الموقع قيد التحديث!

المرحوم أبو داهش يوسف عدوان حلبي

Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

ودّعت قرية دالية الكرمل والطائفة الدرزية والمجتمع العربي في البلاد شخصية ثقافية لامعة أبهجت المجتمع وأدخلت فيه الفرح والحبور خلال عشرات السنين وأبهجت الأجيال الصاعدة وكانت رمزا ومثلا أعلى لأجيال توالت في المساعدة والغيرة والبهجة والفرح والمسئولية والمشاركة الحقة في كل المناسبات. وهذه الشخصية هي المرحوم أبو داهش يوسف عدوان حالبي الذي انتقل إلى رحمته تعالى إثر مرض عضال ووري جثمانه التراب ورافقه مئات المشيّعين والكل يذكر له خدماته وأعماله وغيرته ومناقبه ومسيرة حياته الحافلة بالتطوع والمؤازرة والوقوف إلى جانب كل مواطن في السراء والضراء وعمل الخير وتهدئة الخواطر وبث المواطنة الصالحة والدعوة إلى نبذ الأحقاد والتعالي عن المشاكل والتعاون من أجل التغلب على مشاكل الحياة فكان وجوده في أي عرس يزيد البهجة والفرح عند أهل العريس ويجعل هذه المناسبة بالنسبة لأصحاب الشأن ذكرى لا تنسى وفي نفس الوقت كان يشارك في الأحزان فكان يواسي أصحاب الأجر وكان آخر واحد يترك المقبرة بعد الدفن بعد أن شارك بشكل نافذ في عملية الدفن. وفي الفترات السابقة كان أول من يؤازر في عمليات البناء وصب سقف العمارة الجديدة التي كانت تعتمد على سواعد الشباب كما أنه كان متواجدا في أوساط شباب القرية يرفه عنهم وشجعهم على عمل الخير.

رثاء الشيخ سميح ناطور للمرحوم:

باسم الله الرحمن الرحيم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
كان من حظ قرية دالية الكرمل أنها اهتزّت،
وتمايلت أركانها، وتحرك شيوخها وشبابها،
في مناسباتها وأفراحها، على وقع، خطوات، وحركات، وقيادات،
أكبرَ رمز من رموز الثقافة والفن فيها،
هو المرحوم أبو داهش يوسف عدوان حلبي،
مصحوبا بالرمز الآخر، أخيه أبو عدوان، أطال الله في عمره.
أجل، لو كان المرحوم أبو داهش في الغرب، لبُني له تمثال في الساحة المركزية.
فهو ليس إنسانا أبهج الناس، وشاركهم أفراحهم ومناسباتهم فقط،
وإنما، أبو داهش، أنعش الرجولة، والمرونة، والفتوة،
في غالبية شباب القرية، خلال أكثر من ستين سنة.
ولا ننسى أن المجتمع الدرزي، في الجبل، وفي لبنان، وفي كل مكان،
كان يخرج للدفاع، مرفوعا على أصوات الأهازيج الحماسية،
وكان يعود، مكللا بالنصر، وحناجر المقاتلين، تصدح بالحداء والفخر.
وليس عفوا، أن كل حركة من حركات المرحوم أبي داهش
كانت مصحوبة بالسيف المحمول بيده،
فكان كلاهما، يشيران إلى الشجاعة، والبأس، والبطولة،
وهذه الصفات، هي من شيم الدروز.
أبو داهش، يمثّل الأرض بكل طيبها، وعفويتها، وعطائها، وكرمها.
كل شجرة سنديان، أو زيتون
وكل مسرب، وكل وادٍ، وكل قمّة في الكرمل،
أكسبت أبا داهش هذه الروح المرحة، وهذا العطاء الفيّاض،
فأنعم على أهل القرية جميعهم، بدون أي حساب،
خالص الحبور والسرور، وأضفى على مناسباتهم وأفراحهم
نعمة التعالي التي يُكسبها الفرح للإنسان.
كان أبو داهش مواطنا، كله خير، ودعم، وعطاء، ومشاركة.
وكما أبهج المحتفلين بالأفراح والمسرّات،
شارك كذلك، أولئك الذين ودّعوا لهم فقيدا في المقبرة.
وخلال ستين سنة أيضا، أشرف على عملية مواراة التراب،
وما زال صوته يهدهد في كل تلك السنين، “تفضل يا خطيب”.
ونحن مجتمع، أنعم الله عليه، بفاعلي خير، تجدهم إلى جانبك،
ومعك، وأمامك، يدعمونك عند الملمّات.
وكان أبو داهش، أول شريك في كل حدث، وفي كل تجمع،
في القرية وخارجها.
وهذا الإنسان، الذي افتقدناه في السنوات الأخيرة، لمرض ألمّ به،
سيظلّ، عنوانا، وتراثا، وذكرى طيّبة،
في نفوس، وفي أذهان، وفي عقول، جميع السكان.
ولم يبقَ لنا، إلاّ أن نتوجّه إلى الله العليّ القدير،
أن يتغمّده برعايته، وأن يشمله بعطفه وحنانه،
وإنا لله وإنا إليه راجعون.

مقالات ذات صلة:

استحضار الأرواح

استحضار الأرواح Necromancy, Spiritism)) ظاهرة شبه علميّة نشأت في منتصف القرن التاسع عشر، وانتشرت في العالم بعد ذلك، وأعلن بموجبها