الموقع قيد التحديث!

المرحوم الشيخ أبو سعيد حمود حسن

Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

(توفي عام 2004)

هو الشيخ الأول والوحيد، الذي توج بالعمامة المكلوسة يوم وفاته، ولم ينعم بذلك أثناء حياته. وقد انتقل إلى رحمته تعالى عام 2004، وأبى فضيلة الشيخ أبو محمد جواد، بالتشاور مع مشايخ البلاد، إلا أن يتوجه بالعمامة المكولسة بعد وفاته، وقبل أن يوارى التراب، معترفا بفضله ومزاياه ومناقبه التي أهلته للحصول على هذه المنزلة الرفيعة. وقد اعترف فضيلة الشيخ أبو محمد جواد، أن المرحوم الشيخ أبو سعيد حمود، كان يجب أن يتوج منذ زمن، وأنه يعتبر من أركان البلاد ومن أعيانها، ومن الرعيل الأول الذي يستحق في الطائفة كل تكريم وتبجيل وتقدير، لكن ظروفا لا تتعلق بالشيخ أبو سعيد، هي التي حالت دون تتويجه بالعمامة قبل ذلك.

ولد فضيلة الشيخ، في قرية البنيه في الشحار، إبنا لعائلة عريقة في التدين والورع والتقوى، وكان متدينا منذ نعومة أظفاره، وكان من تلاميذ سيدنا المرحوم الشيخ أبو حسين محمود فرج، وقد أخذ عنه واقتدى به، وسلك معه الكثير من المسالك الشريفة، واقتبس عنه الدقة والحلم والورع والقناعة والانضباط وبعد النظر. عمل في حياته في صناعة الصابون، وكان يجتهد في عمله هذا، فيقوم بإنتاج الصابون وبيعه وتوزيعه، وكثيراً ما كان يتساهل مع الأسر الفقيرة والحالات التي كانت تتطلب معاملة خاصة. وقد رافق المشايخ الأفاضل الذين عاشوا في عصره، وبرز بينهم بسلوكه الحسن، وتعبّده وتقشفه، فكان أقرب إلى شيوخ الزهد والتصوّف، وكان يسعى دائماً للاقتداء بمسيرة الأولياء الصالحين، فكان مقتصداً في الكلام، لا تصدر عنه أبداً كلمة بذيئة أو نقد جارح أو اصطلاح غير مقبول. وكان بعيداً عن السياسة وعن مظاهر الجاه والرئاسة، وقد ترك كلّ مباهج هذه الدنيا، وتفرّغ لكتابه وصلواته واجتهاداته. وقد صرّح مرّة لأحد المقرّبين إليه، أنه يرى نفسه حيث قلبه ولسانه واحد، وأنه يعتقد أن لسانه لم يخالف قلبه ولا مرة واحدة. وأنه يمقت المخادعة والنفاق. وكان بيته مفتوحاً لإخوان الدين وللجميع، وكان حديثه شيّقاً ومعاملته جميلة ومعشره طيّباً.

وهو جدّ الشيخ نعيم حسن، شيخ العقل الجديد في لبنان، وقد نشأ الشيخ نعيم حسن وترعرع في كنف هذا الرجل الطيب، ولا بدّ أنه اكتسب منه الخصال الحميدة، والمناقب الطيبة وأسلوب المعاملة مع الناس، وطريقة معالجة شؤونهم.    

مقالات ذات صلة: