الموقع قيد التحديث!

الفارس الأحمر حامي حماة الكرمل

بقلم الشيخ أبو صلاح رجا نصر الدين
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

يطيب لنا في كل سنة، أن نحتفل مع إخواننا أبناء الطائفة الدرزية، في جميع القرى بالزيارة السنوية لمقام سيدنا النبي أبي إبراهيم عليه السلام في دالية الكرمل. هذا المقام، الذي كان قبل أربعمائة سنة، النواة الأولى التي أقيمت حولها المنازل الأولى لقرية دالية الكرمل. وقد تباركت هذه القرية العامرة، التي كُتب لها النجاة، والازدهار، والعمران بسبب وجود مقام سيدنا الفارس الأحمر، الذي يحميها ويرعاها، ويسهر عليها، ويدافع عن سكانها.

 ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم، ينام كل مواطن في قرية دالية الكرمل مطمئنا، ويذهب إلى عمله متّكلا، ويباشر مشروعا جديدا متفائلا، ويقوم بالإعلان عن خطوبة أو زواج تباركا، ويشتري سيارة معتمدا، ويغفو على وسادته في الليل واثقا، ان هناك من يرعاه، ويذود عنه، ويمنع وقوع اي إساءة إليه، وهو سيدنا، ومولانا، ونبينا ابو إبراهيم عليه الصلاة والسلام. وهذا الشعور الذي يساور كل مواطن في قرية دالية الكرمل، يشدّ من عزيمته، ويكثّف من ثقته، ويعزّز من قوته، ويقوّي من بأسه، ويشدّد من صبره، ويهديه ويرعاه في كل خطوة، يقوم بها هذا المواطن المؤمن، الذي تعلّم أن يعتمد على نبيّه في كل خطوة وحركة يقوم بها.

 وفي هذه الظروف، وفي هذه الأوضاع، وبسبب أن سكان دالية الكرمل على مدى 400 سنة، لاحظوا عمليا، وجرّبوا، وتأكّدوا، ووثقوا، وبرهنوا، واثبتوا لمن كان يتشكّك، أن حارسا أمينا، هو دائما ساهر على سلامة وراحة مواطني القرية، لذلك نرى أن من يقف لمدة عشر دقائق بجانب المقام الشريف، غربي القرية، في موقع ليس من السهل الوصول إليه، لوجوده في البلدة القديمة يلاحظ في هذه الفترة التي مكث بها هناك، عشرات السيارات يقودها المشايخ، والشباب، والنساء، وفيها الأولاد يمرّون أمام مدخل المقام الشريف، يقفون خشوعا، ويقبّلون الجدار أو الباب، تيمّنا، وشكرا، وتعبيرا عن ثقتهم وإيمانهم بالمقام الشريف، وبصاحب المقام. فهناك قد حصل في قرية دالية الكرمل، ما يمكن أن نسمّيه “الحلف المقدّس” بين صاحب المقام، وبين سكان القرية، وهذا أمر يزيد من راحة المقام النفسانية، ومن قدرات الأشخاص الذين يشرفون عليه، ومن ثقة سكان القرية بأنفسهم. فليس من السهل أن تعلم بعد سن البلوغ، أن هناك من كان يحميك، وأنت صغير، وما زال، وسيستمر بذلك إلى ما شاء الله.

وقد أصبح المقام جزءً من التاريخ الحافل لقرية دالية الكرمل، فخلال حوالي 350 سنة، كانت الباحة والساحة الدائرة الموجودة أمام المقام، هي مركز الأحداث في قرية دالية الكرمل. ففي هذا الموقع، الذي كان مركز القرية خلال 350 سنة، جرت أهم الأحداث المصيرية لسكان القرية: وبجهود الشيخ أبو منير قاسم نصر الدين، القيّم على هذا المقام من عهد الأسلاف المرحومين وبدعم من فضيلة شيخنا أبو حسن موفق طريف الرئيس الروحي للطائفة الدرزية بدأت الزيارات السنوية بمشاركة مشايخنا الأجلاء من الجليل والكرمل.

وبرغم ظروف وباء الكورونا الخبيث الذي منع الزيارات العامة نشعر أننا قريبون ومتعلّقون بقدسية المقام الشريف.

وأخيرا نتمنى لطائفة الموحدين الدروز أينما كانوا زيارة روحانية مقبولة ومباركة.

وتحتفل الطائفة كذلك هذا الشهر بالزيارة السنوية لمقام سيدنا بهاء الدين عليه السلام في قرية بيت جن، والبركة التي يغمر بها سيدنا قرية بيت جن، هي نفس البركة التي ينعم بها سكان دالية الكرمل، وكل قرية تضم أرجاؤها مقام نبي كبير، لذلك نتمنى للجميع، زيارات مقبولة، وأوقات سعيدة، وكل عام وأنتم بخير.. 

مقالات ذات صلة: