الموقع قيد التحديث!

رثاء الشاعر الشيخ أبو فريد نديم منصور: سَميحُ أنْتَ أُستاذُ الْمَعاني وَأنْتَ الشَّيْخُ تُذْكَرُ بالطَّهورِ

بقلم الشاعر الشيخ أبو فريد نديم منصور
عسفيا
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

أيا  أَسَفي  إذ  اخْتَلَفَتْ أُموري     وَقَدْ عَجِزَتْ سُطوري عَنْ شُعوري
نَبا بي[1] مَضْجَعي وَغَدا  سَريري     قَتادًا[2] لا وِسادَا مِنْ حَريرِ
فَما  طابَ   المَنامُ   لإلف    غَمٍّ      وفي جَنْباتِهِ ألَمُ العَقير
يُراجِعُهُ  الكرى بِطُيوفِ  إلْفٍ[3]     وَيُتْرَعُ[4] قَلْبَهُ خُدَعُ السُّرورِ
فَيا   لَهْفُ   المُعَنّى   إذْ    يُنادي       حَبيبًا قَدْ تَنائى بِالْمَسيرِ
وَتَغْرَقُ   مُقْلَتَيْهِ    دُموعَ   حُزْنٍ      بِمَطْعَمِ حَنْظَلِ الأَلَمِ المَريرِ
وِسامٌ   نَجْلُكُمُ    وَيَليهِ    رَهْطٌ[5]     مِنَ الأَبْرارِ مِنْ شَبَهِ الْبُدورِ
اسْتَقوا مِنْ بَحْرِكَ الطّامي سُلافًا      رَحيقَ الطُّهْرِ مِنْ حَلْبِ الدَّريرِ
فَطالَتْ  مِنْ  فَضائِلِكُمْ   فُروعٌ      وَطالَ رِداؤُكُمْ سَمَقَ الْبُدورِ
فَكانوا   كَالْمَنارَةِ    مِنْ     رَضيعٍ       وَمِنْ بَطَلٍ لَقاؤُهُ كالسَّعيرِ
وَمِنْ    قَرَمٍ    جَوادٍ   كالسَّواقي       إذا انْصَبَّتْ عَلى لُجَجِ الْغَديرِ
وَما  نَضَبَ[6] الْمَعينُ  ولا تَلاشى        زُلالُ الْخَيْرِ مِنْ كَنْزِ الصُّدورِ
وَغالِيَةٌ إذا  صَدَحَتْ  صَداها       أخالُ رَحيقُهُ نَفَحاتُ جوري
سَميحُ   أنْتَ   أُستاذُ    الْمَعاني       وَأنْتَ الشَّيْخُ تُذْكَرُ بالطَّهورِ
فَيا  للهِ مِنْ  مَعينٍ فاضَ عِلْمًا       لِيَرْوي النّاسَ بِالأدَبِ الغَزيرِ
وَاَسْعَدَنا النَّصيبُ لِنَهْلِ صِرْفٍ         مِنَ الدِّرْياقِ[7] مِنْ زَخَمِ الْخَميرِ
فَكُنْتَ   لَنا  الْمَنارَ   عَلى  يفاعٍ[8]       يُنيرُ غُموضَ نَهْجٍ لِلْبَصيرِ
فَإنْ بَهَمَ[9] المَسارُ عَلى ضَعيفٍ        كَمْثْلِيَ قُدْتَهُ لِمَدى الْمَسيرِ
فَيَخْفِقُ   قَلْبُهُ  بِجَزيلِ   شُكْرٍ        تَجَذَّرَ لِلْمُعَلِّمِ كالْأَسيرِ
يَقينُكَ كانَ  قابوسًا[10] مُضاءً         تَسيرُ بِهَدْيِهِ لِمَدى الدُّهورِ
فَتُكْرَمُ   قانِتًا[11]  مَلأَتْ    دُناهُ          تَرانيمَ التَّهَجُّدِ[12] لِلْقَديرِ
وَتَدْرَأُ عَنْكَ مَنْ قَصَمَتْ نَساهُ          ذُنوبَ مُخالِفِ الْحُكْمِ الْكَبيرِ
جِبِلَّتُكُمْ[13] أبَتْ نزعـاتَ جِلْفٍ        وَقابَلْتُمْ صِفاتَهُ بِالنُّفورِ
وَكُنْتُمْ لِلطَّهورِ  أليفَ  صِدْقٍ         تُبادِرُهُ لِقاءً بِالْحُبورِ
فَما  آخَيْتَ  مُنْحَرِفًا    كَذوبًا         وَلا جافَيْتَ ذا الشِّيَمِ الصَّبورِ
رَوَيْتُــــمْ  يــا سَمــــــــيح  عِلْـــمٍ         نَميرٍ[14] ما بِهِ صِفَةُ الْبُحورِ
وَأَرْوَيْتُـــــــــمْ عَـــــمالِقَـــــــــةَ الْمَعـــــــــاني         فَفاضَ الْعِلْمُ مِنْ نَسَقِ السُّطورِ
وأَشْرَقَتِ    الْمَعاهِدُ   بِالدَّراري       وَشَعَّ الطُّرْسُ[15] مِنْ أَلَقٍ ونورِ
فَيا أهْلَ البَصيرَةِ هَلْ  عِهَدْتُمْ        وَحيدًا صاغ كَالعَدَدِ الْغَفيرِ
سِباكًا مِنْ نُضارٍ   فاقَ   حُسْنًا       قَلائدَ زَيَّنَتْ عُنُقَ الأميرِ
لَعَمْرُكَ ما  مَلَكَتْ   رَفيعَ   قَدْرٍ      لِعِلْمِكَ دونَ رِفْقِكَ بالسَّميرِ
فَخُلْقُكَ قَدْ سما وَغَدا وِسامًا       تُعَدُّ بِفَضْلِهِ الحكم الأثيرِ
بِعِلْمِكَ قَدْ وَسَمْتَ كُنوزَ طُرْسٍ      تَموجُ رِقاعُها بِشَذى الْعَبيرِ
تَتيهُ[16]  بها   الْمَعاهِدُ   والنَّوادي     وَيَحْفَظُها المُثَقَّفُ في النُّحورِ
بِها     دُرَرٌ   تَصيغُ[17]   لها   اللآلئ     فَتَنْبُذُ حُسْنَها غُرَرُ الخُدورِ[18]
صَدَقْتَ فَلا يُقاسُ مَدى جَمادٍ      بِفَيْضٍ يَراعُهُ العَلَمَ المُنيرِ
فلا يُعطي العَقيقُ سِوى جَمالٍ    بِلا فَضْلٍ يُباركُ لِلسَّميرِ
وَحُكْمُ ع  َقيقِنا   حَلَقٌ  وَسَجْنٌ     وَخُلْدُ سَميحنا بِمَدى الدُّهور
وَما  قَدْ  شادَ[19] ما سَاواهُ كِسْرى     ولا رَبُّ الْخَوَرْنَقِ والسَّديرِ[20]


[1] جفاني، لم يُناسبني

[2] شَوْكًا

[3] صديق، أليف

[4] يمتلئ

[5] جماعة مؤلّفة من ثلاثة إلى عشرة، عشيرة، قبيلة

[6] جفّ

[7] الترياق، دواء يقاوم مفعول السم

[8] مرتَفَع، مكان عالٍ

[9] استغلق، ارتجّ، صعب فهمه

[10] شعلة، مشعل

[11] خاضعا لله، راكعا، طائعا لله

[12] قيام الليل

[13] أخلاقكم

[14] عَذْب، طيِّب، حلو المذاق

[15] الورقة، الصفحة من كتاب مُحيت ليُكْتَب عليها من جديد

[16] تَفْخَرُ، تَخْتال

[17] تسجد، تخضع

[18] غُرر الخدور: النساء الحسناوات المصونات

[19] بنى، شّيّدّ

[20] قَصْرَيّ النعمان بن المنذر

مقالات ذات صلة: