الموقع قيد التحديث!

المرحوم الشيخ أبو عبد الله صالح بصيص

بقلم السيد توفيق حلبي
دالية الكرمل
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

“شيخ الدالية على الكل عالي”

دالية الكرمل | توفي بتاريخ 17.12.1934

وُلد الشيخ أبوعبدالله صالح عبد الله بصيص في قرية دالية الكرمل لأبوين متدينين، وكان والده الشيخ عبد الله من وجهاء العائلة، أنجب المرحومين صالح وأحمد وحمود.

 امتاز فضيلة الشيخ أبي عبد الله بالتقى، فكان صاحب فضل وعفاف وورع وطهر وإخلاص. وقد كان فلاحا، معتمدا على رزق الحلال المكون من كروم العنب والفواكه وقطيع من الماعز.

 لقد روى معاصروه عنه عدة قصص ومنها:

أنه رأى أطفال يأكلون من كرمه دون إذن وطلب، فقال لهم: إياكم أن تأكلوا دون إذن مسبق، فإن الطعام يصبح حراما. كما ويروى عنه أيضا أنه عندما كان يرعى الماعز دخلت واحدةٌ من أفراد القطيع أرض جيرانه وأكلت من العشب النابت. فرآها وما كان منه إلا القيام بحلب الحليب منها على رجمة حجارة، كي لا يختلط الحليب الحرام بالحلال، وامتنع كذلك المرحوم بسكب الحليب الحرام على التربة حتى لا ينبت عشبٌ من حليب حرام، امتثالا لمبدأ براءة الذمة والضمير.  وما هذه الحادثة إلا دلالة على خصاله الحميدة وتقوى هذا الشيخ المرحوم الزاهد، الذي حاسب نفسه في كل يوم، وهذا من الأمور النادرة في هذا العصر.

في سنة 1920 زار بلادنا سيد الأسياد المرحوم الشيخ أبو حسين محمود فرج من لبنان، برفقة مجموعة من المشايخ الأعيان، وقد شملت زيارتهم مقابلة المرحوم الشيخ صالح بصيص، حيث جلسوا وتحدثوا طويلا في الأمور الدينية، فتفرس حضرة شيخنا الجليل أبو حسين محمود فرج، ورأى به شيخا تقيا ورعا، وقال للمشايخ الموجودين: “كلنا تحت عباءة الشيخ صالح، ولقبه “بشيخ الدالية على الكل عالي”. توفي الشيخ أبو عبد الله صالح رحمه الله وطيب ثراه في العام 1934 عن عمر ناهز ال 72 عاما، وقد حضر جنازته المهيبة مشايخ من جميع البلدان والقرى، ودفن في مقبرة القرية في الحارة الغربية قريبا من الشارع العام بناءً على طلب أهل القرية للتبرك، وفي عام 1954 بالتقريب تم نقل المدفن بسبب ترميم الشارع، وجديرٌ بالذكر ان جنازة ثانية أقيمت للمرحوم، حيث دفن في بيت ابنه المرحوم الشيخ عبد الله بصيص.

مقالات ذات صلة:

تاريخ الفلسفة

ازدهرت العبقريّة الإغريقيّة ما بين بدء الحروب الماديّة وقيام السيادة الرومانيّة، أي من سنة 480 ق.م حتى سنة 200 أي