الموقع قيد التحديث!

“الشّعر يعجزُ والأبياتُ ترتجف”

بقلم الشيخ د. سامي أبي المنى
ترحيبةٌ أُلقيت بمناسبة زيارة المرحوم سيّدنا الشّيخ أبي يوسف أمين طريف (ر) إلى البيّاضة الشّريفة في تاريخ 3.9.1987
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

باسم الإله أتيتُ العطْفَ أستلفُ من سادةٍ في حِمى البيّاضةِ ائتلفوا
وَجئتُ أحملُ ضعفي، جئت مُرْتَجيًا وفي جرابي ذُنوبٌ كُنتُ أقتـرفُ
لعلّها باقترابي من لطافتكُم مزولُ من قلبـيَ الآسـي وتنحذفُ
قصدتُ شيخاً جليلاً سيّداً عَلَماً أَبُثُّهُ الشِّعرَ، لكنْ أينَ مَنْ أصفُ!!
فأيُّ قولٍ لذاك الوجهِ أجْمَعُهُ وأيُّ لفْظٍ لهُ بالنّظم ينصرِفُ
وأيُّ شِعْرٍ بليغٍ، أيُّ مَلْحَمَةٍ بَلْ أيُّ ياءٍ تـهاوت قربـَها الأَلِفُ
فالمدحُ يَقْصُرُ عن إدراك مَوْطِنِهِ والشِّعرُ يَعْـجَزُ والأبيات ترتجِفُ
هو الـجليلُ تبارى الخيـرُ في يَدِهِ والسّرُّ في قَلْبِهِ الوضَّاءِ مُعْتَكِفُ
هو الكبيـرُ وقارُ الشَّيْبِ زَيَّنَهُ وتاجُهُ الطُّهرُ والإيمانُ والشّرفُ
وَهُوَ “الأميـنُ” على التَّوحيدِ حارِسُهُ وَرُكْنُهُ فـي زمانٍ باتَ يَعْتَصِفُ
“شيخُ الجزيرةٍ”، لا شيخًا ينازعُهُ صَدارةَ الدينِ، لا آراءَ تختلِفُ
كلُّ الرجالِ له بِالـحُبِّ ناطِقةٌ وكلُّ قلبٍ له بالفضلِ مُعْتـَرِفُ.
يا موْئلَ الطُّهرِ، يا شيخَ الثِّقاتِ، ويا مُكَرَّمًا، سادَ فيه الخَيْـرُ والنَّصَفُ
على خُطاكَ بنو معروفَ قد دَرَجوا وحَيْثُ شِئْتَ الوقوفَ الصَّلبَ قد وَقَفوا
بِسرِّ ذِكْرِكَ أهلُ الـحَقِّ ما خُذلوا وفي عباءتِكَ الأبطالُ تَلْتَحِفُ
من ضوءِ عَيْنَيْكَ لاحَ الخَيْرُ مُسْتَعِرًا من خَطْفِ وَحْيِكَ سرُّ النّصْرِ يُخْتَطَفُ
ومن صفائِكَ، من أصداك ما نطقتْ نَجْواك لِلَّهِ، ذَلُّوا، زُعْزَعوا، قُذفوا
وباتِّصالِكَ بِالرّحْمَنِ ما كُسِفَتْ شَمْسُ الرِّجالِ ولا الأقمارُ تَنْخَسِفُ
فأنت في ثورةِ الأبطالِ رائدُهم وفي القيادةِ أنتَ القائدُ الحَصِفُ
وأنت مِنْ جَوْهَرِ الأبرارِ جَوْهَرَةٌ وأنت من جَنَّةِ التَّوْحيدِ مُقْتَطَفُ
“بياضةُ” الدِّين يا رمزًا نُجَدِّدُهُ بالاجتماعِ عَلى ميثاقٍ من سَلَفوا
تباركُ الرَّمْزُ بالإخوانِ يَجْمَعَهُمْ أُنسُ الحبيبِ وشَوْقُ النَّفسِ والهَدَفُ
طُهْرٌ وصدقٌ وإخلاصٌ ومَكْرَمَةٌ: سِماتُ أهلِ الهُدى، أوصافُ من شُغفوا
صِفاتُ قَوْمٍ شُيوخٍ سادًةٍ غُرَرٍ بالكّشْف جاؤوا، وبالتَّوحيدِ قد كُشِفوا
من حِكمةِ العقلِ والتَّوحيدِ قد نَهلوا ووحيِ هِرْمِسَ، مِنْهُ الحقَّ قد رَشَفوا
ومن سَفيرِ الهُدى طابت نُفوسُهُمُ ودربَ عَمّارَ في أرجائِها زَحَفوا
أولاءِ قَوْمٌ بَهاءُ الدِّن زَيَّنهم نِعْمَ البهاءُ وَنِعْمَ السَّادةُ الأُنُفُ
يا أهلَنا السادةَ الأبرارَ يا قِمَمًا من العطاءِ، دروبَ النَّجْمِ تَكْتَشفُ
بنـي ترابٍ، بني معروفَ، نَخْوَتُكُم تَظلُّ منها جِبالُ الشُّوفِ نغتـرِفُ
قد كان ليلٌ طويلٌ في مَرابِعِنا شَدّوا الحِصارَ، أباحوا، دَمَّروا، قَصَفوا
وكان ليلٌ بِلَوْنِ الغّدْرِ مُنْتَصِبٌ، بِفَضْلِكُم زالَ ذاَ الليلُ، وانجرفوا
واليوْمَ جِئْنا من “العِرفان” من شِيَمٍ تُضـيءُ بالعِلْمِ، بالأخلاقِ تَأْتَلِفُ
تُقَدِّمُ السَّيفَ للأبناءِ كي يَثِبوا وَتَمْسـَحُ الجُرحَ للأبطال ِإن نَزفوا
جِئْنا من الشُّوفِ، من أرضٍ اضاءَ بها وَهجُ “الأميرِ” سِراجًا ليسَ يَنْكَسِفُ
من أرضِ مَن أثبتوا لِلْكَوْنِ أنَّهُمُ أهلُ المَكارِم إن لانوا وإن لَطُفوا
من أرضِ مَن علَّموا التاريخَ إذ عُرفوا رِجالَ حَرْبٍ متى هاجوا، متى عَصَفوا
من أرضِ مَن حاربوا لِلَّهِ وانْتَصَروا وغيرَ خالِقِهْم في الـحقِّ ما عَرفوا
من أرضِ مَن شُهداءٌ مِنْهُمُ صَرَخوا وهُم يَموتون، باسم الله، لا تَقِفوا
من أرضِ مَن في سِباقِ البَذْلِ ما عَرفوا طَعْمَ الجَبانَةِ، ذاقوا النَّصرَ واحْتَرفوا
من أرضِ شَعْبٍ إذا ما فاتَهُم سَلَفٌ أطَلَّ “كَالليْثِ” من أرجائِهِ الـخَلَفُ
من أرضِ مَن أرجعوا الشّحّارَ أرْشَدَهُمْ “أبو عفيفٍ”، فلا مالوا ولا انحرفوا
من أرضِ قومٍ متى لاحتْ عمائمُهم في الحربِ، قيل انتصارُ الحقِّ والشَّرفُ.
يا أشرفَ الخلقِ، يا سرَّ الأمين لنا يا دُرَّةَ الكَوْنِ، هذا كَوْنُنا صَدَفُ
مِنْ بَحْرِ فَضْلِكَ جِئنا نرتجي كَرَمًا وَلَيْسَ يَبْلُغُ فينا الهَمُّ والأسَفُ
يَطيبُ في حُبِّكَ، الأرواحُ نَبْذُلُها وفي لِقاكَ دُموعُ الشَّوق تَنْذَرِفُ
أنتَ الشَّفيعُ إذا أوزارُنا ثَقُلَتْ وصاحَ فينا رجاءُ النَّفسِ والوَجَفُ
خُذْنا بناصِيَةِ الأبرارِ في حُلُمٍ فليسَ إلاّكَ، في دُنيا الشَّقا كَنَفُ

مقالات ذات صلة:

الشيخ جابر شنان

الشيخ جابر شنان هو أحد وجهاء الطائفة الدرزية في عهد والي عكا، أحمد باشا الجزار، في أواخر القرن الثامن عشر،

شعر: “سيدي أبو إبراهيم البطل”

بقولوا عن سيدي أبو إبراهيم البطل من حين أتى عَ المغارة وَصَلاستوطن وتدارى شرور المشركين نفّذ وصايا وهُدى مُعِلّ العِلَلأشرف

تذكّر دورك جيّدًا أيّها الإنسان

الإنسان أفضل وأرقى المخلوقات فكان الهدف من وجوده تنفيذ الطّاعة والعبادة للواحد المعبود وتجنّب المعصية التي عاقِبتها العقاب يوم الحساب،