الموقع قيد التحديث!

تراث طائفتنا عظيم وكبير

بقلم الشاعرة آمال قزل
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

يسعدني أني واحدة من عشرات آلاف الموحدين الدروز الذين يعيشون في دولة إسرائيل، ويتمتعون بمكانة مميزة، ويتقلدون مناصب مرموقة، ويعملون بكافة المؤسسات الرسمية، ومنذ قيام الدولة أُعُترف بالدروز كطائفه مستقلة وكيان ديني مستقل وعليه يجب أن تكون له مؤسسات ترعى شؤونه الدينية كبناء دور عبادة لإقامة شعائرهم الدينية والاهتمام بالمقدسات وتطويرها وتوسيع دائرة بنائها.
تتجمع المدن والقرى الدرزية في منطقتي الجليل والكرمل والجولان هذه المناطق تشكل نقاط أستراتيجية للسكان في حالة الإعتداء عليهم، فمنذ القدم ذاق السكان مرارة وكدر العيش والمضايقات قرروا أن يستوطنوا في مناطق محصنة للدفاع عن أنفسهم وممتلكاتهم ولا ننسى الحكم الفرنسي الذي فرض نفسه على بلاد الشام والمعارك التي خاضها الدروز دفاعاً عن الأرض والعرض وثورة الباشا سلطان ضد هذا الحكم الطاغي وهذا الإستعمار ،قبله عانينا من الحكم العثماني الذي حكم المنطقة قرابة 400 سنة وقد أوقع هذا الحكم الذعر والخوف وحب التملك بكل ما يقع تحت يدهم وناظرهم ويشهد على ذلك تاريخ وعهد حكم فخر الدين المعني الثاني.
إن الدروز لهم ماضٍ عريق يشهد له التاريخ من بطولات في ساحات الوغى وتقديم يد العون والمساعدة للآخرين وهم أصحاب نخوة وعزيمة ورباطة جأش ووفاء وكرم أينما وجدوا وأينما حلوا ولا غرابة بتسميتهم بنو معروف لأن معروفهم فاق الوصف وكرمهم حاتمي بإكرام الضيف وهم صناديد شجعان الموت عندهم جسر لحياة أخرى وهم حماة الديار وشعارهم الأول حفظ الإخوان ومثال على ذلك في عصرنا هذا الحرب السورية التي لم يسلم منها أيضاً أهل الجبل الأشم من اعتداء وقتل وخطف ومضايقات ووضع اقتصادي سيء بسبب هذه الحرب التي أستمرت سنوات ولا زالت تضمد جراحها فما كان من دروز بلادنا إلا أن هبوا لنجدة اخوانهم السوريين ومدهم بالمساعدات المادية عن طريق جمع التبرعات في كل القرى والبلدات ولم يهدأ بالهم إلا بإعادة الأشخاص المخطوفين من قبل داعش ومراقبة الأوضاع عن كثب وإجراء المفاوضات والمشاورات مع حكومات أجنبية لفك الحصار عنهم وإعادتهم الى ذويهم..
التراث الدرزي حافلُ بالروايات والقصص التي تتحدث عن وقفة الدروز ليس لبعضهم فقط، إنما مع الكثير من الطوائف والعلاقات والجيرة الحسنة واحترام الديانات الأخرى، وهذه من أهم القيم الاجتماعية، في نطاق العلاقات بين البشر، وهذا ما دَونه السلف الصالح. ولا زال الدروز أهل نخوة وعزم، وليس غريباً أن يكتب الشعراء كأحمد شوقي وحافظ أبراهيم وغيرهم عن صفات الدروز المشّرفة.
إن تراث طائفتنا عظيم وكبير، ويشهد له التاريخ السياسي والاجتماعي والإنساني، ومن هنا كان لا بد أن يكون التراث موضوعاً هاماً يجب أن يدّخّل في منهاج المدارس الابتدائية لتحفظ الأجيال هذا الإرث، وتحميه من الاندثار، ليبقى قدوة ومنارة تهدي وتعلم الأجيال القادمة، وهكذا تم إدخال موضوع التراث الدرزي سنة 1978 في منهاج المدارس أسوة بالطوائف الأخرى، التي تُعلم موضوع الدين ..والتراث بديل لتعليم الدين لأسباب معروفة.
يشمل التراث عادات وتقاليد متوارثة، ثقافة الانتماء والهوية الدرزية، سلوكيات ونمط حياة، تيارات فكرية فلسفية دوّنها علماء دروز وزرع روح الإخوة والتعاون.
ومن هذا المنطلق إقامة لجنة معارف وثقافة تُعنى بالشؤون الثقافية الدرزية وإصدار مجلات وإقامة مدرسة تعليمية تتسم بالطابع الديني في الكرمل.
وهذه الإنجازات ساعدت الطائفة على التقدم بكل الأطر والنواحي والمجالات وركزت الاهتمام بسلك التعليم العالي، وشجعت التوجه والإقبال عليه، مع مراعاة المحافظة والسير على العادات والتقاليد المعروفية الأصيلة…

مقالات ذات صلة:

رحلة في أجواء تاريخ ابطالنا

كتاب: من الثورة السورية الكبرى إلى الاستقلال – مذكّرات ووثاق المجاهد صيّاح النبواني  كثرة هي الكتب التوثيقيّة الّتي صدرت، ولكن