الموقع قيد التحديث!

الوفد الذي أتى إلى فلسطين سنة 1940 من جبل الدروز برئاسة الشيخ عبد الغفار باشا الأطرش

بقلم الشيخ أبو نعيم نسيب بدر
حرفيش
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

في العام 1940 أتى وفد رفيع المستوى من جبل الدروز بزعامة الشيخ عبد الغفار باشا الأطرش إلى فلسطين، لعقد راية الصلح بين عائلة خنيفس وعائلة حمادي في شفا عمرو، أي بين الدروز والطائفة الإسلامية.

وبعد أن عقد راية الصلح تجوّل الوفد المذكور في بعض القرى الدرزية منها: جولس يركا وأبو سنان، فحلّوا ضيوفا على السيد الشاعر سلمان ماضي، وآل طريف في قرية جولس، وآل معدي في قرية يركا، وآل خير في قرية أبو سنان.  وعندما كانوا في ضيافة آل معدي في قرية يركا، أتى وفد من قرية الكابري ليدعوا الوفد لزيارتهم، وكان رئيس الوفد مختار القرية من آل سرحان، يتمتّع بقوّة بدنيّة هائلة، سلم على عبد الغفار باشا وضغط على يده بقوة، فرآه حمزة درويش، وعندما وصل إليه ضغط حمزة درويش على يده بشدّه حتى أخرج منها الدم من تحت أظافره. ولمّا زار الوفد الكابري، كان أهلها قد جهّزوا ساحة كبيرة في مدينة نهاريا، والتي كانت ملكا لهم، وهي تقع مكان بلدية نهاريا اليوم، وأقاموا مهرجانا واستقبلوهم بحفاوة وترحاب، وقد أحضروا جوادا جامحا، لا يستطيع أحد أن يمتطيه، وأتوا به إلى حمزة درويش ليختبروا فروسيته أو ربما ليتورّط مع هذا الجواد.

مسك حمزة درويش الجواد في رسنه، فهاج الحصان كالبحر الهائج، فضربه حمزة درويش في قبضة يده على جبينه، وصرخ عليه صوتا كالرعد، فوقع الجواد على كفليه فامتطاه حمزة درويش وجال به عدّة جولات.، وذُهل الجميع من شجاعته وفروسيته وقوّته الهائلة.

ثم زار الوفد قرية حرفيش وحلّوا ضيوفا عند الشيخ رشراش حسين عامر، فاستقبلهم وجهاء القرية من كل العائلات على أحسن وجه، بعدها حلّوا ضيوفًا عند آل بدر وآل فارس، وبات الوفد ليلتين في حرفيش.

ذهب حمزة درويش مع شباب القرية إلى قرية الجاعونة وحل ضيفا على الأمير فاعور أمير البوادي في هضبة الجولان فاحتفوا ورحّبوا به ترحيبا حارا، وكان سبب هذه الزيارة قصة وهي أن الأمير فاعور كان يملك فرسا أصيلة، سرقها اللصوص وباعوها في إحدى أسواق دمشق، بعث الأمير فاعور بعض الأشخاص ليبحثوا عن الفرس فقيل لهم: إن حمزة درويش قد اشتراها، وهو من سكان قرية حريسة في جبل العرب. وصل هؤلاء الأشخاص إلى حريسة، وأتوا إلى شيخ القرية فأخذهم إلى بيت حمزة درويش، قصّوا عليه القصة، وكان حمزة عندما اشترى الفرس قد عمل لها سرجا مبطّنًا بالحرير، ووضع حجولا على قدمي الفرس وجبينها مزخرفة بالفضة، وعلّق على الرسن واللجام ليرتين من الذهب، ليرة على كل جهة، وبعد أن قام بواجبات الضيافة، سلّمهم الفرس مع حلّتها الكاملة دون أي مقابل.

وتقديرا لذلك ذهب الأمير فاعور شخصيًّا إلى حريسة مع وفد كبير ليشكر حمزة درويش على موقفه الكبير وكرمه، وأخذ معه الكثير من الهدايا والمواشي، ووعده حمزة درويش أن يزوره في الجاعونة وهذا كان سبب الزيارة.

الوفدُ التاريخي من جَبَلِ الدُّرُوزِ إلى الكرمل والجليل
أَلجالِسُوْنَ مِنِ اليَمِيْنِ إِلى اليَسَارِ: أَلشَّيخُ أَمين حمزة، أَلشَّيخُ جبر الصَّفدي، أَلشَّيخُ أَسعد كنج أَبو صالح،ايفانس مُساعد حاكِمِ لِوَاءِ حيفا، أَلشَّيخُ عبد الغَفَّار الأَطرش، أَلشَّيخُ زيد الأَطرش، أَلشَّيخُ حمزة الدَّرويش. أَلوَاقِفُونَ في الصَّفِ الثَّانِي مِنِ اليَمِيْنِ إِلى اليَسَارِ: عيسى العيسى، رفيق بيضون، حسين عبد الصَّمد، أَحمد البرادعي، أَلدُّكتُور نايف حمزة، فريد سعد، أَلشَّيخ سلمان ماضي.
(الصورة من مقال نشر سابقا للبروفيسور علي الصغير)

* ملاحظه عن المقاله التي وردت في العدد السابق من مجلة العمامة، بعنوان (مشايخ آل تراب). وصلتنا مكالمه هاتفيه من مصدر رفيع المستوى من الطائفة، صاحب خبرة ومصداقية، بأن أحد الأشخاص الثلاثة الذين ذهبوا لجمع التبرعات لبناء مقام النبي شعيب عليه السلام، هو الشيخ سلمان حمود من قرية يركا.

مقالات ذات صلة:

تراث طائفتنا عظيم وكبير

يسعدني أني واحدة من عشرات آلاف الموحدين الدروز الذين يعيشون في دولة إسرائيل، ويتمتعون بمكانة مميزة، ويتقلدون مناصب مرموقة، ويعملون

العدد 68 – اب 2005

العدد 68 – اب 2005 Share on whatsapp Share on skype Share on facebook Share on telegram لتحميل العدد Pdf