(توفي عام 1934)
شيخ من أفاضل المشايخ وأتقاهم، عاش في لبنان في أواخر القرن التاسع عشر، ومستهل القرن العشرين، حياة زهد وعبادة، وتفرّغ للصلاة ولمناجاة الخالق، وحفظ المعلوم الشريف.
ينتمي إلى إحدى الأسر التوحيدية الأصيلة، أسرة مكارم، عربية تنتسب إلى مكارم، وهو الجد الأول الذي قدِم من الجبل الأعلى في القرن السادس عشر، وتملّك بعض القرى نواحي بعلبك، ثمّ انتقلت الأسرة إلى قرية راس المتن، والعبّادية، وبيصور، وعيتات. اشتهر من آل مكارم من رأس المتن: سلوم، يوسف وعلي وداوود أولاد مؤنس مكارم. وبرز الشيخ أبو علي قاسم مكارم كأحد رجال الدين والتقوى المشهورين في المنطقة، وبرز بعد ذلك الشيخ أبو الحسن نايف مكارم، والدكتوران بشير وياسر مكارم، والقناصل كمال وسهيل وعصام، أبناء نجيب مكارم. وبرز في عيتات الشيخ حمود زين الدين مكارم أحد وجوه قومه، والشيخ عبد الكريم مكارم، ورجل الأعمال الشيخ عصام فايز مكارم، والخطّاط الكبير الفنان الشيخ نسيب مكارم، ونجله الدكتور سامي مكارم، والأستاذ فايز مكارم، والمهندس سماح مكارم، والمهندس الزراعي الدكتور سليم مكارم.
ولد فضيلة الشيخ وعاش ونشأ في قرية رأس المتن، وكان من رجال الدين الذين أسدوا خدمة للمواطنين بسلوكهم القويم، واجتهاداتهم ومعاملاتهم. كان في طليعة الأجاويد، وقد تمّ تتويج هامته بالعمامة المكورة، وكان من النخبة القليلة الممتازة، التي كانت مناراً وهدى لجميع أبناء الطائفة في كل مكان.
انتقل إلى رحمته تعالى في رأس المتن عام 1934، واحتشدت في قريته الجماهير الغفيرة تودّعه الوداع الأخير. دُفن في قريته، وأقيم له ضريح للزيارة والتبرك، نُقش على الشاهد الغربي منه هذان البيتان:
| شيخ التقات أبو عليٍّ مثله في فضله يُبكى عليه ويُؤسف رضوان حيّاه وقال مؤرِّخاً: نعمَ الثواب ، نلتهُ يا يوسف |
