط رأسها، وأنهت فيها كذلك المدرسة الثانوية، وعُيّنت معلّمة، ثم تم تعيينها في أوائل الستينات، أول مديرة مدرسة درزية، وذلك في قرية المغار. وقد تزوّجت في أوائل الستينات، من المحامي فارس فلاح، الذي فتح له مكتبا في عكا، وانتقل الزوجان للسكن في مدينة عكا، وبسبب صعوبة المواصلات، وأعباء البيت، تنازلت السيدة أم زايد، عن إدارة المدرسة، وباشرت عملها مدرِّسة في عكا، وظلت حتى التقاعد. وفي نفس الوقت، رُزقت بستة من الأولاد والبنات، سهرت على تربيتهم وإعدادهم للحياة، ولم تقبل إلا أن يكونوا جامعيين كلهم، فتم لها ذلك، وأصبحت مع زوجها وأولادها، أكثر عائلة مثقفة في الطائفة الدرزية، أنجبت القضاة، والمحامين، والأطباء، والمحاضرين من الجنسيْن. واهتمت السيدة أم زايد كذلك بأحفادها، وهي مصرّة أن يسلكوا الطريق الجامعي، وأن يكونوا من قادة المجتمع، وهي تبذل الكثير من وقتها وجهودها، لتأمين حاجاتهم العلمية والاجتماعية، ولتلقينهم الآداب العامة، والتراث الحقيقي، والعادات والمناقب الدرزية الأصيلة، إلى جانب كونهم عصريين، خبراء في التقنيات الحديثة، وفي الاختراعات والتطورات التي ينتهجها المجتمع المتحضر في البلاد. وبالإضافة لكل ذلك، هي سيدة متدينة، تهتم بالقيام بفروضها وواجباتها، وتُعتبر في مقدمة سيدات المجتمع في كل محضر، وفي كل مجمع، فهي تواظب على المشاركة في كافة الأحداث والمناسبات الاجتماعية في المجتمع العربي ككل، ولها حضور وتواجد، وتلقى الترحيب والثناء في كل محفل تشترك فيه. ولا ننسى أنها زوجة قاضٍ مرموق، وشخصية لامعة في المجتمع، هو القاضي أبو زايد فارس فلاح، فقد وقفت إلى جانبه حينما كان محاميا، وحينما انتُخب مديرا للمحاكم الدينية الدرزية، وفي الفترة التي عُيّن فيها قاضيا، وشغل منصب نائب رئيس المحاكم في عكا. فقد كانت السيدة أم زايد، خير معين وسند له في أعماله، وفي أداء واجباته الاجتماعية، حيث يُعتبر سعادة القاضي، من الوجوه المعروفة التي تواظب على المشاركة في كل أحداث المجتمع، حاصلا على التقدير والاحترام. ولا شك، أن للسيدة أم زايد، دور كبير في تسهيل مهمّات سعادة القاضي، وفي أداء واجباته وفي مشاركته لكافة شرائح المجتمع في السراء والضراء. وبالرغم من كل ذلك تُعتبر السيدة أم زايد إنسانة مثقفة مطّلعة قرأت في حياتها مئات الكتب وأصبحت لديها ملكة أدبية فقامت بتأليف مجموعة من الكتب تبحث في شؤون القرية وشؤون الطائفة الدرزية وشؤون المرأة لاقت نجاحا ورواجا واختُطفت من المكتبات وهي تقوم في هذه الأثناء بإصدار مجموعة الكتب هذه في مجلد واحد لما تحتويه من معلومات ومواضيع شيّقة ومفيدة. 

وقد جاء تقدير السلطة الفلسطينية للسيدة أم زايد ومنحها الوسام بعد أن قامت السيدة أم زايد بمشوار طويل في كافة المجتمعات وفي مختلف الأصعدة لبث روح التفاهم والتعاون والتقارب بين أبناء جميع الطوائف في البلاد مما أكسبها محبة الناس لها وتقديرهم لكونها شخصية متعددة الجوانب لها تواجد وحضور وتأثير على كافة شرائح المجتمع وخاصة على الأجيال الصاعدة.

مقالات ذات صلة:

ما بين المادّة والروح

من أهمّ طبائع البشر وأخطرها طبيعتان هما: الطبيعة الروحانيّة والطبيعة الماديّة، وهتان الطبيعتان تؤثّران تأثيرًا مباشرًا إيجابًا أو سلبًا على