الموقع قيد التحديث!

رئيس الدولة العاشر السيد رؤوفين ريفلين والطائفة الدرزية

بقلم الشيخ أبو رضا حسين حلبي
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

في السابع من الشهر الحالي قام رئيس الدولة الحادي عشر الجديد يتسحاق هرتسوغ بأداء يمين الولاء في الكنيست، خلفا للسيد رؤوفين ريفلين رئيس الدولة العاشر الذي اشغل هذا المنصب لسبع سنوات، وقد عُرف الرئيس ريفلين المنتهية ولايته باهتمامه الخاص بقضايا الوسط غير اليهودي في البلاد وقد ربطته علاقات مميزة بالطائفة الدرزية حيث كان أبدى مراراً طيلة فترة اشغاله لمنصب رئيس الدولة دعمه لقضاياها على أكثر من صعيد، وقد ربطته علاقات وطيدة بفضيلة الشيخ موفق طريف الرئيس الروحي للطائفة الدرزية  وبقادتها وبالعديد من ابنائها وشارك في العديد من المناسبات المتعلقة بها وقام بزيارات للعديد من القرى والمقامات والمؤسسات التابعة لها. كما ووقع الرئيس ريفلين في الثالث من شهر تشرين أول عام 2017، خلال احتفال شعبي رسمي كبير في مقر مؤسسة الشهيد الدرزي في دالية الكرمل دعا اليه رئيس مؤسسة بيت الشهيد الدرزي السيد امل نصر الدين، من أجل إعادة تكريم الزعماء والأشخاص الدروز الذين مُنحوا وسام تقدير الدولة لخدماتهم قبل قيام الدولة، على وثيقة التعاون وحلف الدم بين الدروز واليهود المجدّدة، التي تمّ الإعلان عنها عام 1948 وتمّ الالتزام بها بكلام شرف، لكنها لم تُدوّن بوثيقة.

وكما أسلفنا قام الرئيس ريفلين طيلة فترة ولايته بتقديم التهاني والتبريكات لأبناء الطائفة الدرزية في إسرائيل في الاحتفالات والأعياد والمناسبات المختلفة والمشاركة في عدد منها، ونستذكر هنا بعض تصريحاته التي أدلى بها لدى زيارته في شهر ابريل نيسان هذا العام لفضيلة الشيخ أبو حسن موفق طريف الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، لتقديم التهاني بمناسبة الزيارة السنوية لمقام سيدنا شعيب عليه السلام: “لقد كان من المعتاد طيلة فترة طويلة تسمية الروابط بيننا بحلف الدم وهذا التعبير يختزل ويقلص الروابط العميقة الى أخوّة المحاربين فقط، ولكنني كنت خلال السنوات السبع الماضية حريصاً على التوضيح، قولاً وفعلاً، بأن الحلف بيننا هو حلف بين أبناء الشعب الواحد، بين شركاء متساوين في مشروع بناء المجتمع الإسرائيلي، أو بعبارة أخرى حلف حياة مبني على الشراكة والمساواة ويرتكز على حب دولة إسرائيل والمجتمع الإسرائيلي. حياة لا يستطيع أن يحجبها أو يمحوها أي قانون”.  ويشار في هذا السياق الى أن فخامة الرئيس ريفلين كان قد استقبل وفداً عن الطائفة الدرزية خلال الفترة التي شهدت فعاليات ومعارضة واحتجاجًا على قانون القومية بعد تشريعه واستمع الى مواقفهم ومطالبهم، ووعد بالإدلاء بدلوه حول هذه المسألة لدى كافة الجهات ذات العلاقة.

لقد واصل الرئيس السابق لدولة إسرائيل رؤوفين ريفلين نهج الرئيس الذي سبقه شمعون بيرس الذي سعى ودعم تعيين العميد حسون حسون ابن الطائفة الدرزية سكرتيرا عسكرياً سابقا له، وبعد أن أنهى العميد حسون مهام منصبه في مقر رؤساء إسرائيل تمّ تعيين العميد علاء أبو ركن، سكرتيرا عسكريا لرئيس الدولة، وذلك بموافقة رئيس الدولة ورئيس الحكومة ورئيس أركان الجيش ليكون السكرتير الثاني الذي يقوم بهذه المهمة من أبناء الطائفة الدرزية.

ويشار الى أن مؤسس ومحرر مجلة “العمامة” المرحوم الشيخ سميح ناطور كان قد التقى عدة مرات بفخامة رئيس الدولة السابق رؤوبين ريفلين حيث قام في احدى هذه اللقاءات في مقر رؤساء إسرائيل بمنحه “موسوعة التوحيد الدرزية” وهي أول موسوعة درزية في العالم. وبعد سماع فخامته نبأ وفاة الشيخ سميح ناطور في الأول من شر أيلول الماضي قام برثائه من خلال رسالة كنا قد نشرناها في العدد 154 لمجلة العمامة، سلمها للأسرة مستشاره العسكري العميد علاء أبو ركن اطال الله عمره. آمن الرئيس ريفلين بضرورة العيش المشترك بين كل الطوائف التي تشكل المجتمع الإسرائيلي بكل أطيافه، وبدعمه لتحقيق السلام في المنطقة، وعبر عن ذلك في كلمته الأخيرة من على منبر الكنيست لدى أداء الرئيس الجديد يتسحاق هرتسوغ يمين الولاء حيث أشار الى وجوب تعميق المعرفة مع جيراننا وتعلم لغتهم وثقافتهم مؤكداً بانه إذا ما عرفنا كيفية العيش سوية في هذه البلاد يهودا وعربا فسيكون بالإمكان إيجاد الصيغة الصحيحة للعيش سوية في المنطقة بأكملها.

مقالات ذات صلة: