الموقع قيد التحديث!

حفظ الإخوان !!!

بقلم د. نجيب سلمان صعب
أبو سنان
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

ألطائفة الدّرزية لا تحتاج الى مصداقية لا من حزب ولا من فئة ولا من أي إطار آخر

الطائفة الدرزية، هذه الدوحة العريقة، تستند الى ركائز لا تتزعزع لأنها محصّنة بدينها، بالأمانة، بالكرم والكرامة، والذود عن الملهوف، والدفاع عن أكثر الأمور ثباتاً في كينونتها، الدين، الارض، العرض والشرف. وقد اعتزت وتعتز بجميع قادتها من مشايخ دين ومن رجال سياسة وأرباب مناصب أينما كانوا.  والحقيقة التي تتجلى واضحة للعيان ان موضوع حفظ الاخوان يسطع كنور الشمس ودون عناء، حيث شاهدنا الغيرة والنخوة المعروفية الصادقة التي قام بها فضيلة الشيخ موفق طريف، الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في السنوات الاخيرة لدى محنة جبل الدروز عند اختطاف النساء وما آلت اليه هذه الحادثة الاليمة من بذل جهود جبارة على الصعيد المحلي من اتصالات فورية مع المسؤولين في البلاد وجمع تبرعات سخية وايصالها الى اركان الدين في الجبل، والتأكد من وصولها بتوثيق صريح من ممثلي الهيئات الدرزية المحلية في نواحي القرى والمدن وتصديق ذلك من قبلهم، والتي حفظت جميعها في ملف خاص لدى فضيلة الشيخ بشكل موثق وواضح , كما انه جمعت تبرعات سخية اخرى من جهات مختلفة في الطائفة وارسلت الى الجبل أيضا.

هذا ناهيك عن استمرار الرئيس الروحي للطائفة بمواكبة الامور بشكل دائم والقيام بلقاءات مكثفة مع ذوي الشأن في البلاد وزيارات خاطفة الى روسيا وفرنسا ولقاءات مع ممثلين لهيئات اخرى دولية. واكبر دليل على متابعة مبدأ حفظ الاخوان الاتصالات التي اجراها فضيلته مؤخرا مع المسؤولين الروس الذين لهم تأثير على الاحوال الدائرة في منطقة الجبل خاصة والقطر السوري عامة بعد الهجمة الاخيرة التي اودت بارواح عدد لا بأس به من المعروفيين من ابناء الجبل واصدار بيان خاص والتواصل مع المشايخ والاعيان في الجبل والسؤال والاستفسار عن الاحوال هناك ونقل تعازي المعروفيين في البلاد الى ذوي وعائلات الشهداء والامنيات بالشفاء العاجل للمصابين والجرحى حيث طالب فضيلته في البيان باعادة المخطوفين قبل تدهور الاوضاع واعادة الامن والامان الى المنطقة ولجم المعتدين, هذا التدخل انما هو استمرار لحفظ الاخوان والوقوف الى جانب بني معروف في هذه المحنه في منطقة الجبل وادلب في سوريا. وحفظ الاخوان يتجلى بمعانيه بقول وليد بك جنبلاط مؤخرا ( لن اسمح بان تجوع عائلة درزيه طالما المختارة موجودة ولو اضطررت لبيع كل املاكي وحتى المختارة لن اقبل بان تجوع عائلة درزية او تطلب المساعدة ولا استطيع تلبية حاجاتها ). وقال للاخوة الدروز ولضيق الحال “عليكم العودة الى الأرض, ازرعوها ومستعد لان اقدم الاراضي التي املكها, ازرعوا القمح والبطاطا والحمص”. وبادر جنبلاط باستيراد بذار البطاطا والقمح والحمص من الخارج وقام بتوزيعها مجانا على كل من يريد، علما بان المساعدات تشمل كل من يقصد المختارة حتى من اهالي الجبل المسيحيين وحصة اقليم الخروب “حصة الاسد ” كما قام ايضا باستيراد جرارات زراعية وتوزيعها على القرى لفلاحة الارض, وفتح جنبلاط خزينة المختارة وقدم المساعدات بقيمة اربعة ملايين دولار, واكد بوضوح انه سيستمر بالدفع لسنوات لان الازمات الاقتصادية لسنوات طويلة قائلا “اموال المختارة للدروز” بالاضافة لتأمين الادوية للمحتاجين وخصوصا اصحاب الامراض المستعصية ودفع فروقات وزارة الصحة والضمان الاجتماعي, وجهز مستشفيات ( عين وزين , الايمان, عاليه , خالود, الشويفات, بشامون راشيا وحاصبيا) بكل المعدات مع مئة الف دولار لكل مستشفى هذا اضافة لباقي الخدمات مؤكدا بالرد شخصيا على طلبات وتوجهات الناس على مدار 24 ساعة.

وكذلك لم ينس جنبلاط كبار السن من مرافقيه ومرافقي بيت جنبلاط حيث يتفقدهم في الليالي وكذلك متابعة اهالي شهداء الحرب والكوادر السياسية والعسكرية ومدهم بالمساعدات اللازمة والسؤال عنهم وعن احوالهم في فترة الكورونا, وللتسهيل على الناس اقتنى المختبرات بقيمة 350 الف دولار لمستشفى عين وزين ولم ينس طلاب الجامعات واقساط التعليم. وتضيف وسائل الاتصال انصافا للحقيقة ايضا بان الوزير السابق وئام وهاب رغم امكانياته المالية الضعيفة مقارنة بجنبلاط والاخرين فتح بيته ومد يد العون لكل محتاج مع مساعدات طبية وغذائية شملت كل الدروز بدون استثناء مع تأكيده بانه لن يتوانى عن فعل اي شيئ لتلبية طلبات الناس في هذه الازمة الصعبة وهناك من يؤكد بانه يتقاسم لقمة الخبز مع كل من يقصده.

حفظ  الإخوان يكون في الاساس قولاً وفعلاً ولا يمكن ان يكون فقط قولاً، لأن الزمن قد يكشف كل شيء، وان الانسان مهما كبر ونما وعلا شأنه في معظم مجالات الحياة، الدينية، السياسية والاجتماعية والثقافية وحتى التجارية منها، ان لم يكن صادقاً مع نفسه قبل كل شيء، لا يمكنه ان يكون صادقاً لا مع أقرانه ولا مع محيطه ولا مع مجموعته وحتى لا مع طائفته، وعندها يكون مبدأ حفظ ألأخوان منه براء.. نعم براء وألف براء ودون ريب!!

حفظ الإخوان  حقاً يمقت كل تلاعب في العبارات الرنانة، وفي الكلام المعسول الذي يكون بعيداً عما يخفيه صاحبه، فإن لم يكن هذا الكلام نابعاً من الصميم بكل أمانة وصدق لا يمكنه ان يدخل اي صميم كان حتى لو كان من أعز الناس عليه، لذا أفضل بكثير تقييم الأمور من جديد وعدم التظاهر بمن لا يعرف كل شيء، وقد يفتخر بأنه يُسخّر البعض لخدمة مآربه الشخصية وكل ما يشاع او يطلق هنا وهناك لا يستند الى حقيقة او الى تصرف موضوعي من شأنه تدعيم هذه الدوحة المعروفية، وانما قد يكون من منطلق غير شريف، والله أعلم بخفايا النوايا ونوعيتها..

حفظ الإخوان ينادي بحق وحقيق بالابتعاد عن الصلف والتّلون، ينادي بالموضوعية الصحيحة، ينادي بصيانة روح الطائفة، ولا ينادي بالتشرذم لأن هذا وغيره لا يعود على الطائفة بالصالح، ولا يصب في مصلحة اي معروفي على الاطلاق.كما يتطلب الذود والدفاع ومساندة الأطر الفعّالة في الطائفة ويعمل جنباً الى جنب معاً لما فية خير ومصلحة هذه الطائفة، وينبذ الانفرادية وذر الرمل في العيون وكأن الامر لا يدري به أحد لغايات قد تكون مكشوفة سلفاً.

حفظ الإخوان يحتّم على كل معروفي اينما كان ومهما كانت هويته السياسية الآ يخلط السياسة بالعمل الموضوعي الشريف، وان يترفع عن كل الميول والمناظرات الشخصية الهادفة الى التّمزق او الى تفريق القوم الى أقوام ، فهذا  بمصلحة من بربكم؟؟ وماذا نجني من ذلك جميعاً؟؟ فتوحيد الصفوف من جميع الفئات ومن كل الاطر يعود بالفائدة على الجميع، هذا ما اثبتته ألأيام في السابق وما تثبته حالياً وبدون ريب هذا ما يثبت ايضاً في المستقبل.

حفظ  الإخوان يفرض على كل ابن أُنثى ودرزي نقي بصدق الوالدين ان يكفكف على الدوحة المعروفية بكل ما أوتي به من قوة وامكانيات،  ويقف سداً منيعاً امام كل التحديات التي يمكنها ان تعمل على التفكك والانقسام، حيث انه يمكن تحقيق المزيد بالتعاون البنّاء والعمل المشترك دون الحاجة للانفراد هنا وهناك، والامر يتطلب في هذا السياق التعالي عن الخصوصيات ، وعدم العيش في الاوهام، ولا بأحلام السراب لان الماضي أعطى ما فيه الكفاية من كل من تبوأ منصباً وعمل فيه كما طاب ولذّ، واليوم يحن حسب أوامر الانا الاعلى لديه على ما كان لديه من صلاحيات، متناسياً الكبر في السن ومتناسياً ايضاً ان العجلة تدور والدهر دولاب ، وان لكل أمر توجد بداية ونهاية، فالقناعة ايها الاخوان كنز لا يفنى، ورحم الله امرءاً عرف مقدار نفسه ورحم الله كذلك امرءاً وقف عند حدّه.

حفظ الإخوان يوصي بتوطيد العلاقات والعيش والاحترام المتبادل بمحبة وتآخي مع جميع الفئات والطوائف كما هي، ونبذ كل شاذ ولا يليق بالسّمات التي نشأت ونمت عليها عشيرة بني معروف في كل مكان من حُسن الجوار الذي هو إحدى هذه السّمات الاخلاقية ، وعلى سبيل المثال قال  

فما من ريب الامر يحتم على الجميع ألأنصياع طوعاً وبإستقامة متناهية، وبعمل دؤوب دون كلل أو ملل وتحمّل كل ما يمكن تحمّله من أجل صيانة هذا الصرح وضرب كل المسببات عرض الحائط من أجل مصالح هذه الطائفة وترسيخها في ظل إحترام وكرامة لا غبار عليهما. وأود ان انوه في هذه السطور الى ان الطائفة يجب ان تبقى قوية متينة راسخة والا تتأثر بألأهواء الشخصيّة والعبث بمصالحها لغرض او لأغراض في نفس يعقوب، ففي الطائفة الدرزية قيادة دينية ممثلة بالمجلس الديني الدرزي برئاسة فضيلة الشيخ موفق طريف، والذي يضم مشايخ أجلاء من جميع قرانا وتقوم بواجبها خير قيام. وكذلك لا يمكن ان يغيب عن الخاطر وجود منتدى رؤساء المجالس المحليّة الدرزية، هذا ناهيك عن نواب البرلمان الدروز من مختلف الاحزاب والملقاة على عاتقهم مهمات صعاب، إذ بتظافر جميع الاطر الفاعلة يمكن النهوض بالطائفة نحو الافضل وبتظافر جميع المسؤولين في جميع المؤسسات والمواقع بدون تمييز والعمل بصدق وامانه واحترام وقبول الغير كما هو.

مقالات ذات صلة: