الموقع قيد التحديث!

الزيارة السنويّة لمقام سيدنا شعيب (ع)

بقلم الشيخ أبو صلاح رجا نصر الدين
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والحمد والشكر له دائماً وابداً وفي كل الأحوال.

نحتفل جميعا، مشايخ وأبناء الطائفة الدرزية، في هذه الايام بالزيارة السنوية الرسمية المباركة لمقام سيدنا شعيب علية السلام وسط لحظات من التعالي الروحي والتآلف الوجداني مع نظرة تفاؤلية نحو المستقبل وأمل مستمر في بلوغ حياة وادعة مفعمة بالإيمان والورع ولتقوى. ومجتمعنا والحمد لله مؤمن ومتدين ويحافظ على عاداته وتقاليده الخاصة والمعروفة المتعلقة بهذه الزيارة وباحترام هذا المقام المقدس والالتفاف من حوله ومن حول قوته الموحدة ومن حول القرارات المتخذة والمتعلقة بالزيارة في هذه الظروف الاستثنائية التي نعيشها في أعقاب تفشي جائحة الكورونا. في العام الماضي أيضاً لم تتسنّ هذه الزيارة حفاظا على صحة الجمهور وتماشيا مع تعليمات وزارة الصحة والجهات الرسمية، ونتمنى أن نعود سريعاً للالتقاء في ردهات وباحات وساحات المقام الشريف في حضرة وتحت رعاية سيدنا ومولانا شعيب عليه السلام، شيوخا أفاضل، وفي مقدّمتهم الرئيس الروحي للطائفة فضيلة الشيخ موفق طريف، ورؤساء سلطات وأصحاب مناصب رفيعة وشبابا متدنيين وغير متدنيين وضيوفاً من كافّة طوائف المجتمع الإسرائيلي.

وليس أفضل وأروع في مثل هذه الأيام المباركة من ان نسبّح بحمد الله العلي القدير ونذكر نبينا، خطيب الأنبياء شعيب عليه السلام الذي كان مميّزاً بفصاحة لسانه، وحكمته، وبلاغته، وتأثيره في قومه وفي الآخرين، وبدعوته إلى اتّباع درب الصلاح والمعروف والهداية والفضيلة ونبذ الرذيلة، وأن نصلّي ونبتهل بشكل جماعي وفردي أيضاً ليحمي الله عشيرتنا المعروفة ويبعد عنها المحن في كل مكان وليزيل وباء الكورونا البغيض عن البشرية جمعاء ونتّبع الهدى ونقوم بكل ما يرضي الله تعالى بعيدا عن أي تصرّف غير لائق او أي اعمال عنف كتلك التي نشهدها في قرانا أحيانا والتي لا ترضي الله جل جلاله ولا تتقبّلها عاداتنا وتقاليدنا ولا هي من صفاتنا وشيمنا وسلوكياتنا.

ومما لا شك فيه، فإن ما يثلج الصدور ويبعث على السرور لدى جموع المواطنين الموحّدين الذين يُقدمون لزيارة مقام سيدنا شعيب عليه السلام هو المشاريع والأعمال الكبيرة والجهود الجمّة والنشاطات الواسعة، التي قام بها وما زال يعكف على إتمامها فضيلة الشيخ موفق طريف الرئيس الروحي للطائفة الدرزية  مع الجهاز الديني، التي أثمرت عن توسيع مساحة المقام الشريف بمئات الدونمات وتنظيمه بشكل لائق بعد أعمال بناء وترميم واسعة النطاق، ووضع الحراسة فيه وتهيئته لاستقبال آلاف الزوّار وتوسيع وإنارة وتعبيد الطريق المؤدي إليه، وغرس الورود والأشجار، ونصب الطاولات والمقاعد، وتوفير كافّة وسائل الراحة  لكل من يرغب أن يقضي بضع ساعات مع عائلته في أيام الزيارة المباركة، وبقية أيام السنة الأخرى، ففيه والحمد لله نشعر بالهدوء والطمأنينة وراحة البال والمناخ الديني المناسب لتأهيل الأبناء على تعاليم ومبادئ التوحيد والعزّة والتربية الصحيحة مع الحفاظ على قدسيّته وكرامته دون المساس بالعادات المتوارثة التي نتّبعها منذ عقود طويلة خصوصا وأن المقام الشريف تحوّل إثر هذه الأعمال والجهود المشكورة، وبعونه تعالى، وبمباركة النبي الكريم، مع مرور السنين، إلى منارة ثقافية دينية توحيدية مشعّة في سماء المنطقة تستند إلى تعاليم سيدنا شعيب عليه السلام. وفي مثل هذا الحال وفي هذه الأيام المباركة، يسرّني جداً أن أدعو إلى كافة أبناء الطائفة بالخير والصحة والسعادة راجيا من الله، سبحانه وتعالى أن يعزّز شأن وكيان الطائفة المعروفية في كل مكان، وان يشمل أفرادها برحمته ومحبته ورعايته وهدايته، وأن تزول العداوات والحروب ويتحقّق السلام بين كافّة الشعوب في المنطقة كي يتمكّن إخواننا من الدول المجاورة مشاركتنا مستقبلاً في هذا العيد وهذه المناسبة الكريمة في هذا المقام المقدس الشريف الذي تحوّل إلى قلعة شامخة من الإيمان والانتماء، مقام سيدنا شعيب عليه السلام، الذي يهدينا ويرعانا منذ آلاف السنين. زيارة مقبولة للجميع وكل عام وأنتم بخير.

مقالات ذات صلة: