الموقع قيد التحديث!

المرحوم الشيخ أبو ذيب فايز فرج

بقلم الشيخ أبو رضا حسين حلبي
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

بنفوس راضية ومسلّمة بقضاء الله، رحل صباح يوم 24/2/2021 الشيخ أبو ذيب فايز ذيب فرج من قرية يانوح عن عمر يناهز 88 عاما، وقد حظي بتقدير واحترام رجال الدين والدنيا، لعطائه ورحابة صدره، وسعة إدراكه ونظرته الثاقبة في الحياة.

وُلد الشيخ أبو ذيب في 2/4/1933 في قرية يانوح ونشأ وترعرع في بيت والده الشيخ أبو سلمان ديب فرج، وتربّى على مسلك القيم والمبادئ، والرجولة، والضيافة واستقبال الناس من مشايخ وشخصيّات من كل أطياف المجتمع، وتعلّم في مدرسة الحياة بطولها وعرضها. عمل بجانب والده لمساعدته بتنشئة العائلة، حيث عملوا في نطاق واسع بزراعة الأرض، وخاض الحياة الاجتماعية والسياسيّة منذ نعومة أظفاره، وذلك لِما امتاز به من حنكة وصفات قياديّة. ونظرا لذلك تمّ انتخابه في سنوات الخمسين مختارًا للقرية وأدار شؤون الناس وساعدهم في كلّ ما يحتاجون إليه. وهكذا من خلال هذا المنصب أصبح عنوانا يقصده الجميع من داخل القرية وخارجها، ليساعدهم ويدعمهم في حلّ قضاياهم. ونظرا لفكره الثاقب وسعة حيلته وعلاقاته على الصعيد المحلي، وعلى صعيد رجال الدولة، استطاع مساعدتهم ودعمهم.

في سنوات الستين تمّ انتخابه عضوا لمجلس التبغ والزيتون، وذلك في فترة كانت زراعتهما مصدر الرزق الرئيسي للمجتمع عامّة. بقي مختارا حتى إقامة المجلس الإقليمي مركز الجليل حيث تمّ انتخابه عضوا على مدار سنتين، ثم نائبا لرئيس المجلس مدة ثمانية سنين، عمل خلالها جاهدا على بناء الخارطة الهيكلية للقريتين يانوح جث، وعلى بناء البنية التحتيّة من مدّ شبكة المياه والكهرباء والهواتف، وتعبيد الشوارع، وإقامة المدارس وغيرها، وساعد بتسوية الأراضي مع الدولة. ونظرا لتجربته ومعرفته بموضوع التخطيط والبناء، تمّ تعيينه موظفا في اللجنة المحليّة للتخطيط والبناء، واستمرّ في مسيرة عطائه ومساعدة المواطنين في مواضيع مختلفة وخاصة ما يتعلّق بالأراضي والخرائط الهيكلية والتخطيط والبناء.

عمل في فترة فصل المجلس الإقليمي مجلس الجليل وإقامة مجلس يانوح -جث-كسرى- سميع ومجلس المنطقة الصناعية تيفين على بناء مناطق النفوذ والحفاظ على الأرض قدر المستطاع. إلى جانب كل ذلك ربّى أسرة مكوّنة من خمسة بنين وسبع بنات، وعمل على تعليمهم وغرس القيم والأخلاق وتوجيههم لشغل مناصب مرموقة في المجتمع.

نجحت مسيرة حياة الشيخ أبو ذيب بفضل الله سبحانه وتعالى وبفضل مساندة أخيه المرحوم أبو عماد سلمان فرج والشيخ الفاضل المرحوم أبو علي مهنا فرج وأقربائه جميعا. التحق بركب رجال الدين منذ عشرات السنين وداوم على حضور مجلس الذكر حتى أقعده المرض. ترك إرثا اجتماعيا وإنسانيا يُفتخر بهما. وأخيرا يمكن القول إنه كان معلّما، فارسا مقداما، رجل الرجال والمواقف، صاحب البيت المفتوح، صاحب الفكر الثاقب والرأي السديد، المعطاء بلا حدود وبلا مقابل، وبصمات عطائه في جميع مجالات الحياة تعود بالخير والبركة على جميع أفراد المجتمع ولسنين طويلة قادمة. رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه وألحقه السلف الصالح.

مقالات ذات صلة: