الموقع قيد التحديث!

زيارة مقام سيدنا أبو إبراهيم (ع)

بقلم الشيخ أبو صلاح رجا نصر الدين
دالية الكرمل
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

تحيا الأمم ويرتفع شأنها وتتعزّز مكانتها بمدى حفاظها على أنبيائها ورسلها عليهم السلام، وعلى دينها ورجال دينها، وأبنائها وبناتها، وعاداتها وتقاليدها ومقدّساتها وطاقاتها، وطائفتنا الدرزيّة ولله الحمد، سجلت أروع الصفحات في هذا المضمار من خلال تاريخها العريق المجيد، ونهجها المبارك الحكيم، وممّا يثلج الصدور في هذه الفترة المباركة التي احتفلنا فيها بالزيارة السنوية لمقام سيدنا أبو إبراهيم عليه السلام، هو اجتماع ولقاء المشايخ والشباب في باحة المقام الشريف في دالية الكرمل، وفي مقدمتهم الرئيس الروحي للطائفة الدرزية فضيلة الشيخ موفق طريف.  

وليس أروع من هذه المشاركة الواسعة لمشايخنا وشبابنا من كافّة قرانا في هذه الزيارة، ومن الشعور بالقداسة العليا الذي ينتاب الجميع وبالانتماء الروحي لطائفة عريقة كريمة، خصوصاً وأننا نعيش في هذه المقامات وخلال هذه الزيارة لمقام سيدنا أبو إبراهيم، عليه السلام، روحية أفكار التوحيد ومفاهيمه التي سعى أنبياؤنا وأئمتنا في سبيل إحيائها في النفوس والعقول، لنزداد روحانيةً وعبادةً وطاعةً وإخلاصًا وتوحيداً وقرباً من الله تعالى، ولنعمّق ارتباطنا به ونعزّز إيماننا الراسخ الواعي.

إنّ الشأن الأهم في مثل هذه الزيارات، يتجسد بكونها تشكّل فرصةً ومساحةً كي نفتح قلوبنا على الحقّ، ونعيد ترتيب أمورنا وأوضاعنا وعلاقاتنا، بما يضمن تحقيق إنسانيَّتنا بالشَّكل الّذي يرضاه الله تعالى ويقرّبنا إليه، ونتعالى عن الرذائل، ونتحاشى المنكر، وننصر الحقّ وأهله، ونمارس مسؤولياتنا، ونعكس محبتنا لله عز وجل ولأنبيائنا عليهم السلام محبةً لطائفتنا وللناس وللإنسانية وخيراً ورحمةً ورأفة وشهامة وعطاء.

ومن دواعي سروري بأننا سكان قرية دالية الكرمل نشعر بأن الله سبحانه قد حبانا بوجود هذا المقام الشريف بيننا، الذي تحوّل إلى القلب النابض فيها، وبأن أجدادنا سكنوا بجواره، وتباركوا به، وبأن قريتنا انطلقت من محيطه، لتتوسع جيلاً بعد جيل، لتصل إلى ما هي عليه في هذه الأيام من عمار وازدهار ونمو وتطوّر. ولا يزال جميع السكان من القرية وخارجها من أبناء الطائفة المعروفية يلجؤون إلى المقام الشريف في السراء وفي الضراء، ليشعروا بالأمن والأمان والهداية والطمأنينة، ونحن سكان هذا البلد الطيّب نولي هذه الزيارة السنويّة المباركة لمقام سيدنا أبو إبراهيم أهمية عظيمة لما تنطوي عليه من قدسية وتعزيز للإيمان وتآلف للقلوب والوحدة واللحمة الحقيقية بين رجال الدين والشباب وفئات المجتمع الأخرى، وكلًنا في هذا الموقف المميّز الخاص، وفي حياتنا اليومية نقف خاشعين أمام هذا المقام الشريف، طالبين الرحمة والدعاء والبركة والتوفيق والفلاح.

وفي هذه الأيام المباركة أيضاً، نحتفل بعيد الأضحى المبارك، عيد التضحية والتسامح والتواضع والمحبة والأخلاق الذي يُعتبر أهم عيد في حياتنا وتاريخينا، لما يشمله من معانٍ ومُثل وقيم عليا. هذا العيد المبارك والسعيد الذي يجمع القلوب وتتصافى فيه النفوس يحلّ علينا بعد أيام العشر المباركة التي نقضيها في التعبّد والورع وأداء الواجبات الدينية، ومحاسبة النفس، والطلب من الباري تعالى، أن يغفر الذنوب، وأن يهدينا إلى الطريق القويم، ويعيد علينا هذا العيد والبلاد والمنطقة بأسرها ترفل بالنعيم والتآخي والسلام.

ولا بد من كلمة شكر وتقدير وامتنان للشيخ ابو منير قاسم نصرالدين قيم المقام الشريف على رعايته واهتمامه به وصيانته له على مدار سنين وهو خير خلف لوالده المرحوم الشيخ التقي أبو هاني مسعود نصرالدين.

ويسرّني في الختام أن أرفع بأسمى آيات الشكر لفضيلة الشيخ أبو حسن موفق طريف، الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، على مشاركته وحضوره ومساهمته الكبيرة في الزيارة السنوية لمقام سيدنا أبو إبراهيم، عليه السلام، وعلى كل الجهود التي يقوم بها من أجل طائفتنا الكريمة في البلاد وفي الخارج لصونها ورفعتها، كما وأشكر وفود المشايخ والأعيان والزوّار من كافة قرانا الدرزية وجميع من شارك في هذه الزيارة وعمل من أجلها وساهم فيها. زيارة مقبولة وكل عام والجميع بألف خير.

مقالات ذات صلة:

شعر: كل عِلّه إلها سبب

انعرف السّبب بطل العجبْشمس الدّني ما تنحجبْالقمر اختفى الرّيح اكتأبْالجوّ انعكر الفكر انقلبْصوتو حزين بصوتو ندبْيا سامعين لوين الهربْنتفة يقين