الموقع قيد التحديث!

زاوية “العمامة” للصغار: مواقف للأمير فخر الدين المعني الثاني

بقلم المرحوم الشيخ سميح ناطور
عن: الموسوعة التوحيدية للصغار 2004
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

يَشْهَدُ التّاريخُ عَلى شَهامَةِ الأميرِ فَخْرِالدّين الثّاني، وَفيما يَلي ثَلاثَةٌ مِنَ الْحَوادِثِ الْمَشْهورَِةِ في تاريخِهِ وَهِيَ: – عِنْدَما قامَ الأميرُ مِدْلِج الْحَيّاري، بِطَرْدِ نَسيبِهِ الأمير حسين بن فَيّاض الْحَيّاري، لَجَأَ إلى الأميرِ فَخْرالدّين مُسْتَجيراً. قامَ الأميرُ بِإكْرامِهِ وَأنْزَلَهُ عِنْدَهُ في بِلادِ صَفَد. وَعِنْدَما عَلِمَ الأميرُ مِدْلِج بِذَلِك، وَكانَ صَديقَ الأمير فَخْرالدّين وَحَليفَهُ، أرْسَلَ إلَيْهِ واعِداً إيّاهُ بِتَزْويجِ إبْنَتِهِ لإبْنِ الأميرِ عَلي، وَبِعَشْرَةِ آلافِ قِرْشٍ وَعَشْرَةِ رُؤوسٍ مِنْ أجْوَدِ الْخَيْلِ. رَفََضَ الأميرُ فَخْرالدّين ذَلِكَ وَقالَ لِرَسولِ الأميرِ مِدْلِج : ” إنَّنا لا نُريدُ أنْ يُنْسِبوالنَا شَيْئاً ضِدَّ عَوائدِنا مَعَ النَّزيلِ “.

عِنْدَما قَرَّرَ الأميُر فَخْرُالدّين الْعَوْدَةَ إلى لُبْنانَ، شَعَرَ أنَّ نائِبَ مَلِكِ إسْبانْيا لَنْ يُوافِقَ عَلى سَفَرِِهِ، لِكَيْ يُبْقيهِ رَهينَةً يُهَدِّدُ بِها السَّلْطَنَةَ الْعُثْمانِيَّةَ. أحْضَرَ الأميرُ فَخْر الدّين صُنْدوقاً مِنَ الْبارودِ وَوَضَعَهُ بَيْنَ أفْرادِ عائلَتِهِ الَّذينَ كانوا يَنْتَظِرونَ عَلى الْباخِرَةِ إذْنَ نائِبِ الْمَلِكِ بِالسَّفَرِ، وَهَدَّدَ ” إنْ لَمْ أَحْصُلْ عَلى هَذا الإذْنِ سَأقومُ بِتَفْجيرِ الْبارودِ بي وَبِعائِلَتي وَصَحْبي”.

كانَ يوسَفُ سيفا مِنْ ألَدِّ أعْداءِ الأميرِ فَخْرِالدّين، بِالرَّغْمِ مِنْ أنَّ الأميَر كانَ قَدْ تَزَوَّجَ إبْنَةَ أخِ يوسُف سيفا، وَكانَتْ إبْنَتُهُ زَوْجَةً لأحَدِ أبْناءِ سيفا. وَقَدْ حاصَرَهُ الأميُر في قَلْعَةِ الْحِصْنِ مُدَّةً طَويلَةً. وَكادَ رِجالُ وَجُنودُ يوسُف سيفا يَهْلَكونَ جوعاً مِنْ شِدَِّّة الْحِصارِ وَطولِ أمَدِهِ، فَما كانَ مِنَ الأميرِ فَخْرِ الدّين إلاّ أنْ بَعَثَ إلَيْهِمْ بِكُلِّ ما لَدَيْهِ مِنْ مُؤَنٍ لِيَدْفَعَ عَنْهُم ُالْمَوْتَ جوعاً.

مقالات ذات صلة: