الموقع قيد التحديث!

المرأة الدرزية في كتابات الأجانب

بقلم السيدة سهام ناطور (عيسمي)
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

اهتم الرحالة والمسافرون والمستشرقون الغربيون، وكذلك سكان الشرق، بالدروز وأوضاعهم، وكتبوا ذلك في  مذكراتهم ويومياتهم ومنشوراتهم، وخاصة بكل ما يتعلق بالمرأة الدرزية ومكانتها ومعاملتها في المجتمع الدرزي. نقتطف فيما يلي بعض النصوص من كتابات الاخرين كنماذج.

 جاء في كتاب المستشرق الفرنسي جان ميشال دي برادي بعنوان “تاريخ الدروز – شعب لبنان” قوله: “…. يذهب الدروز في الغيرة على النساء بعيدا أكثر من شعوب الشرق الأخرى. يرتع المسيحيون في العيش بينهم في كل طمأنينة ويوجد اليوم في إمارتهم نصارى أكثر من الدروز ويعيش الفريقان في ظل أنظمة واحدة.”.

وجاء في كتاب ذخائر لبنان لأحمد فارس الشدياق قوله: “…. إنهم في حروبهم لا يتعرّضون أصلا لما يمسّ الآداب. وما سُمع أنهم سطوا على العرض، ولا قتلوا النساء ولا الأطفال، وربّما احتمى نساء أعدائهم ببيوتهم بعد قتل بعولهن، ورأين منهم غاية الرفق ، لأن الدروز شديدو التمسك بالناموس الأدبي فلا يسطون على أعراض غيرهم.”

وكتب الدكتور مصطفى الشكعة في كتابه “إسلام بلا مذاهب” قوله: “… لقد قامت حولهم كثير من الدعايات الباطلة والافتراءات الجريئة. لقد عشتُ بين الدروز فترة من حياتي وعاشرتهم في إحدى قراهم وأشهد أني لمست فيهم الوطنية الكاملة والغيرة في الحق والشجاعة والوفاء والاستقامة والصدق والعفة.”

وكتب ماكس فون أوبنهاين في كتابه بعنون “الدروز” يقول: ” … يحرّمون العبودية ويساوون بين الرجل والمرأة … وحتى أعداء الدروز يعترفون أنهم في الحروب لا يعتدون أبدا على نساء خصومهم … سبق وذكرنا الاحترام الكبير الذي يكنّه الدرزي للمرأة. تعدد الزوجات مكروه، والطلاق صعب جدا، ولا يُقبل سبب للطلاق إلا عقم المرأة أو عدم إخلاصها. تحصل المطلقة على نصف ثروة الرجل. يحرص الدروز بغيرة شديدة على عفاف نسائهم…”

وكتب الكولونيل تشرتشل في كتابه “جبل لبنان عشر سنوات إقامة” يقول: “… إن المكانة التي يمنحها الدروز للمرأة هي من خصائص هذا الشعب وحده، وقد يكون بالإمكان أن نضيف بأنها خصائص لا مثيل لها لغير الدرزيات في المشرق بكامله…. الدروز تقيّدوا بتقاليدهم الدينية يرحّبون بأن يكون لنسائهم نفوذ وسيادة … النساء الدرزيات يتمتعن بتكوين جسماني قوي وشجاعة أدبية عالية كانت تدفعهن في بعض الحالات لأن يعيبوا على أزواجهن أي تلكّؤ في الإقدام والجرأة وعندما تتأزم الأمور وكن يتبعهن إلى ساحات القتال بجرأة وحزم…”

ويقول الدكتور دانيال بلس رئيس الجامعة الأمريكية في بيروت عن الحرب الأهلية في لبنان عام 1860: “إن المرأة من خصوم الدروز كانت تمر في معسكراتهم آمنة، لا يُرفع إليها طرف ولا يقع في آذانها كلام وهذا ما لا تستطيع أن تدّعيه جيوش أمم غربية تتبجح بمدنيتها ثم تتنكّر في الحروب لحضارتها. إنها الشهامة العربية في ذروتها عند بني معروف”.

وجاء في شهادة الكاتب الفرنسي برون قوله: “لهم صفة مقرونة بأرقى عواطف الإنسانية وأقصى غايات الشرف، وهو عدم التعرض لنساء العدو، لا بل المحافظة على كرامتهن وأعراضهن في السلم والحرب”.

وجاء في مذكرات الأميرة الإيطالية بلجيو جورزو التي زارت جبل الدروز عدة مرات خلال ثلاث سنوات قولها: “كنا ثلاث نساء غربيات، فلم تسمع إحدانا في خلال السنين التي قضيناها كلمة أو رأت حركة أو شعرت بريبة تحمر منها وجوهنا.”

وذكر الكاتب ليليمان غرانكوز في كتاب ألّفه عن السيدة نظيرة جنبلاط قوله: “السيدة نظيرة جنبلاط امرأة عبقرية، هي أنوثة امرأة ووقار شيخ في شموخ جبل في صورة اسطورة… كل من قابلها كان يجد نفسه أمام سيدة جميلة سر جمالها يكمن في وقار هيبتها، وحين تتحدث كان يشعر محدّثوها بقوة شخصيتها ونظرتها إلى الأمور.” وذكر الدكتور رياض الصلح رئيس حكومة لبنان عن السيدة نظيرة جنبلاط والتي أعجب بذكائها وحكمتها ودهائها فلما عاد إلى بيروت قال للرئيس بشارة الخوري: “يا فخامة الرئيس، كنا نظن أنفسنا كبارا في ألاعيب السياسة، ولكن لما التقينا بنظيرة جنبلاط رأينا أنفسنا صغارا أمامها.”   

مقالات ذات صلة:

شعر باللّهجة الْمَحكيّة: سيدي شعيب (ص)

سيدي الْعَقِلْ يا شْعيبْ يا بَدْرِ التَّمامْ نورَكْ سَطَعْ عَالْكون في لَحْظِةْ هُيامْ إِنْتِ الْبَديعْ وْإِنِتْ مَنْبَعْ حِكِمْتي   وِالشَّمِسْ تِخْضَعْ

قصّة قصيرة: سقى الله أيامًا مضت!

التفَّ بعَباءته السّوداء الطّويلة، وقد تلوّنت ببعض بُقَعِ الزّيت، وبعضِ غبار الرَّماد الأبيض. فهو لا يستطيع غسلها؛ لأنَّه لا يملِك