الموقع قيد التحديث!

المرحوم الشيخ أبو سلمان زيدان مسعود حلبي

Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

انتقل إلى رحمته تعالى في قرية دالية الكرمل، المرحوم الشيخ أبو سلمان زيدان مسعود حلبي، أحد رجال الدين الأتقياء في القرية والطائفة، والذي كبر ونشأ على طريق الهدى والتوحيد، وكان إنسانا مستقيما، هادئا، صبورا، يحب الناس ويحاول أن يتقرب من الجميع، ولا يذكر أنه صدرت شكوى، أو تذمر منه، من قبل أحد من الناس خلال سني حياته التي بلغت أكثر من ثمانين سنة. وقد جرت له جنازة حاشدة، وألقى أمام نعشه فضيلة الشيخ أبو علي حسين حلبي، الكلمة التالية: “بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

كل نفس ذائقة الموت، الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد، سبحانه المبدئ المعيد، الفاعل لما يريد، حَكم على عباده بالفناء والموت، وتفرّد بالمجد والسلطان والجبروت، وهو الدائم الباقي الحيّ الذي لا يموت.

شيوخنا الأجلاء الأفاضل-أيها المشيّعون الأكارم: لقد شاء القدر باجتماعنا اليوم في هذا الموقف المهيب، ذلك لكي نشيّع الجثمان الطاهر، جثمان الفقيد الراحل، المأسوف على فضله وطهره وديانته، وإحسانه وصدقه وأمانته، المغفور له المرحوم شيخنا الشيخ أبو سلمان زيدان حسين مسعود حلبي، من دالية الكرمل، الذي وافته المنيّة عشية أمس حوالي الساعة السابعة عن عمر يناهز الثامنة والثمانين عاما، قضاها على طاعة الله سبحانه وتعالى، وعلى محبة الخير والدين وأهله، من صغره إلى آخر حياته. ونودّعه الوداع الأخير تغمّده الله برحمته وأسكنه فسيح جنته، فتلك حكمته سبحانه في جميع خلقه.

لقد عُرف الراحل الكريم فقيدنا العزيز الشيخ أبو سلمان زيدان من خلال فترة حياته التي قضاها، بالتديّن الصحيح والتقوى ونوايا الخير، وحُسن السجايا والصلاح، ونشأ وتربّى على السلوك التوحيدي والاستقامة والثبات، آخذا من صباه بتحصيل العلم الديني وكسب الفوائد، ومعاشرة إخوان الدين ومحبتهم ، فمن حيث الخبرة والعشرة والقربى والجيرة والصداقة والنسبة والأخوة الدينية مدى العمر في الحياة سويا، فإننا نشهد شهادة حق وبثقة تامّة بأن المرحوم أبو سلمان كان بدوره الإنسان الطيّب الذكر الفاضل، الأديب العاقل، والمؤمن الصالح الكريم النفس والأخلاق، والحميد الصفات، المخلص الأعمال، التقي القلب، العامر السرّ، كان صادق اللسان، محافظا للإخوان، وسيرته مستقيمة، جليل القَدر بارًّا بالحسنات وصاحب فضل وفضيلة وديانة راجحة وبذل وصدقات. كان طاهرا أمينا، محبا وفيا، متواضعا تقيا، شريفا عفيفا، جادًّا بمساعيه على كسب الرزق الحلال، معتكفا على مجلس الذكر بصلاته، مواظبا على تأدية الفرائض التوحيدية، قائما بالواجبات الدينية والاجتماعية، ولقد أنجب من البنين والبنات ديّانين ومحترمين نعتزّ بهم ونتعوّض بسلامتهم، آملين أن يكونوا خير خلف لخير سلف. ورحل مزوّدا بزاد الطاعة والبر والتقوى والإيمان واليقين، عليه رحمة الله ورضوانه.

وبالمناسبة فإننا نتقدم بأحر التعازي وأخلص المشاعر من أنجال المرحوم والأحفاد والأنسباء وجميع الأهل والأقارب الكرام، والمولى سبحانه يعوّضنا بسلامة حضراتكم جميعا، كما ونتقدّم لنرفع أسمى معاني الشكر والتقدير والامتنان لكل من أفضل علينا وشاركنا موقفنا هذا، نسأله تعالى أن يكافئكم عنا بالأجر والثواب، وأن يلهمنا جميعا جميل الصبر والسلوان، إنه رؤوف منّان، متطاول بالمانّة والإحسان، ويتغمد فقيدنا الغالي أبو سلمان بالرحمة والرضوان، ويسكنه فسيح الجنان، له الرحمة ولكم من بعده طول البقاء.

يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية وادخلي في عبادي وادخلي جنّتي. صدق الله العظيم، وإنا لله وإنا إليه راجعون”.

كما ألقى الشيخ سميح ناطور كلمة جاء فيها:

المرحوم الشيخ سميح ناطور
الشيخ سميح ناطور

” بسم الله الرحمن الرحيم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

أيها الكرمل المخضر، وأيها المجتمع التوحيدي الطاهر، وايتها القرية الجميلة الوادعة، نفقد وإياكم، شخصية دينية موحدة، وإنسانا خلوقا معطاء، وجارا كريما مؤدبا، ومواطنا، لم نر منه، طيلة عشرات السنين، إلا المحبةَ والالفةَ والدعمَ، ولم تصدر عنه، إلا بوادرُ الأخلاقِ والأدبِ والحشمةِ والتقوى، عاش بيننا ثمانين سنة، وامتاز بخفةِ الظلِ، وبالوجهِ البشوشِ، وبالابتسامةِ الدائمةـ وبالترحيبِ المستمرِ وثقة بالنفس، وإيمان عميق،  يُسْبِغُ على الواقفٍ امامَه، والمتحدثِ إليهِ، الشعورَ بالعزةِ والكرامةِ، وكأنك أمام هرم في الجيزةِ، او امامَ سورِ الصينِ، أو امام عظمةِ حرمونَ وقداسةِ الكرملِ وشموخِ الريانِ.

المرحوم أبو سلمان تَصَدّرَ مجلس الخلوةِ، خلالَ عشراتِ السنينِ، وامتاز بتواضعهِ وتقواه، وحساسيتهِ، وألِفْنا وجودَه في أي مُجَمَع، في الباصِ، في الشارعِ، وفي أي محفل، وكان دائما، هو هو، لا يتغيّرُ، يشعُ بالأصالةِ والعراقةِ، وفي نفسِ الوقتِ يذوب خجلاـ وتحسَّ أن أمامك، هالةُ من البراءةِ والعفويةِ والاستقامةِ ونورِ اليقينِ. وقد نعمنا بحضوره، ووجوده، وكان راعيا، ومواسٍ، ومصلحا، وهاديا، وأخا كبيرا لكلِ إنسان. ولا شكَ، أن خسارتنا بفقدانه كبيرة، وهي خسارةُ المجتمعِ بأسرِهِ. وستظل ذكراه، وستظلُ مناقبُهُ، وأعمالُهُ، ومساعيه، وعطاؤهُ للمجتمع، خيرَ شاهدِ، وخيرَ دليلِ على أن الكرملَ المخضرَ، يحوي بين ثراه، جثمان إنسان، ينضم إلى قافلة، أولئك الذين رحلوا، ولم يجُد الزمانُ بأمثالهم. فإلى جنات الخلد يا أبا سلمان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

مقالات ذات صلة:

مقام سيدنا أبو عبد الله عليه السلام في عسفيا

يا زائرا ربوعَ الكرملِ الأخضرْلتزور مقامَ نبيّنا الأعطرْخبِّر دروزَ لبنانَ وسوريّا الشّامَوالمهجرْ:في حيّناوعلى سفوحِ ترابِنا الغالييرتاحُ فارسُنا، ويرقدُ شيخُنا الأكبرْبلّغْهُ

تمهيد

لقد وقع حدث كبير، في أواخر عام 2006 في أوساط رجال الدين في الطائفة الدرزية، أدّى إلى حدوث موجات انفعال