الموقع قيد التحديث!

الذكرى الخامسة والعشرون لرحيل فضيلة سيدنا المرحوم الشيخ أمين طريف (ر)

Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

جرت في خلوة جولس المتاخمة لضريح سيدنا المرحوم الشيخ أبو يوسف أمين طريف، مراسيم ذكرى مرور  25 سنة على رحيل فضيلته، باشتراك المشايخ والشباب من كافة القرى الدرزية في الكرمل والجولان والجليل، حيث بدأت تتقاطر الوفود صباح يوم السبت الموافق التاسع والعشرين من شهر أيلول، إلى باحة الضريح والخلوة، حيث قام باستقبالهم فضيلة الشيخ موفق طريف، الرئيس الروحي للطائفة الدرزية وعدد من مشايخ آل طريف، وقرية جولس، والطائفة، مرحّبين بقدومهم في هذا اليوم، الذي يستعيد فيه المواطنون الدروز، ذكرى حدث لم يجر مثله في تاريخ الطائفة، وقع قبل 25 سنة، عندما اجتمع أكثر من 250 ألف مواطن ومواطنة، في إحدى أكبر الجنائز في تاريخ البلاد والمنطقة. وقد شارك في الجنازة في ذلك الوقت، مشايخ الدين الدروز من جنوبي لبنان، ومن هضبة الجولان، ومن دروز إسرائيل، وإلى جانبهم كافة الرؤساء الروحانيين الدينيين لطوائف البلاد، وإلى جانبهم الجهاز الإسرائيلي الحاكم، بكامل عدّته، والذي ضمّ رئيس الدولة السيد عيزر وايزمن، ورئيس الحكومة السيد إسحاق رابين، ورئيس الكنيست، ورئيس محكمة العدل العليا، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، ومفتش عام الشرطة، ووزراء، وأعضاء الكنيست، وسفراء الدول في البلاد، ورؤساء أجهزة الأمن، والمؤسسات الرسمية والشعبية في البلاد. وتمّ في هذا اليوم، تلبيس عباءة الرئاسة الروحية لفضيلة الشيخ أبو حسن موفق طريف، حفيد المرحوم، بناءً على وصية واضحة حرّرها فضيلته بحضور مشايخ الطائفة.

وأقيمت خلال الاجتماع الديني المهيب، الذي عقد في خلوة جولس، والذي شارك به كبار مشايخ البلاد: الشيخ ابو علي حسين الحلب،ي والشيخ ابو يوسف صالح القضماني، والشيخ ابو زين الدين حسن الحلبي، والشيخ أبو سليمان فارس شمس، والشيخ أبو احمد طاهر أبو صالح، وسياس الخلوات، أقيمت الصلوات والشعائر الدينية، وتم قراءة مداخلات ورسائل في ذكر شيخ الجزيرة، وتعديد مناقبه وكراماته، وأبرزها رسالة المرجع الروحي الاعلى في لبنان، الشيخ أبو يوسف أمين توفيق الصايغ، والتي قرأها الشيخ أبو علي حسين الحلبي. وتحدث الشيخ أبو صخر عاطف شعلان، عن فضائل سيدنا المرحومـ تجاه هضبة الجولان وسكان قراها على مدار عقود عديدة. وقرأ سائس خلوة أبو سنان، الشيخ نادر خير، ملخص اجتماع سياس الخلوات والمشايخ الثقات في البلاد، تطرق فيه الى اجماع مشايخ وأهل البلاد عامة، على قيادة فضيلة الشيخ موفق طريف لرئاسة الطائفة، برعايته وحفظه تعالى، عملاً بوصية شيخ الجزيرة ومشايخ البلاد أجمعين. وجاء في القرار أيضا رفض لأي محاولة لتدخل خارجي، في شؤون الطائفة في البلاد، عملا بأقوال سيدنا الشيخ الفاضل، رضي الله عنه، واستنكار أي عمل او قول، يمس بالرئاسة الروحية، والهيئة الدينية في البلاد.  هذا والقى الشيخ أبو وسام سميح ناطور، والشيخ أبو سليمان جهاد حمزة، قصائد نظمت خصيصا لهذا اليوم.   وشكر الشيخ موفق طريف الحضور ومشايخ وأبناء الطائفة، وتحدث عن أوضاع أبناء الطائفة الدرزية في سوريا، في ظل الحرب الدائرة هناك، وعن لقاءاته في الأسبوع الأخير في موسكو، بصدد مساندة الإخوة في سوريا، والعمل على تحرير المخطوفين. هذا وتمنى الشيخ طريف والمشايخ، أن تنتهي الأزمة في سوريا، وان يحل السلام والأمن على ربوع الدولة السورية الموحدة بكافة طوائفها.فيما يلي كلمة الشيخ سميح ناطور:

يا طاهرَ الأثوابِ
بالأمس، كنتَ هنا، جئناك للبركة،
واليوم نأتي خشوعا، في ظل ذكراك.
والأمس، عهد مديد، طوله قرن،
أضفيت فيه، على الانام رحماك.
ما ظل شيخ، ولا قيل، ولا صيدنٌ،
ولا رئيس، ولا عظيم، ولا حاكم،
إلا وجاء، لينعم من سجاياك.

يا عاهلَ الأشرافِ
عشتَ بيننا، كشجرة زيتون، ذاتِ ألفِ سنة
وكشمسٍ مشرقة، تملأ الكون، حرارة ودفئا،
وكأبٍ عطوفٍ، يضمّ أسرته الكبرى،
وكراعٍ صالحٍ، يحتضنُ أهلَ التوحيد،
من السماق، إلى الريان، إلى الشوف إلى الكرمل،
وأصبحتَ شيخَ الجزيرةِ المُطلق،
وقائدَ العشيرةِ المعروفية،
في كل مكان، ينطق فيه، أفراد العشيرةِ، القاف، قافاً.
وتوجّهتْ إليكَ الأعْيُنُ والأنظارُ،
فقد ملأتَ الكونَ مهابة وبهاء،
وبقيتَ رمزاً للتواضعِ، والتقى.
وتلاحمت الجماهيرُ في حاصبيا، وفي عاليه، وفي بعقلين،
وقبلَها في مواطنِ جبلِ الدروزِ العامرة،
حينما قُمتَ، بمهمّةِ الصلحِ في الجبلٍ الجريحِ،
فقد غدوتَ، مصدر ثقة، وأمانٍ، وإلهامٍ،
لكلِّ مَن كتب على نفسه عهد التوحيدِ،
ودخلتَ أبوابَ التاريخِ
متربعا على صهوةِ العزةِ والدينِ والكرامةِ.
فنشرتَ فضلَكَ وحكمتَكَ وبركاتِكَ،
على كافةِ الجزائرِ والأقاليمِ،
وأصبحتَ عنوانا للتُقى، والتسامحِ، والمحبةِ
لدى جميع الأديانِ، والطوائفِ، والأممِ.

يا نقِيَّ السرائرِ،
نِعمنا بوجودِكَ قرنا، وعزّزتَ الطائفةَ ورَسَّخْتَ جذورَها،
بحكمتك، وفضلك، ودرايتك…
وعندما شعرتَ باقترابِ نهايةِ المشوارِ،
أبيْتَ، إلا ان تتركنا في عُهدةِ وريثٍ،
حكيمٍ، رصينٍ، تقيٍّ صالحٍ،
توسّمتَ فيه الخيرَ لنا، وللطائفةِ جمعاء.
وها هوَ، والحمدُ لله، والشكرُ لكَ،
يحمي أمّةَ التوحيدِ في أطرافِ المعمورةِ جمعاء،
متّصلا بأساطينَ العالَمِ وقادَتِهِ،
مهتديا بتراثِكَ، وتعاليمكَ…
يا طلاعَ الثَّنايا،
مرّ رُبعُ قرنٍ على فراقِكَ،
لكنّ نورَك، يزيد توهّجا، يوما بعدَ يومٍ
وذكراكَ، ما زالت تعطرُ الأنفاسَ،
والشوقُ إليك، والافتخارُ بكَ، والاعتمادُ عليكَ
يرافقُ كلَّ فردٍ من أهلِ التوحيدِ،
والكلُّ يفخرُ، ويعتزُ، ويشمخُ،
أنه حظيَ بنورِك، ووجودِك، وبركتِكَ،
على الأقل، ولو مرة واحدة في حياتِهِ…
فهنيئا لكَ، سيدي، هناك،
في واحات الخلودِ، وفي حضرةِ الأسيادِ…
وجزاكم الله، هنا، خيرا، يا شيوخَنا الأفاضل الكرام.

كلمة الشيخ سميح ناطور في الذكرى الخامسة والعشرون لرحيل فضيلة سيدنا الشيخ أمين طريف (ر) 2018

مقالات ذات صلة: