الموقع قيد التحديث!

رواية دروز بلغراد

بقلم السيدة سهام ناطور (عيسمي)
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

“دروز بلغراد” هي رواية تاريخية قام بتأليفها الكاتب اللبناني ربيع جابر مستوحاة من الحياة في لبنان في الستينات من القرن التاسع عشر حيث وقعت حوادث الستين والتي ذهب ضحيتها آلاف المواطنين الدروز والمسيحيين وكان قد استفحل تأثير القناصل الأجانب ممثلي الدول الأوروبية في الإمبراطورية العثمانية وبطبيعة الحال تعاطف هؤلاء بأغلبيتهم (ما عدا ممثل إنجلترا الذي كان حياديا) تعاطفوا مع المارونيين وتألفت  لجنة دولية حكمت على الدروز أنهم فتكوا بالمسيحيين متناسين الدوافع والجذور التاريخية لذلك وفرض هؤلاء على الدروز محاكمة ونفي المئات منهم وتقرر نفي 550 وجيها درزيا إلى طرابلس الغرب ونفي 550 وجيها درزيا إلى بلغراد، وذلك دون إجراء تحقيق أو محاكمة أو أي إجراء قانوني ليثبت إدانة هؤلاء لكن السلطات العثمانية رضخت للأمر وقامت بتنفيذ هذا الإجراء. والقصة تتناول أحداث هؤلاء المنفيين الدروز حيث تم تهيئة المركب الذي سيقلّهم إلى بلغراد وقبل إبحارهم جاء أحد وجهاء الدروز الذي تقرر نفي أولاده الستة وقد جمع كل ثروته وقدمها للوالي العثماني وطلب منه إطلاق سراح عدد من أولاده لكن الوالي أبى إلا أن يطلق سراح واحد منهم فقط وبما أن العدد كان محدودا خرج الوالي إلى رصيف الميناء  وكان من حظ مواطن ماروني اسمه حنا يعقوب متزوج حديثا وله ابنة صغيرة كان يعتاش على تجهيز البيض المسلوق في البيت وبيعه للمسافرين وصادف وجوده في ذلك اليوم على الرصيف فأمسك به الوالي العثماني وأدخله السفينة قائلا له: اسمك سليمان غفار عز الدين (وانسَ اسمك السابق) أي أنه أدخله مكان الشاب الذي أطلق سراحه. والرواية تدور في محوريْن متوازيين الأول ما جرى لعائلة حنا يعقوب في بيروت الذي لم يعد رب البيت إليها وكيف عاشوا وصبروا والمحور الثاني إقلاع الباخرة وفي جوفها 550 وجيها درزيا مقيّدين وبينهم حنا يعقوب وما حدث لهم أثناء الرحلة القاسية في البحر وبعد نزولهم في بلاد الصرب وما عانوا منه هناك حيث تم تسخيرهم للعمل الشاق مما سبب وفاة العديد منهم وقد قضوا حوالي عشر سنوات في ذلك وبقي منهم عدد قليل جدا استطاع العودة. أما حنا يعقوب فقد عطف عليه إخوة الشاب الذي حُرِّر واعتبروه أخا لهم واستطاع أن يتغلب على المشاكل والمعاناة. وفد أسلم أثناء مكوثه في بلغراد، وأعلن عن رغبته أن يقوم بالحج إلى مكة وهدفه الوصول إلى بيته. واستطاع بعد معاناة أن يصل إلى بيته في بيروت، ولما وصل  دخل البيت، فرأى فتاة يافعة في باحة البيت الخارجية، وكانت ثيابه رثة، فدخلت الفتاة إلى أمها تقول لها، هناك متسول أمام البيت، وعندما خرجت الزوجة هيلانة، رأت رجلا مرتعدا في عتمة المساء، وكانت تحمل ثوبا، فسقط الثوب من يدها، وصاحت :حنا هذا أنت يا حنا.

قصة النفي في المصادر الدرزية

يوسف خطار أبو شقرا: “الحركات في لبنان إلى عهد المتصرفية”، بيروت

النفي إلى بلغراد الحركات في لبنان ص143

صدر الحكم بنفي جميع المشايخ الموقوفين في بيروت غير مستثنين بقية الزعماء ومَن كان لهم يد في الحركات ممّن نزحوا عندئذ إلى حوران، وبعد ثلاثة أيام من صدور ذلك الحكم المُبرم توجّه فؤاد باشا إلى المختارة ومعه دفتر قد رقّم فيه أسماء الموقوفين في المختارة وعددهم 1150 رجلا رقّمها على صفحتيْن، تتضمن الصفحة الأولى أسماء مَن قرّ الرأي على نفيهم وتحوي الصفحة الأخرى أسماء من سيخلى سبيلهم. وقد كان فؤاد باشا قد عمل بنفسه قرعة على مَن يُنفى ولم لا ينفى فكتب اسم كل من الموقوفين على وريقة صغيرة ولفّ على شكل صلوب ووضع الصلاليب كلها في كيس وخلطها وخضخض الكيس بها ثم مدّ يده وأخذ من الكيس 600 ورقة أي مَن يجب إطلاق سراحهم فرقّم أسماءهم في دفتره وكتب على ورقة أخرى أسماء من سينفون أي من تبقّت ويرقاتهم في الكيس وعددهم 450 رجلا وقد عرف ذلك من قراءته الأسماء حيث كان يدعى رجل من عماطور مثلا ثم رجل من راشيا ثم رجل من عماطور وهلم جرا.

الحركات في لبنان ص145 المنفيون إلى بلغراد

وقد نفي إلى بلغراد سبعون رجلا أكثرهم ممن كانوا أودعوا حبس بيروت كالأمير محمد القاسم، سليم بك جنبلاط، الشيخان أسعد وقاسم أبو سلمان العماديان، قاسم بك نكد، بشير بك مرعي نكد، الشيخ حسين تلحوق، الشيخ ناصيف تلحوق، يوسف بك عبد الملك، الشيخ عبد الله العقيلي وأحد أبناء عمه وأضيف إليهم جماعة العمّاطوريين من بني شقرا وبني عبد الصمد وهم المشايخ قاسم بشير، وهبة سيد أحمد، جنبلاط يوسف أبو شقرا، والمشايخ يوسف حسان، قاسم معروف، بشير أبو حسن عبد الصمد والشيخ حمد نوفل وغيره من بلادي حاصبيا وراشيا. (كان في جملة المنفيين من نواحي حاصبيا من مشايخ آل قيس: “محمود، محمد وعلي أسعد، إسماعيل وشاهين، الشيخ يوسف بشير (وهو قاضي المذهب يومذاك) الشيخ مهنا شجاع وقد توفي في المنفى الشيخان إسماعيل وعلي. ونفي أيضا المشايخ حسين أبو غيدة، أحمد زويهد، حسن بدوي، سلمان الصغير، يحيى أبو دهن، علي الزويهد، علم الدين خير الدين، محمد عيسمي، قاسم الحلبي وعلم الدين عماشة). اما المأمورون فقد أحسنوا معاملة المنفيين المشار إليهم وكانوا يقدّمون لهم طعاما جيدا جدا فإنه قبل أن جرت الباخرة بهم ابتاعت 14 كبشا وقددت لحومها وابتاعت أشياء كثيرة أيضا من المأكولات الجيدة المتنوعة لأجل القيام بغذاء المنفيين وهكذا صار  مع الذين تم نفيهم إلى ولاية طرابلس الغرب فقد صادفوا من حسن المعاملة والرفق بهم ما يذكر فيُشكر. وبعد أن مرّ عليهم في المنفى أربع سنوات صدرت الإرادة السنية بإخلاء سبلهم 

حوادث الستين

عن موسوعة التوحيد الدرزية

حوادث مشهورة في تاريخ الطائفة الدرزية، هي عبارة عن حرب أهلية، عصفت بجبل لبنان عام 1860 وشملت مناطق أخرى منها مدينة دمشق، وكانت نتيجتها مئات وآلاف القتلى وعشرات الآلاف من المشردين. وقد بدأت الشرارة الأولى لهذه الحوادث في بلدة بيت مرّي عام 1859 حيث مرّ شيخ درزي في حارة مسيحية، واعترض طريقه غلام نصراني، فتجمّع الناس وأهانوا الشيخ الدرزي وضربوه وطرحوه جريحا مهشّما، فهبّ الطرفان، واستُعملت النيران، ووقع عدد كبير من القتلى. ومن هنا امتدت إلى كافة المناطق في لبنان، ووقعت حوادث قتل شنيعة، مات فيها عدد كبير من المسيحيين وكذلك من الدروز.

لكن جذور هذه الفتنة بدأت قبل ذلك بكثير، فقد كان الدروز حكّام لبنان حتى عهد بشير الشهابي، الذي انتُخب أميرا على لبنان بواسطة الدروز وباسمهم. وفي تلك الفترة، آوى الحكام الدروز اللاجئين المسيحيين، وفسحوا لهم المجال في السكن في قراهم، وبناء الأديرة والكنائس. وبسبب دخول المبشّرين الغربيين، واهتمام الدول الكبرى بالإمبراطورية العثمانية، وخاصة في لبنان، قوي مركز المسيحيين الذين فتح لهم المبشّرون المدارس، ودعمهم قناصل الدول الأجنبية. ففي القرى والمدن الآهلة بأغلبية مسيحية، قام الشبان في تنظيم أنفسهم في عصابات مسلحة، كما أن المطارنة في بيروت وغيرها، ألهبوا الحماس في نفوس أولئك الشباب ودعموهم. وقد وقعت حوادث بين المسيحيين والدروز ابتداء من عام 1848 على فترات مختلفة. وكان بشير الشهابي قد انتهج سياسة للقضاء على الدروز، فأوقع وقوى الخلاف بين الدروز أنفسهم، بحيث قضى أحد الفريقين على زعماء الفريق الآخر، ولما تم ذلك قضى بشير الشهابي على زعماء الفريق المنتصر وبينهم بشير جنبلاط وأمين العماد وأضعف كثيرا الدروز في لبنان. وكان الجو، بعد عزل بشير الشهابي، متوترا بين الدروز والمسيحيين، وكانت تكفي أي شرارة صغيرة لتشعل فتنة كبيرة. فوقعت بعض الفتن وبلغت أوجها في حوادث الستين، حيث جرت مذابح كثيرة بين الطرفين. مما اضطر الدول الغربية أن تتدخل وتفرض نظاما جديدا في لبنان. فبعثت فرنسا وبريطانيا قوات عسكرية للبنان، قامت بالوصول إلى المناطق المنكوبة، وعملت في القتل والنهب ضد الدروز. وعيّنت لجنة من مندوبي الدول الكبرى، اتخذت قرارا بتغيير النظام في لبنان، حيث أوجد نظام المتصرفية. وحددوا بذلك كثيرا من سلطة الدروز، ومنحوا المسيحيين امتيازات كثيرة، وتركوا لبنان جريحا، يئن تحت وطأة الطائفية حتى يومنا هذا.

مقالات ذات صلة:

“سلامٌ إلى أرضِ حطّين”

بسم الله الرّحمن الرّحيم مع تجدّدِ الرّبيع فوق سفوح حطّين، نعودُ إلى الاجتماع المبارك حول بهجةِ نيسان، مستقبلين أُمّ الزّيارات

مقام سيدنا أبو عبد الله عليه السلام في عسفيا

يا زائرا ربوعَ الكرملِ الأخضرْلتزور مقامَ نبيّنا الأعطرْخبِّر دروزَ لبنانَ وسوريّا الشّامَوالمهجرْ:في حيّناوعلى سفوحِ ترابِنا الغالييرتاحُ فارسُنا، ويرقدُ شيخُنا الأكبرْبلّغْهُ