الموقع قيد التحديث!

المرحوم الشيخ ابو امين سعيد صالح اسعد

بقلم الشيخ أبو رضا حسين حلبي
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

ودعت قرية يركا مؤخرا المرحوم الشيخ ابو امين سعيد صالح اسعد عن عمرٍ ناهز ٧٥ عاما، الذي كان رفيق درب المشايخ الاطهار وموضع سر وثقة فضيلة سيدنا الشيخ ابو يوسف امين طريف نفعنا الله ببركاته على مر عشرات السنين وصاحب الحسنات الخفية والايادي والنوايا البيضاء في كل زمان ومكان، وقام فضيلة الشيخ موفق طريف الرئيس الروحي للطائفة الدرزية برثائه:  “بسم الله الرحمن، الرحيم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. قال تعالى (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي) صدق الله العظيم. كل نفس ذائقة الموت، فسبحان الدائم الباقي الحَيّ الذي لا يموت.
أهلنا الأكارم في يركا، مشايخنا الأجلّاء الأفاضل، أيّها المشيّعون الكرام. بقلوبٍ محزونةٍ شجيّة، ونفوسٍ مطمئنّةٍ بحكم الله راضيةً مرضيّة، نجتمع اليوم لنشيّع جثمان الرّاحل الكريم والصّديق الوفيّ القديم، فقيدنا الغالي الشّيخ أبا أمين سعيد أسعد رحمه الله، مستذكرين أنّ الموت حقّ لا مفرّ منه، ومصيرٌ محتوم لا غنى لأحدٍ من البشر عنه. لقد كان المرحوم الشّيخ أبو أمين سعيد رجلًا لا كسائر كالرّجال، كثير الفضائل والأفضال، وفيًّا إذا صاحب، صادقًا إذا عاهد، عظيم المزايا، فاخر السّجايا، أياديه للخيرات ممدودة، ومواقفه في البرّ الخفيّ مشهودة، حسناته موفورة خفيّة، وأفعاله مخلصةٌ زكيّة، صادق اللّسان، أبيض النّفس والجنان، طيّب النيّة، صافي الطويّة، حسن المعاملة، سهل المعاشرة، محبوبًا حيث توجّه، مقبولًا حيث حضر، فاتحًا بيته أمام كلّ قاصٍ ودانٍ، مبادرًا إلى الإصلاح والصّلاح، وعاملًا على إغاثة الملهوف وحفظ الإخوان، حيث أحبّه القريب والبعيد والصّغير والكبير، وشاهدوا منه ما ظهر عنه من تواضعٍ وصدقٍ في التّعامل والإخاء، والمصاحبة والوفاء.
وقد عرفت المرحوم الشّيخ أبو أمين سعيد منذ حداثة سنّي، حيث تردّد كثيرًا على بيت المرحوم سيَدنا الشّيخ أبي يوسف أمين طريف رحمه الله، الّذي حاز على ثقته ومحبّته، وكان يوكل إليه مهمّات عمليّة مختلفة كثيرة في المقامات المقدّسة الشّريفة مثل مقام سيّدنا النّبي شعيب ومقام سيّدنا الخضر عليهما السّلام، ليكون بلا شك من أصحاب الفضل في تطوير المقامات كما هي عليه اليوم، حيث قدّم لها خدماتٍ كبيرة كثيرة كان يهتمّ أن تبقى مستورة عن أعين وأسماع النّاس. إضافةً الى ذلك، فقد أكثر الشّيخ أبو أمين من أعمال البرّ والإحسان، خفيةً لوجه الله تعالى وطمعًا في رضاه، ورغبةً في إعزاز أمر الطّائفة، والسّعي من أجل خدمة أبنائها أينما كانوا. وقد اعتدنا في أعقاب سنوات المحنة الأخيرة في سوريا ولبنان، أن يكون الشّيخ أبو أمين من أوائل الّذين فتحوا الجيوب والقلوب، حيث قدم إليّ مرارًا عارضًا تقديم مبالغ كبيرة من أجل الأهل في سوريا ولبنان، مبديًا استعداده لبذل الغالي والنّفيس في سبيل أبناء الطّائفة وبناتها.
تبنّى الشّيخ أبو أمين لنفسه سلكًا دينيًّا مباركًا، ليشبّ بعده ويشيخ على محبّة أهل الدّين والتمسك بالفضائل والمفترضات التّوحيديّة، قاضيًا نحبه اليوم وهو مزوّد بالرّحمة الّتي يستحقّها، وهي الزّاد الحقيقيّ الّذي يخرج به الانسان من دار الفناء إلى دار البقاء.
في هذا الموقف الحق الحزين لا بدّ من وقوفنا معتبرين أمام الإرادة الإلهيّة، إذ نودّع المرحوم الشّيخ أبا أمين في نفس التّاريخ الّذي ودّعنا فيه المرحوم سيّدنا الشّيخ أبي يوسف أمين قبل سبعةٍ وعشرين عامًا، لتكون تلك العلامة دليلًا على صدق ما لمسناه من المرحوم من صدق المحبّة والوفاء لسيّدنا الشّيخ أمين وإخلاصه للعلاقة الّتي جمعت كليهما على قيد الحياة وحتّى في يوم الوفاة.
إخواني.. لا بدّ أيضًا في مثل هذا اليوم من التّشديد والتّأكيد ومناشدة الجميع بضرورة التّقيّد بتعليمات وزارة الصّحّة والجهات المختصّة، من أجل مكافحة وباء الكورونا المقيت، الّذي تسبّب حتّى الآن بعشرات الوفيّات من أبناء الطّائفة، إلى جانب أعدادٍ كثيرةٍ من المرضى والمصابين راجين منكم جميعًا أخذ هذه التّطورات على محمل الجدّ، والعمل بتعقّل ومسؤوليّة وذمّة من أجل الحفاظ على السّلامة وعلى الصحّة العامّة. أخيرًا وفي هذا الموقف، نتقدّم بخالص تعازينا القلبيّة الصّادقة، إلى عموم أبناء العائلة الكريمة، وخصوصًا زوجته المصونة ام امين وبناته وأبناؤه الكرام امين وايمن وحموده، الّذين رافقوا المرحوم في مسيرةِ حياته، وأخذوا عنه ما تركه من إرث أخلاقيّ في خدمة المجتمع والدين، داعين لكم بالصّبر الجميل بعد هذا الفقد العزيز لرجلٍ كان من خيرة الرّجال وأصدقهم، وأكرمهم وأشجعهم، مبتهلين إليه تعالى أن يقدّركم على الرّضا في موضع القضا، وأن يشمل المرحوم الغالي الشّيخ أبا أمين برحمةٍ وعطف ومغفرة، ويعوّضنا عن رحيله بسلامة حضراتكم جميعًا. نسأله تعالى أن يكتب لنا ولكم أجرًا وثوابًا، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون. الله يرحمه!”

مقالات ذات صلة:

نشاطات طائفية – العدد 151

زيارة مقام سيدنا الخضر (ع) أشرقت الشمس في صباح الخامس والعشرين من شهر كانون ثاني هذه السنة، ليس كعادتها في

أَلخَضْرُ عليْهِ السَّلامُ

أَلخضرُ هو اسمٌ أُطْلِقَ على عددٍ مِنَ الأَنبياءِ على مرِّ العُصُور، فقد أُطْلِقَ هذا الإسم على النَّبيِّ إِيليَّا، وعلى سيِّدِنا