الموقع قيد التحديث!

الزيارة لقاء وبركة ودعاء

بقلم الشيخ أبو صلاح رجا نصر الدين
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

تتوافد جموع المشايخ الأفاضل إلى رحاب مقام سيدنا الخضر عليه السلام، كل سنة من أجل عقد اللقاء الأخوي، ومن أجل التبرك بالمقام الشريف والتزوّد بالإيمان والحصول على الحصانة التوحيدية، ومن أجل تلاوة الصلوات والتوجّه إلى الله سبحانه وتعالى، أن يديم الطائفة الدرزية، وان يجعلها دائما مكرّمة، وان يحافظ عليها، وأن يحقق لأبنائها كل ما يبغون ويرجون من مخططات وبرامج وأحلام. وزيارة المقام الشريف في قرية كفر ياسيف، هي كذلك يوم عطلة للطلاب والموظفين الدروز، يذكرون فيها الأنبياء الكرام، ويتمسّكون بأهداب التوحيد، ويقضون يوما مع العائلة والأهل والأولاد، في هدوء وتأمل وترقّب للأفضل والأحسن.

وإذا استعرضنا الخمسين سنة الأخيرة، نجد ان الزيارات المستمرة، تحققت كل سنة في المقامات المقدسة في بلادنا، وتضمنت الدعوات والابتهالات والصلوات للمحافظة على الطائفة وحمايتها، ونرى أن الله سبحانه وتعالى، يسّر للطائفة الدرزية الحياة الكريمة والنصر والفوز في كل المواجهات التي جابهتها، وتمّ تحطيم وإفشال كافة المخططات التي وضعها أعداء الدروز، للنيل من كرامتهم، ومن نفوذهم، ومن تألقهم في المنطقة. فنرى أولا، إخواننا سكان هضبة الجولان، يخرجون من حرب الأيام الستة وحرب الغفران دون ضرر أو خسارة، حيث هرب جميع سكان هضبة الجولان، وأصبحوا لاجئين بينما ظل الدروز في بيوتهم ومعاقلهم وقراهم وخلواتهم في القرى الدرزية الأربعة في هضبة الجولان، إلى جانب قرية الغجر، ونعموا بالحضارة الإسرائيلية، وبالديمقراطية، وبمستوى المعيشة العالي الراقي الذي يسود البلاد. وفي الثمانينات، تكدّرت الأجواء في لبنان، وخطط أعداء الدروز هناك، مؤامرة شنيعة لتهجير كافة أبناء الطائفة الدرزية من لبنان، الذين كانوا حُكامها واسيادها خلال 800 سنة، لكي يخلو الجو لعناصر جاحدة ناكرة للجميل، حيث قام الدروز في أوج حكمهم، بالعطف على المسيحيين وإيوائهم وتوطينهم في لبنان، بعد ان طوردوا من قِبل إخوانهم الأرثوذوكس المسيحيين في تركيا وروسيا. وبعونه تعالى، وبهمة سواعد شيوخ وشباب جبل لبنان، وبدعم من القيادة الدرزية في إسرائيل، تغلّب الدروز في حرب الشوف، وانتصروا وحافظوا على مواقعهم وأماكنهم، بعد أن تم تعطيل البارجة المخيفة الفتّاكة نيوجرسي.

 وفي سوريا وقعت الحرب الأهلية، وقُتل مئات آلاف المواطنين، وتهجّر ستة ملايين مواطن سوري من بيوتهم وأراضيهم، لكن جبل الدروز ظل عامرا، بفضل أبنائه وشبابه ومشايخه ونسائه وإيمانه، إذ خرج من الأزمة، بعدد من القتلى لا يستهان به، استشهدوا أثناء خدمتهم في الجيش السوري، لكن القرى الدرزية والمواقع الدرزية، لم تشهد أهوال الحرب، إلا في بعض المناطق القليلة جزئيا.

وقد تم تحقيق كل ذلك، بسبب عشرات العوامل والدوافع، لكن علينا ألا ننكر، أن زيارات المشايخ للمقامات المقدسة ودعواتهم وصلواتهم وابتهالاتهم إلى الله سبحانه وتعالى، أن يحمي ويرعى الطائفة الدرزية، التي تكرّرت سنة بعد سنة، ومن مقام إلى مقام، ومن خلوة إلى خلوة، كان لها بلا شك، تأثير كبير على بلوغنا هذه النتيجة المباركة. ولا يبقى لنا، إلا أن نسجد لله سبحانه وتعالى، ونحمده ونشكره، وأن نصلي لأنبيائنا الكرام، وأن نزيد ثقتنا بأنفسنا، وأن نعزز أركان ديننا، وأن نشدّد على تقوانا، وننفذ فرائضنا كي تظل راياتنا مرفوعة، وأعلامنا خفّاقة، ورؤوسنا عالية. ويسعدني أن أتوجّه بالشكر لفضيلة الشيخ ابي حسن موفق طريف، الذي له دور كبير في حماية الطائفة الدرزية دوليا وعالميا، وأتوجّه بالتحية لإخواننا دروز سوريا ولبنان وبلادنا، راجيا من الله سبحانه وتعالى، أن تستقر الأمور نهائيا في الجبليْن، وأن تتفرّغ الطائفة الدرزية، للازدهار، والإنتاج، والتقدّم، وزيادة الإيمان، والتمسك بأهداب الدين، وتحقيق مستقبل أفضل، وكل عام وأنتم بخير.

مقالات ذات صلة:

شعر: كل عِلّه إلها سبب

انعرف السّبب بطل العجبْشمس الدّني ما تنحجبْالقمر اختفى الرّيح اكتأبْالجوّ انعكر الفكر انقلبْصوتو حزين بصوتو ندبْيا سامعين لوين الهربْنتفة يقين

يدي اليمنى

نعم يدي اليمنى التي قابلت وصافحت على مر السنين، لا بل قل من ذكرياتي، التي أعود بها الى سنوات الثلاثينات