الموقع قيد التحديث!

الصبر فضّلوه على العبادة.. – صبر النبي أيوب أم صبر الست رحمة..!؟

بقلم بقلم: الكاتبة شهربان معدي – يركا
خاطرة منتقاة من كتابها الجديد: “لا تترك يدي” من أجل أمومة مُشرقة وأطفال سُعداء…
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

يا سيّدتي الصابرة.. أين جدائلك الذهب؟

وأين أمجادك وأولادك وزوجك السند..

وأين أنتِ من مصيبة سيدنا أيوب؟

أيتها الطاهرة النقية..

الصابرة التقية..

طوبى لك على صبرٍ قمع الفاقة والتعب.

ورضى وتسليم رفعك لأعلى الرُتب.

لم يفزعك الدود الذي كان ينهش أطرافه..

أو يجزعك داء الجدريّ الذي شوّه ملامحه

ولم تنفري من كثيفه الذي خانته قواه..

آه يا سيّدتي..

صبر أيوب على نوائب الزمان..

وصبرتِ معه..

ابتلاه الله بفقدان رزقه وماله وولده..

ورضيت مثله..

تنقلّت كعصفورة يتيمة بين بيوت الناس..

وذابت أطراف أصابعك الحرير..

كي تقومي بأوده..

ولطالما مسحت الوحشة

عن وجهه المتعب..

الذي كان يمشي متعثّرًا..

مع بقايا جسد..

كان يشكر الله وتشكرين معه

يحمد الله وتحمدين معه

احتضنت شجونه وتدبّرت شؤونه

بقلب أرقّ من الماء وأوسع من السّماء..

ولم تتأففِي يومًا من خدمته أو تعيّريه بعلّته..

ما أعظم صبرك يا سيّدتي

وما أكبر شأنك..

لم تطلبي الطلاق يومًا أو تفكّري بالفراق..

وصبرت سنوات كثيرة على البلاء..

وعندما أعادت  له الملائكة بهاء وجهه؟

وَشَفَتْهُ من قروحه وألْبَسَتْهُ أجمل الثياب

لم تعرفيه في البداية..

ولكنك عندما تيقَّنت من رحمة الله..

دَفَنْتِ رأسك القانط بين راحتيْك..

وبكيت..

حتّى فاضت الأنهار وامتلأت البحار..

عظّم الله شأنك أيتها الزوجة المخلصة

والصديقة الوفية.

عظّم الله شأنك يا ابنة الحسب والنسب

وربيبة العلم والأدب..

“إلى كلّ من يميلون مع كلّ ريح..

الزواج رباط مُقدّس.

والبيوت أسرار..

والزوجات الصالحات مصابيح، من دونهم بيوتنا تنطفئ.


*اضاءة:

الست رحمة هي ليا أو رحمة، يقال إن اسمها ليا ابنة آفرايم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق عليهم السلام، وقد سماها ابن عساكر في تاريخه – رحمة الله تعالى على الأرجح، وكانت ذات جمال وحسب ونسب وعِلم، أهّلَها لأن تكون الزوجة التقية النقية والقادرة على تحمُّل الابتلاء والصبر على مرض الزوج وفقد المال والأولاد، فما شكت وما جزعت – إنها الصابرة العفيفة الخدومة.

مقالات ذات صلة:

يدي اليمنى

نعم يدي اليمنى التي قابلت وصافحت على مر السنين، لا بل قل من ذكرياتي، التي أعود بها الى سنوات الثلاثينات