الموقع قيد التحديث!

شعر: نواطير الثّلج…

بقلم الكاتبة شهربان معدي
يركا
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

كانوا هنا يتجولون بين رؤى الشّمس، وغمار البيادر

يتمرّغون كحجال الجبال، في سماء الشرق..

ومع رفوف الدَرَجِ، يتنقلون…

بين وطن النجوم وجبال الجَليل…

كانوا هنا، ومرّوا على جديل هذه الأرض..

نسجوا من زهور الشوق وقصص الحصاد

حُلمًا يشغل البال…

بأنامل الطهر الخضراء، غزلوا مناديل الأثير…

على دروب الصبر مشوا.. وفي عين الشّمس تجوّلوا

من عين قانا، حتى ضفاف نهر الأردن…

 قرعوا كل البيوت، واتقنوا جميع اللغات…

ووزّعوا مواثيق المحبة، وأهدوها لمن يحمل نوايا حسنة

ويقين أبيض، كالفضّة الخالصة…

كانوا هنا، يحملون رسالتهم المغلّفة بالخجل الشفيف،

ونور العيون..

حاولوا بناء عالم جديد، “مدينة فاضلة” وسع الكون…

ولكنّهم صُدموا بواقع نرجسيّ، يدور بشكل لولبي منذ زمن جلجماش

حتى هذه اللحظة…

للشرق نزحوا، وتركوا جُرحا مفتوحا منذ ألف عام…

 يتأرجح بين الجحود والوفاء

وبين الشك واليقين..

في عالم أصابته لوثة التخمة في كل شأن…

هل نحن بحاجة لأيوب جديد ليختبر صبرنا؟

أم “أليوت” جديد يكتب “قصيدة طويلة”

عن أرضنا اليباب!

أم طوفان غريب، يغرق كل خطايانا!

هل سيعود نواطير الثّلج؟

هل سيعود من عصروا دموعهم من أجلنا..

منذ آلاف السنين؟

ربما سيعودون عندما يعلن قابيل، عن توبته…

وعندما تضمِّد تدمر ” عروس الصّحراء “جراحها…

وتعود حلوة الدار، تلوّح بمنديلها…

نعم.. سيعودون يوما ما…

عندما تصبح زينة الطاولات، و الآيفون الجديد

آخر همّنا… نعم سيعودون…

عندما نستعيد التوازن الذي أضعناه بين الدنيا والآخرة….

مقالات ذات صلة:

ثَلاثُ سَيِّدَاتٍ وأَزْوَاجُهُنَّ

هؤُلاءِ السَّيِّدَاتُ الثَّلاثُ يَنْتَمِيْنَ إِلى آلِ طَرَبَيْه، وثَلاثَتُهُنَّ مِن نساءِ القرنِ التَّاسعِ عشرَ. واحدةٌ مِنهُنَّ تحملُ الاسم “فاطِمَة”، والاثْنَتَانِ الأُخريانِ