الموقع قيد التحديث!

شعر: تَقِيًّا نَقِيًّا زانَهُ الطُّهْرُ بالهُدى

بقلم الشيخ أبو فريد نديم منصور
عسفيا
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

في ذكرى المرحوم الشيخ أبو علي مهنا فرج

سمعنا وهال الناس في واسِع المدى نداءُ نَعْي حاملا رَجْعَهُ الصَّدى
ونادوا بأعلى الصوتِ قد أقْصَدَ الرَّدى تَقِيًّا نَقِيًّا زانَهُ الطُّهْرُ بالهُدى
وليس لهُ غَيْرُ الإنابةِ من أرَبْ
وَغَلْغَلَ عاتي الصَّوْتِ في غَيْهَبِ الحَشى فلَوْعَةُ حُزْنٍ في حِمى رَبْعِنا فشا
وَغامَتْ لحاظي كَفَّها قاتِمُ العَشى فلا مَنْظَرٌ يُغْري ولا رائِعُ الوَشى
كأنَّ مَنار الأُنْسِ عن حَيِّنا اغْتَرَبَ
لأنْتَ المُهَنّا لَيْسَ بالاسْمِ وَحْدَهُ صَدَعْتَ لأمْرِ اللهِ إذْ بَثَّ وَعْدَهُ
وَقَلْبكَ بالأشْواقِ أضْرَمْتَ وَجْدَهُ وبِالكَوْثَرِ المَيْمونِ طَيَّبْتَ وِرْدَهُ
هَنيئًا مَريئًا دونه فاخِرُ القَصَبْ
رَحَلْتُمْ وَأمْرُ اللهِ في نَقْلِكُمْ قَضى وَأمْرُكَ يا رَبّاهُ نَلْقاهُ بِالرِّضا
قَبِلْنا وَلَوْ أنْضَى الحشا لاهِبُ الغَضى وَمَنْ دون أمْرِ اللهِ قِرْضابهُ نَضا
فما غَيْرَ نَفْسِ السُّوءِ في شَخْصِهِ احْتَطَبْ
أيا خالِقي لَوْ سالَ دَمْعي صَبابَةً وألْبَسَنا البَيْنُ الأليمُ كَآبَةً
فما في بُكاءِ الصّالحينَ مَعابَة فَقَدْنا بِفُقْدانِ الرَّشيدِ لُبابَةً
بِها نَغْتَذي حُسْن الإنابَةِ والأدَبْ
سَليلُ كِرامٍ بِاسْمِهِمْ يُذْكَرُ الفَرَجْ عَلى مَنْهَجِ الأبْرارِ في إثْرِهِمْ دَرَجْ
وَعِبْقُ رِجالِ الدينِ قَد فاحَ بِالأرَجْ وقلب التّقِي الفَيّاضِ كالنُّورِ في الفَلَجْ
زَقا لاهِفًا أوْ هاجَهُ الشَّوْقُ كاللَّهَبْ
وَداعًا أيا شَيْخي المُكَنَّى أبا العَلِيْ وَداعًا لِفاني الجِسْمِ لا الجَوْهَرِ الجَلِيْ
سَنَذْكُرُ ذاكَ القَرْمِ والمَحْضَرِ الطَّلِي وَوَجْهٍ وَقورٍ خاشِعِ الطَّرْفِ مُسْبَلِ
وَمِنْ عُمْقِ إجلالٍ لِخالِقِهِ انْتَحَبْ
دَأَبْنا على نَهْبِ المَلَذّاتِ والخَنا وإهْمالِ أمرِ الدينِ والضَّعْفِ والوَنى
وَنُنْكِرُ تَقْريظًا لِقَوْمٍ سِوى لنا وَرَفْضٌ لِزَجْرِ الفاضِلينَ هو المُنى
مِمَّنْ دون أهْلِ الفَضْلِ مَوْرِدُنا نَضَبْ
لأنْتُمْ مَصابيحُ الهِدايَة لَوْ دَجى ظَلامُ وَتَصْحيحُ الظَّوالِعِ وَالْوَجى
فَمِثْلي إذا أصْغى لإرْشادِكُمْ نَجا ففي نَهْيِكُمْ زَجْرٌ وفي رُشْدِكُم رَجا
وَقابِسُ رُؤْياكُمْ بِأكْبادِنا انْسَكَبْ
أيا شَيْخَنا لَوْ أُدْرِجَ الجِسْمُ في الكَفَنْ وأضْحى ثَوِيا داخِلَ اللَّحْدِ واسْتَكَنْ
وَمَنْ ظَنَّ أنَّ الجِسْمَ باقٍ مَدى الزَّمَنْ لِيَحْظى بِجَنّاتِ النَّعيمِ فَقَدْ أفَنْ
وَهَلْ يَهْنَاُ الجِسْمُ الّذي ذابَ في الْحِقَبْ
أيا شَيْخَنا لَوْ غالَ جِسْمُكَ في الثَّرى فَصورَتُكَ المُثْلى بأفْكارِنا تُرى
وَذِكْرُكَ مَحْفوظٌ بِإضْبارَةِ الوَرَى وَحُبُّكَ إشْعاعُ بِأكْبادِنا سَرى
نَقِيًّا سَنِيًّا واضِحَ الطُّهْرِ والحَدَبْ
بِصِدْقِ التُّقى يَنْمو الرَّصيدُ بِوَفْرِهِ وَتُمْرِعُ خَيْراتُ الخَميلِ وَزَهْرِهِ
وَيَرْوي مُروجَ الكَوْنِ كَوْثَرُ نَهْرِهِ عَطاءٌ عَجِزْنا عَن حَلالَةِ قَدْرِهِ
هَنيئًا لِمَنْ تِلْكَ الدَّسائِعِ قَدْ كَسَبْ
لَكُمْ يا صُروحَ الخَيْرِ مِني تَجِلَّةً وَإنْ كُنْتُمُ في زَحْمَةِ الأرْضِ قِلَّةً
فَما مِثْلُكُمْ في الحَزْمِ والعَزْمِ مِلَّةً تُراعي احْتِشامًا لا انْفِلاتًا وَذِلّةً
وَمَنْ لا يُراعي العُرْفَ نُقْصيهِ بِالعَتَبْ
ويا شيخَنا نُبِكيكَ ما رَفَّ طائِرُ وَيَشْرُدُ في الافاقِ والطَّرْفُ حائِرُ
وَتَهْمي على الخَدِّ العُيونُ الدَّرائِرُ فَعُذْرًا وَعَفْوًا إذْ تُبانُ السَّرائِرُ
وَرُحْماكَ يا رَبّي فقد فاتنا الطَّلَبْ
رَزيئَتُنا في فَقْدِ قَرْمٍ أليمَةٌ تَأُضُّ جَلودًا لَوْ جَلَتْهُ عَزيمَةٌ
وَلَوْ ناصَرَتْنا مُخْلِصاتٌ حَميمَةٌ وفادَت خُطانا راشداتُ حَكيمَةُ
لَكُنَّا اجْتَنَبْنا نَكْسَةَ الحُزْنِ والحَرَبْ
وَنَضْرَعُ للرحمن أنْ يَرْحَمَ التَّقي وَيَقْضي لأَهْلِ الخَيْرِ بالخُلْدِ تَلْتَقي
وفي السُّدْةِ العُلْيا إلى المَجْدِ تَرْتَقي فَحَقٌّ لِمَنْ غالى بِإيمانِهِ النَّقي
رجاحَةُ أعْمالٍ بميزان من نَصَبْ

مقالات ذات صلة:

نشاطات طائفية – العدد 151

زيارة مقام سيدنا الخضر (ع) أشرقت الشمس في صباح الخامس والعشرين من شهر كانون ثاني هذه السنة، ليس كعادتها في