الموقع قيد التحديث!

المرحوم الشيخ ابو احمد امين عودة

Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

(1869-1960)

من أفاضل المشايخ التقاة في لبنان، في القرن العشرين. ولد إثر حوادث الستين، في قرية باتر في الشوف، حينما بلغ الصراع الطائفي أوجه في البلاد، حيث عاشت المنطقة حربا أهلية خطرة جداً. نشأ وترعرع في بيئته القروية، وفي أسرته، يعمل بالزراعة، ويطالع ويراجع كتابه، ويحفظ آياته عن ظهر قلب, ويراجعها كلما سنحت له الظروف. وقد شبّ ديِّنا تقيا ورعاً، متمسكاً بكل ما يفرضه عليه المذهب الحنيف، تاركا أموره إلى ربه، متكلاً على الله سبحانه وتعالى، محاولا دائما أن يفعل الخير والعمل الحسن، ولاهجا بحمد الله وشكره، ومتعمقاً في كنوز الحكمة الشريفة، يتبحّر فيها، يراجعها ، يفسّرها ويفهم معانيها. وقد بلغ منزلة كبيرة من الأدب واللطف والعلم والأخلاق والدين، مما حدا بمشايخ الطائفة وأعيانها وأتقيائها، أن يكرّموه بتلبيسه العمامة المكوّرة، اعترافا بفضله وعلمه وجميله وتقواه. وقد قام بتلبيسه العمامة المكورة فضيلة الشيخ أبو حسين محمود فرج. وقد نشأ أولاده وأحفاده على الدين، وبرز منهم عدد من المشايخ النجباء الأتقياء الفعالين في الأسرة والمجتمع.

كان شيخا وقورا وجليلا، وقد نشأ في بيت دين وأخلاق وفضيلة وتراث وتمسّك بالأصول التوحيدية، وتعمّق وتبحّر بالدين وشروحاته،  وأثبت مواظبته وثباته وتمُسكه بدقائق الأمور، وغيرته على المذهب والطائفة وإخوان الدين. وقد انتقل الى رحمته تعالى عام 1960  وحضرت جنازته الاف الشخصيات، خاصة من الجبل حيث كانت تربطه بزعامة الجبل علاقات سليمة ووثيقة جداً. وقد بُني له ضريح مناسب، أصبح مزاراً، ونُقشت على شاهد الضريح، بخط الشيخ علي عامر، وشغل الفنان جميل حسن حمادة، الأبيات التالية:

ضريح حوت أبعاده جسمَ مؤمنٍ  قضى العمرَ مفضالاً، له النهجُ واضحُ
سما صوبَ جنّاتِ النعيم  وروحَهُ  هدتها   إلى   دُنيا      الخلودِ ،    جوانحُ
لتبقى مدى التاريخ للهديِ عودةً  لها   بالتّبقّي    أبداً      أمينٌ     وصالحُ

مقالات ذات صلة: