الموقع قيد التحديث!

حشود مشايخنا الأجلّاء تملأ من جديد باحات المقامات

بقلم الشيخ أبو صلاح رجا نصر الدين
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله العليّ الجبّار، الحكيم العالم الغفّار، العزيز القادر القهّار..

إنّه لمن دواعي سروري، المشاركة على الدّوام برفقة المشايخ الأجلّاء وقياديي وأبناء الطائفة في البلاد في المناسبات المختلفة التي تقيمها الطائفة المعروفيّة في البلاد في أكثر من مكان وزمان ومقام، ولعلّ ما يفرح القلوب، المشاريع التوحيديّة والأعمال والنشاطات التي تقودها الرئاسة الروحيّة والمجلس الدينيّ على أكثر من صعيد والمشاركة الواسعة التي تحظى بها من قِبل مشايخنا الكرام وسائر أبناء الطائفة الأعزاء.

ففي هذه الأيام وهذه الفترة الهامّة التي تحيي فيها الطائفة الدرزيّة الذكرى التاسعة والعشرين على رحيل سيّد الجزيرة وشيخ العشيرة الأطهر فضيلة المرحوم الشيخ أمين طريف رضي الله عنه ونفّعنا ببركاته وبصالح ذكراه، لا يسعني إلّا أن أستذكر وأعيد إلى النفوس والأذهان بقلب منكسر حزين، طيب ذكرى ومناقب سيّدنا الشيخ أمين، الوليّ الطاهر النقيّ العالم العامل المفضال صاحب الفضل والفضيلة والعماد العميد، الذي كرّس كلّ حياته للحفاظ على مصالح الطائفة وقيادتها إلى برّ الأمان. وما يثلج الصدور هو رؤية حشود مشايخنا الأجلّاء تعود هذا العام لتجتمع في مزاره وتحت صورته وهي لا تزال تنهل من إرثه وحكمته ونصائحه وصالح أعماله، وتصرّ على حفظ الأمانة وتثبيت قيم التوحيد في النفوس وعلى الاستمرار في درب الخير والصلاح الذي اتّبعه وتعلّمناه منه.

وانطلاقًا ممّا تقدّم، لا يسعني إلّا أن أنتهز هذه الفرصة أيضًا لأبارك إشراقة الإشراق وتدشين مبنى مدرسة الإشراق التوحيديّة الابتدائيّة في الكرمل، بحضور سماحة الشيخ موفق طريف ولفيف من المشايخ والوزراء ورؤساء السلطات المحليّة والسكان، إننّي، كما كثيرين آخرين، أولي هذه الخطوة أهميّة قصوى خصوصًا وأنّ الشعوب لا ترقى إلّا بالعلم، وأن هذا الصرح التربويّ الخاصّ المتمثِّل بمدارس الإشراق، الّتي حقّقت هذا العام نتائج ممتازة في امتحانات البجروت أيضًا، تعكف على التركيز على تعليم أسس ومبادئ التوحيد في حياة طلّابنا الأعزّاء، وما أحوجنا لذلك، إلى جانب الموضوعات الأخرى. كما أنّني أبارك العزم والتخطيط الذي انطلق لتشييد المزيد من هذه المدارس في المستقبل في الجليل والجولان، وأشدّ على أيدي الرئاسة الروحيّة وكلّ من يساهم في انجاز هذه المشاريع الهامّة.

ومن دواعي سروري أيضا، أننا عدنا هذا العام بعد إنقاع دام عامين، للاحتفال بالزيارة السنويّة التقليديّة لمقام سيّدنا سبلان عليه السلام في قرية حرفيش التي تجنّد أهاليها كعادتهم لاستقبال الزّوّار، حيث أمّت المقام الشريف منذ ساعات الصباح وفود المشايخ الكرام والزّوّار من الجليل والجولان والكرمل وفي مقدّمتهم فضيلة الشيخ موفق طريق وسيّاس الخلوات والأئمة، وأقيمت الصلوات والشعائر الدينيّة وجرى التباحث في شؤون الطائفة والأمور الحياتيّة الاعتياديّة، وممّا لا شكّ فيه فإن تفاقم ظاهرة العنف في الفترة الأخيرة  في مجتمعنا وكثرة حوادث إطلاق النار على المنازل وأماكن العمل في قرانا، تقضّ مضاجع الكثيرين وتتطّلب منا وحدة الصّف وبذل الغالي والرخيص في سبيل مكافحة هذه الآفة واجتثاثها من جذورها ومطالبة كافّة الجهات والمؤسّسات المسؤولة بالعمل على القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة.  لقد سبقت هذه الزيارة لمقام سيدنا سبلان عليه السلام خلال الأشهر الماضية الزيارات التقليديّة لمقامات أسيادنا الأنبياء يهوذا واليعفوري في هضبة الجولان وبهاء الدين في بيت جن وأبو إبراهيم في دالية الكرمل عليهم السلام، حيث أمّ هذه المقامات وفود المشايخ من الجليل والكرمل والجولان، لإقامة الصلوات والتباحث في شؤون الطائفة، وعلى خلفية هذه الزيارات التي يشارك فيها المئات من المشايخ الأفاضل، والتي تشكّل فرصة دينيّة واجتماعيّة هامّة لمشايخ وأبناء العشيرة المعروفيّة لرصّ الصفوف وترسيخ الإيمان والقيم التوحيديّة، أتقدّم بالتهاني والتبريكات والتحيّات لكافّة أبناء الطائفة في كلّ مكان وأتمنى أن نتخطّى كافّة المشاكل والصعاب والأزمات السياسيّة والاقتصاديّة في بلادنا وفي منطقتنا عامّة وخصوصًا لدى إخواننا وأبناء عشيرتنا المعروفيّة في سوريا ولبنان، وأن تعود علينا هذه الزيارات في العام القادم باليمن والخير والبركات.

مقالات ذات صلة:

أَلخَضْرُ عليْهِ السَّلامُ

أَلخضرُ هو اسمٌ أُطْلِقَ على عددٍ مِنَ الأَنبياءِ على مرِّ العُصُور، فقد أُطْلِقَ هذا الإسم على النَّبيِّ إِيليَّا، وعلى سيِّدِنا