الموقع قيد التحديث!

الست الفاضلة أم حسن زهر حلاوي إلى رحمته تعالى

بقلم المرحوم الشيخ سميح ناطور
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

ودّعت الجماهير الغفيرة الست التقية الديانة الفاضلة المرحومة أم حسن زهر، رفيقة درب سيدنا فضيلة المرحوم الشيخ أبي حسن عارف حلوي التي انتقلت إلى جوار ربها متممة حياة هي قدوة في التقوى والتقشف والزهد والتدين والتفرّغ والتقرّب من الله وعبادته وتنفيذ أوامره واستمرار ذكره وذلك في بيت من أرقى بيوت العبادة في الطائفة الدرزية بعد أن انتقلت كذلك من بيت يٌعتبر كذلك من أرقى بيوت العبادة في الطائفة الدرزية حيث شقيقها الشيخ فضيلة أبو سليمان حسيب الصايغ. فقد كانت منارة وهداية وقدوة ونموذجا للسيدة الفاضلة التي تحلّت بالمناقب والخصال والمزايا والتعاليم التوحيدية بالغة التبتل والتقشف إذ يمكن اعتبار مسيرة حياتها تطبيقا لأسمى وأنبل وأعلى آيات التوحيد التي يمنّ الله سبحانه وتعالى بها على صفوة مختارة من المشايخ الأتقياء ومن الشيخات المصونات تظل هي هي أركان وأعمدة وأسس وقواعد مبدأ التوحيد الدرزي المبني على العفة والطهارة والتواضع والتقشف والتبتل والتعبد والتناهي في الإخلاص والعزوف عن مباهج الدنيا وترك ملذاتها والتعالي عن أطايب الحياة والترقي بسلوك أساليب الأجاويد وبتبني طرق ومناهج كبار الصوفيين وكل أولئك المتبحّرين والمتعمّقين والمتآنسين بحرارة دين التوحيد وفي مقدمة كل تلك الفضائل وكل تلك الخصال ميزة قهر النفس وكبت جماحها وتقييد أهوائها وترويضها وتكييفها وتوجيهها إلى هدف واحد هو غاية الحياة وهو نعيم المعرفة وهو جنة البشر وهو مطمح كل ناسك وكل عابد خط التقرب من الله سبحانه وتعالى.

ومع كل هذا قامت الست الفاضلة المرحومة الست أم حسن بدور كبير في فتح بيت زوجها الفاضل التقي الديان شيخ مشايخ جبل لبنان والطائفة الدرزية في أصعب فترة في حياة المواطنين الدروز في لبنان، فأسدت الواجب واستقبلت الضيوف وفتحت البيت وأسبغت من فضلها وكرمها على كافة الحاضرين وهيّأت للمصلين وللعباد وللمشايخ الأفاضل الأجواء المناسبة والمناخ الصحيح والظروف المناسبة للترقي في الصلوات ولتطبيق الابتهالات ولاكتشاف وطعم التدين الحقيقي النابع من الوصول مباشرة إلى كبد الأشياء ومشاهدة ومعرفة أولي الشأن والانسجام الروحاني بالأطياف الدينية التوحيدية.   وبعث فضيلة الشيخ أبو حسن موفق طريف بالرسالة التالية إلى المشايخ في لبنان تأبينا بالمرحومة:

بسم الله الرحمن الرحيم

حضرات مشايخنا الأجلّاء المُكَرَّمين، والأفاضل الأخيار البَرَرَة الطّاهرين، الشّيخ أبي سليمان حسيب الصّايغ والشّيخ أبي يوسف أمين الصّايغ والشّيخ أبي نعيم محمّد حلاوي الأكرمين، والعائلتين الكريمتين ال حلاوي وال الصايغ، ومن بحوزتكم من الإخوان والأهل والأقارب والمحبّين المحترمين، أطال المولى سُبحانهُ وتعالى لنا شريف بقاكم، وحرسكم بعونِهِ وحفظكم ورعاكم أجمعين.

شيوخنا الأفاضل: بعد إبْدَائِنَا لحضراتكم أجمل مَعَاني التّحيّات، وَأسمى آيات الشّوق وَالودّ وَالسَّلاَمات، نتقدّم من فضيلتكم بالمشاطرة الموجبة من أعماق قلوبنا بأحَرّ التّعازي، وأخلص المشاعر، وأطيب التّمنّيات، ذلك بوفاة الفاضلة التّقيَّة، صاحبة الشّهادة الحَقَّة، المرحومة السِّت أمّ حَسَن زهر، تلك السَّيِدة المُزَوَّدَة المصونة العصاميّة، والجوهرة الصَّافية النّقيّة، حَليفة الطُّهر وَالعفاف والدّيانة، وَصَاحبة الفضل وَالشّرف وَالسّدق وَالأَمَانة، السَّيدة الَّتي أسعدها الحَظّ والكرامة في حينها بِمُقَارَنَة شيخ التُّقى، المفضال الأكرم الفَاضِل الفَضيل الوَرِع العصاميّ العَفيف، صَاحب القَدر الجَليل، والمقام السَّامي الرَّفيع، العالِم العَامِل العَارِف بالله، شيخنا الشّيخ أبي حَسَن عَارِف حلاوي، رحمات الله عَليهِ وَعَليها وَعفوهُ ورضوانهُ.

نهديكُم سَلامنا وجزيل شوقنا وَاحترامنا، مُعترفين بجميل فَضلكم الأسْبَق عَلينا، ونسألهُ تعالى مُكافاتكم عَنَّا بالأجر وَحُسن الثّواب، وأن يبقيكم لهِذِهِ الطّائفة التّوحيديّة ذخرًا وعمَادًا وَرَمْزًا تحملون شعارها، وَتُمثّلون كيانها، دينيًّا واجتماعيًّا ومعنويًّا، دُمْتُم بعزّ طَاعَتِهِ مُوَفَّقين، وَمُعَزَّزين مُكَرَّمِين.”

فضيلة الشيخ أبو سليمان حسيب الصايغ

مقالات ذات صلة: