الموقع قيد التحديث!

القداسة تنير جدران المقام الشريف

بقلم الشيخ أبو صلاح رجا نصر الدين
دالية الكرمل
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي جعل عبادة الصالحين قدوة للمتّقين وأوجد منهم وعنهم آثارًا حميدة محمودة للسالكين..

زيارة مقبولة وكلّ عام والجميع بألف خير وبعد،

في هذه الأيّام المباركة التي نحتفل فيها بالزيارة السنويّة لمقام خطيب الأنبياء سيّدنا شعيب عليه السلام، أبتهل إلى الله العلي القدير أن يمنحنا القدرة لنكون من أصحاب الهِمم العالية في الخير وفي العمل الصالح وأن ننافس الصالحين في صلاتهم وعبادتهم وتقرُّبهم وذكرهم لله جل جلاله وفي سعيهم للإحسان إلى الناس وبِرّ الوالدين وإغاثة المحتاجين، فعندما يُطلب من العبد أن يكون رجلًا صالحًا ورعًا تقيًّا مؤمنًا سبّاقًا إلى فعل الخير وإلى ما يرضي خالقه، لا يُقصد بذلك السعي إلى الرئاسة وحبّ التصدُّر والتباهي، وإنّما جعله قدوة في فعل الخير بكلّ تواضع ومحبّة وإيمان فهنيئًا لمن كان قدوة في الخير، والله لا يغفل ولا ينسى أحدًا من عباده.

إنّ الشوق ينمو ويتضاعف في فؤادي في هذه المناسبة المباركة لرؤية القداسة تنير جدران المقام الشريف والمشاركة في هذا الحدث الطائفي الجارف الذي يتميزّ بلقاءات أخويّة وبصلوات وابتهالات الآلاف من رجال الدين وبالزيارات الرسميّة لكبار الشخصيّات والقادة في الدولة لتقديم التهاني لأبناء الطائفة الدرزيّة الغرّاء، وهنا لا يسعني إلّا أن أتقدّم بأجمل التهاني والتبريكات لكافّة أبناء الطائفة الدرزيّة في البلاد وخارجها سائلًا العلّي القدير أن يعيد هذا العيد على الجميع وهم يرفلون بتمام الصحّة والسعادة، وأن يعمّ السلام والأمن والأمان منطقتنا بأكملها كي يتمكّن أبناء الطائفة المعروفيّة من مشاركتنا هذا العيد وهذه الزيارة المباركة كما حدث في السابق.

إنّ ما يحدث في هذه الأيّام وفي السنوات الأخيرة في رحاب المقام الشريف من مشاريع عمرانيّة وتراثيّة وتثقيفيّة دينيّة إلى جانب مشاريع أخرى ترمي إلى تحويله إلى مركز دينيّ وعلميّ هامّ للزوّار يليق بخطيب الأنبياء سيّدنا شعيب عليه السلام، وبالطائفة الدرزيّة في البلاد، لأمر يثلج الصدور ويفرح القلوب ويبعث على المزيد من الفخر والاعتزاز ويقوّي روح الانتماء لدى أبنائنا وبناتنا عامّة، وهنا لا بدّ لي من كلمة شكر وعرفان لفضيلة الشيخ أبي حسن موفّق طريف، الرئيس الروحي للطائفة الدرزيّة وللمجلس الدينيّ الأعلى الذي يقف في رئاسته على كلّ ما يُبذل وينفَّذ من مشاريع في هذا المضمار تصبّ في صالح طائفتنا ومجتمعنا التوحيديّ.

لقد بعث الله النبي شعيب الذي يحتلّ مكانة مرموقة لدى كافّة الديانات، إلى قوم مدين، لإنقاذهم من الهلاك ولتطهير هذا القوم من دنس الغشّ والخداع، وإقامة مجتمع عادل بعيد عن التلاعب بالكيل والمكاييل، يرتكز إلى ثوابت المُثل العُليا والأخلاق الحميدة ورغم أن هذا القوم كان فاسدًا ومن عبدة الأصنام والأوثان، ميزته المعاملات الباطلة، إلّا أنّ سيّدنا شعيب كان معظّمًا بينهم وقد نظروا إليه بعين الاحترام والوقار والتقدير والإجلال، وممّا لا شكّ فيه فإنّ الرسالة التي حملها سيّدنا شعيب لم تقتصر على الدعوة إلى نبذ الأصنام والأوثان فحسب، وإنّما شملت بشكل خاصّ لا يقبل التفسير والتأويل، إصلاح النفوس والعقائد والإقرار بوجود الله الواحد الأحد واتّباع تعاليمه وتعاليم الأنبياء والرسل الكرام وعدم التلاعب بالكيل والميزان.

إن حلول هذه الزيارة في شهر نيسان من كلّ عام، شهر الربيع والأعياد لدى كافّة الطوائف لم يكن من قبيل الصدفة، ونحن نوّد أن تكون الأيّام كلّها كنيسان البركة والخير والربيع، وبالنظر إلى الفترة الراهنة وما تعانيه منطقتنا من صعاب وقلاقل وحروب فإنّني أدعو الجميع في هذه الزيارة المباركة إلى الرجوع إلى تعاليم ديننا التوحيديّ وتقاليدنا وعاداتنا الأصيلة ولتعاليم نبينا شعيب عليه السلام وأنبيائنا الآخرين، وما قدّموه لنا وللبشريّة جمعاء كي يعمّ السلام وتسود الطمأنينة والخير في النفوس والقلوب، وأتمنّى، عطفًا على ما سبق وذكرت بخصوص مشاركة مشايخ وأبناء طائفتنا من الدول المجاورة في هذه الزيارة، أن يحلّ هذا العيد وهذه الزيارة في نيسان من العام المقبل والسلام يسود ربوع المنطقة ليتمكّن الأهل والأقارب والمشايخ من لبنان وسوريا والدول الأخرى من الوصول إلى المقام الشريف الذي ترنو إليه الأعين والقلوب.

زيارة مقبولة كلّ عام والجميع بألف خير.

مقالات ذات صلة:

الديجا فو

ديجا فو (Déjà vu)، كلمة فرنسية تعني “شوهد من قبل”، وهي تشير إلى ظاهرة مميزة في حياة الإنسان، تحاول أن