الموقع قيد التحديث!

بعد رحيل شيخنا المرحوم أبو علي مهنا فرج رحمه الله

بقلم الشيخ أبو توفيق سليمان سيف
صهر المرحوم
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

وداعًا…وداعًا… أيها الراحل الباقي!  ما أصعب وما أمَرَّ كلمة وداعًا!

ولكن نحن أُمَّةٌ تؤمن بالقضاء والقدر، وبأنَّ لكل أمّةٍ أجل كقوله تعالى في محكم تنزيله: بسم الله الرحمن الرحيم “قُل لا أملكُ لنفسي نفعًا ولا ضرًا إلا ما شاء الله، لكل أمةٍ أجل، واذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعةً ولا يستقدمون” (صدق الله العظيم).

 في فجر الرابع من تموز عام 2018، وتحديدًا في الساعة الخامسة وعشرة دقائق صباحًا، امتدت يد المنون لتنقل روح فقيدنا الغالي، المرحوم الشيخ أبي علي مهنا فرج، إلى جوار ربه، الى جنات الخلد، ملتحقًا بالأولياء الصالحين، حيث الحياة الأبدية السرمدية! وقد وصفه فضيلة الرئيس الروحي للطائفة الشيخ موفق طريف قائلًا أنه: “تاج العارفين، علم الثقات الموحدين، عميد التقى ونبراس الجليل الطاهر”.

نعم في ذاك اليوم، اهتزت الأرض، وارتعشت الأبدان، وسالت الدموع، وهَلَّت الجموع من كل حدبٍ وصوب، وَعَمَّ الخبر المشؤوم، كل البلدان حتى في سوريا ولبنان!

عُذرًا منك يا عماه، لأنك علمتنا البكاء من دون دموع. نعم لا تجود الحياه على شعوبها كل يوم بقادةٍ ملهمين من أمثالك، كم من الصعب عليَّ الحديث عنك بلغةٍ رثائية. أسألكَ لماذا تركت الغصن –غصن الزيتون- غصن السلام واستعجلت في رحيلك عنا؟! يا رسول السلام! يا صانع الخير! يا سيد التسامح! يا أمير التواضع، يا نسمة صيفية، يا بسمة طفولية، يا هدوء، يا عطاء، يا تضحية، يا تواضع الملائكة، يا عقل وعاطفة، يا ضمير في كل منعطف، يا حجر الزاوية في هذا المجتمع… يا رجل المروءَة والمرونة! هل تعرف بأنك تفوقت علينا جميعًا؟ هل قدرك بأنك تميزت عنا جميعًا؟

حقًا أذهلتنا في حياتك وأذهلتنا في مماتك. كان في حضورك دفء واخضرار. عشت كريمًا، ورحلت كريمًا، ومتَّ كريمًا. نعم رحلت على حين بغته، فتركت في القلوب حسرة، وفي الحلوق غصّه. اختنقنا من بعدك، فقدنا رئةً من رئتينا. وشريانًا من شراييننا. أنت الرجل الذي: كنت تعني ما تقول وتقول ما تعني. كنت ساطعًا، أبيض، طاهرًا، صادقًا في أقوالك وأفعالك.

كان الانسجام والتطابق بين القلب واللسان كاملًا متكاملًا في شخصيتك النادرة. كنت على الجسر لأن الجسر يعني التواصل والترابط والألفة والمحبة، فشعرة معاوية لم تنقطع من حياتك ومسلكك.

وكم كان المتنبي شاعر الدهور الأبدي يقصدك عندما قال:

اذا ترحلت عن قومٍ وقد قدروا ألا تفارقهم فالراحلون هُم.

وأخيرًا نيابةً عن أهل بلدي شيبًا وشبانًا نساءً وأطفالًا أقول لك:

شكرًا قبلًا وشكرًا بعدًا، على ما قدمته لنا خلال مسيرة حياتك المثيرة والمدهشة. الى جنات الخلد ورحمة الله عليك يا عماه!

وأخيرًا باسم أنجالك البررة، الشيخ أبو مهنا علي، والشيخ أبو حسن يوسف فرج أطال الله بأعمارهم، وبناتك المصونات، والأنسباء، والأحفاد، وكافة أبناء عائلة فرج، نتقدم بجزيل الشكر والامتنان والتقدير والعرفان، الى أهل قريتنا، يانوح العامرة، فردًا فردًا، نساءً ورجالًا وأطفالًا، على وقفتهم الأبية، وشعورهم الصادق، على مد يد العون والمساعدة، في تنظيم وترتيب الموقف المُهيب والرهيب، الذي كان يوم تشييع الجنازة.

كما نتوجه الى أهلنا في سوريا ولبنان، شاكرين إياهم، على مشاعرهم ومشاركتهم ايانا، حزننا على فقيدنا الغالي، ونشكرهم جزيل الشكر، باسم مشايخ آل تراب عامةً، على الموقف التأبيني، الذي أُقيم في قرية (الغاريّة) في سوريا، والموقف الذي أُقيم في (عبيه في لبنان)، على روح فقيد الطائفة المعروفية في كل مكان، الشيخ أبو علي مهنا فرج. ولا يسعنا إلا أن نوجّه شكرنا الخاص، على ما وصل الينا، من كلمات تأبينيه، وبرقيات على شبكات التواصل الاجتماعي، والوسائل الاعلامية الأخرى، من الجميع، وعلى رأسهم: مشايخ خلوات البياضة الزاهرة، وفي مقدمتهم الشيخ سليمان جمال الدين شجاع، والشيخ غالب عز الدين قيس، وفضيلة الشيخ أبو عدنان ركان الأطرش من (جبل الدروز سوريا)، وفضيلة الشيخ أبو يوسف أمين الصايغ (شارون) (لبنان). وإلى مشيخة عقل الموحدين الدروز في لبنان، وعلى رأسهم سماحة شيخ عقل الطائفة الشيخ نصر الدين الغريب (كفر متى). وإلى سماحة الشيخ هادي العريضي- رئيس اللجنة الدينية في المجلس المذهبي (لبنان)، كذلك الى الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين في الجمهورية العربية السورية، وعلى رأسهم الشيخ حكمت سلمان الهجري. وشكرنا الخاص الى الجالية الدرزية في كندا وتعزيتهم ايانا. كما ونتقدم بجزيل الشكر والامتنان الى جميع المشايخ والاخوان، الذين أبّنوا المرحوم بكلماتهم القيِّمة يوم تشييع الجنازة وبعدها، وعلى رأسهم: فضيلة الشيخ أبو حسن موفق طريف (الرئيس الروحي للطائفة)، وفضيلة الشيخ أبو علي حسين الحلبي (دالية الكرمل)، وفضيلة الشيخ أبو احمد طاهر أبو صالح (مجدل شمس)، والشيخ أبو أمير رمزي رباح (بقعاثا)، والشيخ شفيق سلامة (يركا)، والأخ فتح حمادي (شفاعمرو)، والشيخ وجدي خليل حسون (دالية الكرمل)، والشيخ أبو عماد خليل (عسفيا)، والشيخ حسن علم الدين أبو صالح (مجدل شمس)، والأستاذ صالح محمد فارس (حرفيش)، والشيخ أبو إياد جميل جوهري (مجدل شمس)، والأستاذ أبو أمين سلمان غانم (حرفيش)، والشيخ أبو طاهر جميل زويهد (بيت جن)، والشيخ أبو حسام رفيق عمار (جولس)، والشيخ أبو مازن فوزي فلاح (كفر سميع)، والشيخ أبو مالك فضل خير (البقيعة)، والأخ أبو مبدا ابراهيم نعوم (شفاعمرو)، والشيخ أبو مهنا سليم فلاح (كفر سميع)، والشيخ أبو مفيد سلمان سابق (حرفيش)، والشيخ أبو معضاد سعيد أيوب (مجدل شمس)، والشيخ أبو سلمان فلاح سبيتي (جث)، والشيخ أبو سلمان عمار عبدالله (كسرى)، والأخ أبو رامي عبد الخالق أسدي (دير الأسد)، والأستاذ أبو نزار جبران جبران (كفر سميع)، والشيخ هاني جمال معدي (يركا)، والأخ نزيه حمزه (بيت جن)،والى د. شكري عراف (معليا)،والى وزيرة القضاء أَيلت شكيد / برقية تعزية، والى وزير المعارف نفتالي بينت / برقية تعزية، والى جميع المشايخ والإخوان من قريتنا يانوح مع حفظ الأسماء لأن القائمة طويلة. وأخيرًا نتقدم بأصدق مشاعر الاعتذار، ان حصل سهوًا عدم ذكر أي شخصٍ كان، فنرجو منه المعذرة والغفران! وشكر خاص الى شيخنا الكريم والمعطاء، الشيخ أبو وسام سميح ناطور (محرر مجلة العمامة) على تغطيته الإعلامية لهذا الحدث الجلل، وعلى كرمه وانجازاتهِ الإعلامية عن الطائفة الدرزية على المستوى القطري والعالمي.  

مقالات ذات صلة: