الموقع قيد التحديث!

المرحوم الشاعر أبو الوليد سلمان دغش

بقلم الشيخ أبو رضا حسين حلبي
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

شيّعت جماهير غفيرة في قرية المغار جثمان المرحوم الشيخ الشاعر أبي الوليد سلمان دغش الذي انتقل إلى رحمته تعالى عن عمر يناهز التسعين سنة ضم حياة حافلة بالأحداث الصاخبة والعطاء الشاعري الكبير الذي غمر به الشاعر الشيخ المجتمع في البلاد حيث كان يملك موهبة عارمة من الشعر والذي أصرّ أن يكون دائما الشعر العربي التقليدي الأصيل المقفّى والمبني على أوزان الخليل ابن أحمد الفراهيدي تشبّها بالمعلّقات التي نُظمت في العصور الغابرة.

وُلد ونشأ المرحوم في قرية المغار ابنا لعائلة من العائلات الرائدة في القرية التي تميّزت بالعلم والأدب والدين والقيادة. تعلّم في مدارس القرية وعمل عندما بلغ موظفا في مؤسسة صندوق المرضى “كوبات حوليم” وظل فيه حتى خروجه للتقاعد. وقد كان مديرا مسئولا دقيق المعاملات قام بواجباته على أحسن وجه لكي يخدم أبناء قريته ويقدم لهم كافة الخدمات الصحية وكان كل من يلقاه يشكره على تعاونه وعلى استقباله له. وكان المجلس المحلي في المغار قد نظم قبل أشهر احتفالا تكريميا للمرحوم في المركز الجماهيري في القرية ومنحه شهادة تقدير وأُلقيت عدة كلمات مؤثرة تشيد بشخصيته وأشعاره.

والقى في الجنازة فضيلة الشيخ أبو حسن موفق طريف كلمة تأبين جاء فيها: “في هذا اليوم تودّع الطّائفة الدّرزيّة أديبًا من خيرة أُدباءِها، وشاعرًا من أميز شُعرائها، وقد شبّ منذ أيّام شبابه بين أحضان اللّغة ومفرداتها، فكرّس من أجلها العلم والفهم، وترجمها بغاية الدقّة في الكتابة والنّظم.

عاش الشّيخ أبو وليد طوال حياته إنسانًا متواضعًا أمينًا، حسن الأدب والأخلاق، طيّب المعاملة، كريم اليد، صافي النيّة، مستقيم السيّرة، أبيض السّريرة، محبًّا للمعرفة والعلم، بكلامٍ من ذهب، يُحسن ما كتب، ويبهرُ إن اعتلى المنابر خطب.

كلّ هذا إلى جانب عودته في أوج حياته إلى صفوف أهل الدّين، والتزامه في الفرائض الدّينيّة قائمًا بها خيرَ قيام، حيث قرر أن يسخّر مواهبه اللّغويّة وقدرته الإبداعيّة، في الكتابة عن الطّائفة وتراثها، ليكون له المحلّ المحفوظ في الزيارات والاعياد والمنابر، يتحف أسماع الحاضرين بحُسن أشعاره، ويضيف رونقًا خاصًّا على جمعات الإخوان في المحافل، إلى جانب ما قدّمه خلال مسيرة حياته من عطاء لمجتمعه وبلده، حيث رأى في العطاء قيمةً عليا في بناء الإنسان وتقدّم المجتمع، ليرحل اليومَ عنّا تاركًا بصمته الّتي سنفتقدها جميعًا، ومزوّدًا بالرّحمة والشّهادة الّتي هي أبقى ما يأخذه الإنسان معه، من دار الدّنيا الفانية، إلى دار الآخرة الباقية.

مقالات ذات صلة:

التعدّديّة الحضاريّة العالميّة

موديل التعدّديّة الحضاريّة العالميّة (Global Cultural Pluralism) يشمل كلّ بقاع ودول وشعوب العالم بواسطة وسائل وشبكات الاتّصال والتواصل الحديثة الإلكترونيّة