الموقع قيد التحديث!

المرحوم الشيخ أبو حسين أحمد الهجري

Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

شيخ من سوريا، أبو حسين أحمد مسعود حسين إبراهيم الهجري. وُلد فضيلة الشيخ أحمد الهجري الأوّل في قرية قنوات في جبل العرب عام 1866م في قنوات، وأُسند إليه منصب مشيخة العقل، ولم يتجاوز الرابعة والعشرين من عمره، بوصيّة عمّه فضيلة الشيخ حسن الهجري، الذي توفي ودُفن في بلدة الرحيبة من القلمون الشرقيّ أثناء عودته من سجن الأناضول برفقة مجموعة من الثوّار ضد الاحتلال العثماني، الذي آثره على ولده يوسف، لما توسّم ولمس فيه من الأهليّة والكفاءة والورع والذكاء والثقة للقيام بأعباء هذا المصب. كان يعمل بالزراعة مقتفيًا بذلك سلفه، وكان يشرف على إدارة أعماله بنفسه داخل قريته وخارجها، إلى جانب مهامّ منصبه الروحيّة والاجتماعيّة.

 وقد عايش حقبتيْن زمنيّتيْن، كان له نصيب بمعاصرة فترة الحكم العثماني بكل نكباته وظلمه المشبّعة بالجهل والتخلُّف والانقسام، ثم حكم الاستعمار الفرنسيّ في سوريا الجائر الظالم المتعسّف، أي أنّه نشأ في مجتمع أثقلت كاهله مظالم المستعمِرين، ومزّقته الأهواء المضلّلة، والفقر والعوز والتخلّف، وشاء القدر بأن يتكلّف بأن يكون مرجعًا دينيًّا واجتماعيًّا كبيرًا لحلّ الخلافات بين الأشخاص، كما بين أبناء القرى المختلِفين نتيجة لما خلّفه الاستعمار من تفرقة بين أبناء البلد الواحد، فكان مميزاً بالشجاعة في قول الحق و عدله في الحكم بإذن الباري عز و جل و دارئًا للفتن بحكمته و بنور عقله،  وكانت له شخصيّة فذّة نادرة المثال، لم يعرف تاريخ المنطقة شخصيّة دينيّة في مصافها، غير شخصيّة جدّه الأوّل المرحوم الشيخ إبراهيم الهجري. حيث كان حكيمًا متواضعًا تقيًّا عالمًا فقيهًا نيِّر البصيرة حاضر البديهة، قويّ الحجّة، سليم المنطق، غزير المعرفة، عادلًا، مهيبًا، وقورًا، مُفتيًا لكثير من القضايا الدينيّة والاجتماعيّة، وكان مرجعًا في الأمور المذهبيّة، وقد توفّرت في شخصيّته مزايا ومواهب، لم تتوفّر في زمانه لغيره، إلّا للقليل النادر.

وكان كثير الكرامات، مستجاب الدعوة، طويل الباع في حلّ المعضلات التي صعب على غيره حلّها، وكان صبورًا جلدًا على مقاومة الشدائد، وتخطّي العقبات، شجاعًا في أحكامه، لا يهاب في الحقّ لومة لائم، ولا يداري الوجوه. وكان لا يتهاون في تطبيق فرائض الدين، وقد كرّس نفسه ووقته لخدمة مجتمعه، وفضّ الخلافات وحسم النزاعات وعقد الرايات. وكانت له مناقب عديدة شهده أكثر معاصريه وقد صارت جزءًا من تراثنا الروحيً، ورموز الإخلاص والتقى، واستطاع في زمانه أن يرفع اسم الطائفة الدرزيّة عاليًا بذكائه وقوّة شخصيّته وأعماله وتصرّفاته وتوجيهاته اللائقة.

جرّدت الدولة العثمانيّة حملة سامي باشا الفاروقي في عام 1910 وبعد معارك ومواجهات دامية، حكمت السلطات العثمانيّة حكمًا بالإعدام علي الشيخ أحمد الهجري ومعه ستة زعماء من الثوّار، تمّ إعدامهم في ساحة المرجة في آذار 1911م، باستثناء الشيخ أحمد الهجري الذي صدر عفوًا عنه نتيجة كرامة ظهرت له، فلمّا أمروا بشنقه، قدّر الله أن ينقطع حبل المشنقة مرّتيْن عندما قال لهم: “ضاربكن بسيف الله”، فاستجابت له أبواب السماء وتمّ العفو عنه وعاد سالمًا رحمة الله عليه.

شارك سماحة الشيخ بالثورة العربيّة الكبرى وكان في الصفوف الأماميّة مع رجال الجبل محاربًا وداعمًا وواعظًا.

بعد إعدام شهداء السادس من أيّار على يد جمال باشا كان له الدور الكبير بالدعوة للثورة ضد الاحتلال، وحشد الصفوف للذود عن الأرض، وكان مشجِّعًا وداعمًا للثورة السوريّة الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش لرفع راية الوطن فوق الأرض وتحقيق الاستقلال لأرض سوريا الطاهرة.

جاور ربّه في13/1/1953 م وشهدت بلدة قنوات يوم وفاته عشرات آلاف المودّعين والمُشيّعين لجثمانه الطاهر من سورية ولبنان وفلسطين والأردن، وقد ودُفن فيها إلى جوار أجداده العظام من بيت الهجري. رحمه الله ونفّعنا ببركاته وبركات جميع الصلّاح.

المصادر:

  • الدروز – شيوخ أعيان وأعلام في القرن العشرين لمؤلّفه المرحوم الشيخ سميح ناطور.
  • موسوعة التوحيد الدرزيّة: لمؤلّفها المرحوم الشيخ سميح ناطور.
  • شبكة أخبار الموحِّدين الدروز.

مقالات ذات صلة: