الموقع قيد التحديث!

العناد

بقلم الدكتور منير عطا الله
عن موسوعته: “العقل البشري وقدرات جسم الانسان”
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

العناد Stubbornness هو صفة تلازم الإنسان، ومن الممكن أن تكون إيجابية، وعندها يطلق عليها الاسم إصرار، أو أن تكون سلبية، وهذا هو عادة ما يميز، غالبا، العناد. وكصفة سلبية تدل على تفاهة الإنسان وضيق أفقه وقلة عقله. ولكي يظهر عناد أحدهم، يجب أن يكون أمامه عادة من هو أكثر عنادا منه، أو أن يكون أمامه وضع صعب فيه تحد وفيه خطر أو استفزاز، كي تكتمل صورة العناد. يسبب العناد للإنسان التذمر والتحمل والألم وخيبة الأمل وكراهية الناس وبعدهم عنه. لكن الإنسان العنيد لا يكترث بكل ذلك، وهو يعتقد أنه صاحب الحق أو الرأي، ويجب على الجميع أن ينصاعوا له، وأن يعملوا بموجب ما يمليه. والإنسان العنيد قليلا ما يفكر أو يزن كلامه ومواقفه، فغالبية الأمور في الحياة تتطلب الأخذ والعطاء والمهادنة والتفاوض والتنازل أحيانا من أجل تحقيق الهدف، لأن الحياة مبنية على الجماعة، ولكي تستطيع الجماعة أن تتقدم، عليها أن تدرس الأمور وأن تتخذ لها الموقف بتأن وتفحص.

جاء في الموسوعة الحرة عن العناد القول التالي:

“العناد هو الرفض السلبي المستمر للآراء والأفكار من قبل الآخرين، وقد يصل إلى درجة الخروج على السلطة والمبادئ والقيم والقوانين والعقائد والأعراف السليمة، أو هو الخروج على ما ينبغي الالتزام به، وبالتالي الخروج عن الضوابط المحددة.

العناد صفة سلبية يتصف بها كلّ من الرجل والمرأة. المعاندة هي المنازعة في المسألة العلمية، مع عدم العلم من كلامه وكلام صاحبه”.

“العناد كاضطراب سلوكي: يعد العناد أحد الصفات غير المحببة لدى الإنسان، وهي مشكلة لدى البعض نواجهها مع محيطين بنا من أهل وإخوة إلى جيران وزملاء في العمل إلى آخره. كيف نتعامل بأكثر الطرق احترافية وفعالية مع ذلك؟ وما هو التوصيف الدقيق لهذه المشكلة؟ إن أساس العناد يكمن في رغبة الفرد إثبات وجوده بين الناس، ولفت الانتباه والأنظار إليه، الأمر الذي يعبر عن اضطراب سلوكي في الشخصية. الشخص المعاند لا يحمل هوية أو شخصية مميزة، خاصة وأن أفعاله مرتبطة دوما بتصرفات الآخرين؛ حيث نجده دوما يسير عكس الاتجاه فقط من أجل لفت الانتباه. إن مرحلة الطفولة تعد سببا مباشرا بل ورئيسا في ظهور تلك المشكلة، خاصة إذا ولد الفرد في بيئة غير سليمة تشهد تسلطا من قبل الأب أو الأم أو من قبل الاثنين معا. هناك ثمة فروقات جوهرية بين الإصرار والعناد، حيث أن الإصرار يرتبط بقيمة يسعى وراءها الفرد لو اختلف معه الآخرون.

مقالات ذات صلة: