الموقع قيد التحديث!

شخصية من بلدي.. المرحوم أبو أسامة صالح سعد مقلدة

بقلم السيد توفيق حلبي
دالية الكرمل
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

دالية الكرمل | توفي بتاريخ 23.05.2021

بقلوب حزينة ودّعت دالية الكرمل في التاريخ الموافق 23.05.2021 المرحوم أبو أسامة صالح سعد مقلدة، أحد رجالاتها الذين تركوا بصمات خاصّة على المجتمع في البلاد من خلال عمله في سلطة الطبيعة والحدائق على مدار نحو خمسة عقود، وقد حالفني الحظّ بأن التقيه بضعة شهور قبل وفاته، حيث استمعت بإسهاب إلى مسيرة حياته وانجازاته المميزّة التي سردها بتواضع شديد كما عهده الجميع.

وُلد السيد صالح في العام 1939 لأسرة اتخذت في حينه من الفلاحة وتربية المواشي مصدر رزق لها كسائر عائلات القرية، وقد تُوفى والده وهو في سن الحادية عشرة فقط ليبقى مع والدته التي عانت من شلل جزئي. تعلّم المرحوم للصف الخامس الابتدائي، وبدأ العمل في الفلاحة في سن مبكّرة حيث كانت آنذاك ظروف المعيشة صعبة، وقد تميّز منذ صغره بحب استطلاعه وبتفانيه وبارتباطه بالطبيعة، وبفكره الخلّاق الذي ساعده في تحقيق إنجازات كبيرة في عمله لاحقاً. في العام 1974 تعرّف المرحوم صالح مقلدة على السيد أبراهام يافيه مدير سلطة المحميّات الطبيعية والحدائق العامّة، وهو عديل رئيس الوزراء الراحل يتسحاق رابين، وصاحب فكرة إقامة المحميات الطبيعة في البلاد، وشرع بالعمل معه في المحميّة الأولى في إسرائيل التي امتدّت على مساحة 30 دونماً في مدينة إيلات الجنوبيّة حيث كان الهدف منها إرجاع الحيوانات البرية لمقرّها في الطبيعة في تلك المنطقة والحؤول دون انقراضها.

بعد فترة وجيزة وفي أعقاب نجاح المشروع في جنوبي البلاد، اقترح المرحوم صالح مقلدة على السيد يافية إقامة محميّة حي بار مشابه في شمالي البلاد لإعادة حيوانات الأحراش الشماليّة إلى الطبيعة، وقد لاقت فكرته هذه استحساناً كبيرًا وتمّ تجنيد الأموال اللازمة لهذا الغرض وقد أُقيمت محميّة الكرمل على مساحة مئات الدونمات حيث تمّ في العام 1979 إحضار أربع إناث من غزال “اليحمور” من إيران قبل أن تنقطع العلاقات الدبلوماسيّة معها، سعيًا لإرجاعها إلى الطبيعة في البلاد، وتبرّعت في حينه إحدى الشخصيّات الألمانيّة بذَكَرَيْن آخريْن من غزال اليحمور، مات أحدهما بعد نقله إلى إسرائيل الا أن ذلك لم يمنع تكاثر غزلان اليحمور ليصبح عددها 500 في منتصف سنوات التسعين، ويتمّ توزيعها على الأحراش المختلفة وحدائق الحيوانات في البلاد.

إن هذا المشروع لم يكن ليحقق هذا النجاح الباهر، كما مشروع إعادة النسور إلى الطبيعة الذي اقترحه وقام بتنفيذه المرحوم صالح أيضًا، لولا رعاية المرحوم صالح مقلدة لهما، وعمله الدؤوب، واجتهاده وخبرته الواسعة في هذا المضمار،   وتمكُّنه من تجنيد الأموال والموارد اللازمة لذلك، ومساندة المؤسسة التي عمل بها له والعديد من الشخصيّات المحوريّة التي تعرّف عليها من خلال عمله، وقامت بلقائه وبزيارته مرارًا، وأبدت تقديرها وإعجابها بعمله وبقدراته، مثل رئيس الوزراء الراحل يتسحاق رابين ورئيس الدولة الراحل يتسحاق نافون ورئيس الكنيست الراحل دوف شيلانسكي والوزير موشيه شاحال والسفير الأمريكي صمويل لويس وسفراء دول مختلفة وآخرين وهم كثر.

لقد مُنح المرحوم صالح مقلدة خلال مسيرة حياته الغنيّة والمثمرة والمشرّفة سلسلة من شهادات التقدير والتفوّق والمداليات من قبل سلطة الطبيعة والحدائق العامّة والعديد من المؤسسات الأخرى، حيث تمّ اختياره عاملاً متفوّقاً مرتيْن ومنحه شهادة امتياز في عيد استقلال الدولة الخمسين، كما ورُشح لنيل جائزة إسرائيل إلا أن الخيار لم يقع عليه في حينه، ورغم بلوغه سن التقاعد إلا أن سلطة الطبيعة والحدائق العامّة أصرّت على مواصلة تشغيله تقديراً لعطائه غير المسبوق ونظراً للخبرة الواسعة في مجال عمله التي اكتسبها على مرور عقود.

مع رئيس الحكومة الراحل رابين

مقالات ذات صلة:

أَلنَّبِيُّ شُعيبٌ عليهِ السَّلامُ في كتابِ “مُختصرُ تاريخِ يَهْوَه” لِباحِثِ التَّوراةِ الدُّكتورِ ﯦِﭽﺎئِيل بِن نُوْن

• أَلاسم “يَهْوَه”، أَقدسُ أَسماءِ اللهِ تعالى في اليهوُديَّة، دخلها من أَراضي اليَمَنِ، ومَدْيَنَ، وسِيْنَاءَ، وآدُوْمَ، وسَعِيْرَ، وفَارَانَ، وهي الأَراضي