الموقع قيد التحديث!

المُؤتمر العالَميِّ في عِلم الجيناتِ البَشَرِيِّ في إسرائيل وَمُشارَكة دُرزيّة فَعّالَة

بقلم الشيخ الدكتور سليمان خطيب
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

عُقِدَ في شَهر أُكتوبِر المنصرم المُؤتَمر العالَميِّ الثّالِث في عِلم الجينات البَشري وَعلم التّطور الثّقافيِّ عِند الشّعوب – أُجرِيَ هذا المُؤتمر بِرِعايَةِ بِرُفسور جاد رينات مُحاضِر في التّخنِيون وَمُدير عام كوبات حوليم وَعُضو مَنظمَة الأدْوِيَة العالَمِيَّة وَجِهات عالميه اخرى مُختَصَّة في عِلم الجينات (Genomics).

اِشْتَرَكَ في هذا المُؤتَمرِ ما يَنيفُ عَنْ 150 عالِمٌ، باحِث وَطَبيبٌ في علم الجينات، عِلم الاِجتِماع وَباحِثين في الثّقافاتِ العالَمِيَّة مِن دُوَلٍ عَديدَةٍ مِثل الوِلايات المُتّحِدَة، بريطانيا، فَرنسا، بَلجيكا، كندا، استراليا، الهند وَإسرائيل، الّتي مَثّلها في هذا المُؤتَمر باحثون من التّخنيون، الجامِعَة العِبْرِيَّة وجامِعَة بار إيلان. وَمِن الجَديرِ بِالذِّكْرِ أن التّمثيل الدّرزي في المُؤتَمَر العالَمِيِّ، تَمَثَّلَ بِدَعوَةِ كاتب هذه السطور، للاشتراك بِهِ، حتّى يُلقي الضّوء عَلى العَلاقَة ما بيْنَ عِلم التّطور الثّقافيِّ وَعلم الجينات عامّةً، وَالرّأي الدّرزيّ في عِلم الجينات، وَكيفِيَّة اِستِغلال الأبحاث العِلميَّة في هذا المِضمار، للتّغلّبِ عَلى مُعضلات طِبِيَّة، تواجِه الانسان في العَصرِ الحَديث، وَكيفيّة التّوافُق مَع النّواحِيَ الثّقافِيّة وَالدّينيّة عامة، وعِند الدّروز خاصّةً.

طَرَحَ المُشارِكونَ في المُؤتَمَر آخر المَستَجِدات الّتي تَوصَلت إليها الأبحاث العِلمِيَّة، في عِلم الجينات البَشَرِيِّ، وَالعُلوم ذات العَلاقَة، مُوَضّحينَ كَيفِيَّة التّعرُّف عَلى خَفايا الجينات عِند الاِنْسان، وَمَدى تَأثيرَها عَلى إيجاد الحُلول الطّبِيَة لِأمراضٍ مُستَعصِيَةٍ ( مِثل السّرطان ) في عَصْرِنا الحالِيِّ.

كَما وَتَطَرَّق الباحِثونَ في علم الاِجتِماع وَالثّقافَة، إلى تَوضيح رَأي الشّعوب في بُلدانهم، عَلى أهميَّة تَطوّر هذا البَحثَ، وَكَيْفِيَّة قُبول النّتائِج، وِفْقًا للمَعاييرِ الاِجتِماعِيَّة وَالثّقافِيَّة عَلى المُستَوى المَحَلّي وَالعالَمي، وَما هِيَ الخُطواتَ الّتي يَتوجَب عَلى الباحِثين اِتّخاذِها، لِتَعميقِ البَحث في مَجالِ الجينات، وَما هِيَ المُعضَلات الأساسِيَّة، الّتي يُواجِهون، ما بَيْنَ تَطوّر البَحث العلمي وَالنّواحي الأخلاقِيَّة وَالدّينيَّة عِندَ الشّعوب، وكيفيه ايجاد التوازن في مَراحِلِ التّطبيق الفِعلِيِّ.

وقد قمت في مداخلتي بتوضيح مَوقِف الثَّقافَة الشّرقِيَّة عامَّة، وَالثقافة الدّرزية خاصَّة، من نَتائِج الاَبْحاث العِلميَّة في عِلم الجينات، وَمدى اِمكانِيَّة تَطبيقِها، وَالّتي مِن شَأنِها أنْ تُواجِه مُعارَضَة، وَعَدَم تَوافُق، مَعْ مُرَكَباتٌ ثَقافِيَّةٌ أساسِيَّةٌ في الشَّرق، وَالتي تتعارض مع عَقائِدٌ دينِيَّةٌ عِنْدَ المَسيحِيّين، المُسلِمين وَالدّروز، وَمَدى الاِنْفِتاح في كُل مُجتَمَع، لِقبولِ هذِهِ المُسْتَجِدّاتَ في الابحاث العلمية، والتي من شانها تسهيل وتحسين الحياة البشرية. كَما وَاَستَعرَضت مَجمَل الاَبحاث العِلمِيَّة الّتي أجراها باحثون في تَطوّر عِلم الجينات عند الدّروز، وعلاقة منظومة الجينات عندهم، وتاريخهم الّذي بَدَأَ قَبْلَ ظهور دَعْوَة التّوحيد سَنَة  1017ميلادي .هذا وَأكَدت عَلى المَمَيزات الثّقافِيَّة الخاصَة الّتي يَمتاز بِها الدّروز، وَالّتي كان لها الدور المركزي في المُحافَظَة عَلى مَنْظومَة الجينات عِند الدّروز، خلال كُلّ هذِهِ الفَتْرَة الزّمَنِيَّة الطّويلة، بِالرّغمِ مِن التّأثيرات ،التّغيرات والتّطوُرات الّتي تَعَرَّض لها الدّروز عَلى مَرِّ التّاريخ ، وَكيفَ تَفاعَلَ المُجتَمَع الدّرزي مَع المُستَجِدّات وَالتّطوُرات العِلمِيَّة في هذا المِضمار وَالّتي تُؤَثِر عَلى الاِنسان وَالمُجتَمع شَكْلًا وَمَضمونًا مِن ناحِيَة تَدخّل الأطباء في مُعالَجَة قَضايا صِحيَّة، مَرَضِيَّة تحدث خرقا في الغِلاف الأخلاقي المُرتَكِز عَلى أُسس التّوحيد، وَمِن غيرِ المَقبول تَخطيها مِن خِلالِ تَطبيق كافه التّطورات العِلميَّة في علم الجينات، وَاِستِعمالاتِهِ في الطّب الحَديث، مِثل عَدم القُبول بالتّدَخلِ في إجراء تَغيّرات في مبنى المولود، من خِلال التّحكم بِاِختِبار نوع  الجينات، إنّما يمَكَّن اِسْتِعمالِها في التّغلب على الأمراض الّتي يُعاني مِنْها البَشَر عامّة، وَغيرِها من هذِهِ المَواضيع . وَبعدَ الجَلسَة الاِجماليَّة للمُؤتَمَرِ اِهتَمَّ عدد كبير من الباحثينِ  مِن دُوَل عَديدَةٍ بِالآراءِ الّتي طَرَحناها وَناقَشونا فيها، وَخاصَة المُتَعَلِّقَة بِالمَنظومَة الثّقافِيَّة ِ عِند الدّروز، وَكيفيّة كَوَّن أبْناء الطّائِفَة الدُّرزيَّة مُجتَمَعا بَشريا خاصا، أثَّرَ عَلى المُحافَظَة عَلى مَنظومَة الجينات البَشَرِيَّة عِنْدَهم، أكثر من ألفِ عامٍ، وَماهِيَة الرّأيِ الدّرزي المَقبول عِنْدَهم، حَوْلَ كَيْفِيَّة تَطبيق نَتائِج الاَبحاث العِلمِيَّة، وَاِنفِتاحَهم للعِلمِ، جَنبًا إلى جَنبِ، مع المُحافَظَة على ميزاتِهم وَنهجهم الثّقافيِّ وَالاِجتِماعِيِّ.   

مقالات ذات صلة:

المرحوم الكاتب معين حاطوم

انتقل إلى رحمته تعالى في قرية دالية الكرمل الكاتب معين حاطوم عن عمر يناهز الخامسة والستين عاما وجرت له جنازة