الموقع قيد التحديث!

الدروز في اسرائيل عام 2019: أولاد أقل طلاب جامعيون أكثر

بقلم د. سلمان خير – البقيعة
محام مختص في القضايا الجنائية ومحاكم شؤون العائلة
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

لا يختلف عاقلان ان العلم والمعرفة هما سلاح الشعوب المتحضرة والمتقدمة ومن مزاياهما تنظيم طريقة وأسلوب تفكير الافراد بشكل ادراكي يغذي الرفاهية والمصالح الفردية والجماعية على حد سواء، وفي الغالب يعززان مداميك الكيفية المميزة والمتميزة على العددية والكمية بشكل عام.

وها هم أبناء الأقلية العربية الدرزية في هذه البلاد، يدركون هذه الحقائق ويسلكون نهجا واسلوبا مغايرا عن الماضي، حيث استطاعوا زيادة عدد طلابهم الجامعيين في السنوات الأخيرة بنسب متفاوتة ومتصاعدة تصل الى %300، وان كان ذلك أحيانا على حساب بعض العادات والتقاليد المتوارثة منذ القدم.

بلغ عدد السكان الدروز في إسرائيل في أواخر عام 2019 ما يقارب 143،000 نسمة، أي ما يعادل %1.6 من اجمال سكان الدولة، و %7.6 من اجمال السكان العرب في البلاد.

عند قيام الدولة كان عدد السكان الدروز ما يقارب 14،500 نسمة (دون قرى هضبة الجولان) أي بنسبة %1.2 من اجمال عدد السكان آنذاك.

من الجدير ذكره ان عدد الطلاب الجامعيين الدروز ازداد بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، وتضاعف 3.2 مرة في اخر 17 سنة، بيد ان نسبة الولادة عند الدروز تقلصت كثيرا واضحت في عام 2019 بنسبة 2.2، مقارنة ل 7.9 في عام 1960، و 4.1 أولاد في عام 1990، و 3.1 أولاد في عام 2000، وهذا اقل بكثير من النسبة العامة في البلاد التي تصل الى 3.2 لدى السكان اليهود.

بلغ عد الطلاب الجامعيين الدروز في السنة الجامعية الأخيرة حوالي 5،800 طالب (يدرسون في البلاد)، منهم %79.8 للقب الأول، %18.3 للقب الثاني، %1.1 للقب الثالث و %0.8 يدرسون لشهادة جامعية.

من الملفت للنظر ان النساء اللواتي يدرسن للقب الأول بلغن نسبة %65.9، و %67.4 للقب الثاني.

يقطن الدروز في 19 بلدة في الجليل الكرمل والجولان، 8 منهم غير مختلطة، واكبر بلدة فيهم هي دالية الكرمل اذ يبلغ عدد سكانها ما يقارب 16،700 نسمة، يليها يركا 16،400 نسمة، ومن ثم: مغار 12،900 نسمة، بيت جن 11،700 نسمة، مجدل شمس 10،900 نسمة، عسفيا 9،200 نسمة، كسرى سميع 8،100 نسمة، بقعاثا 6،500 نسمة، يانوح جث 6،500 نسمة، جولس 6،300 نسمة، حرفيش 6،000 نسمة، شفاعمرو 5،700 نسمة، البقيعة 4،500 نسمة، أبو سنان 4،100 نسمة، ساجور 4،100 نسمة، مسعدة 3،600 نسمة، رامة 2،400 نسمة، عين قنية 2،000 نسمة، وعين الأسد حوالي 800 نسمة.

هنالك علامتين فارقتين وبارزتين يجب التوقف عندهما حول المعطيات اعلاه، احداهما قلة الانجاب لدى النساء المتزوجات المعروفيات وهذا جيد وممتاز من حيث الكيف وليس الكم، وسيء من حيث عدم التزايد الطبيعي المقبول، والتسريع في جعل الأكثرية متقدمة في السن، أي ان ذلك مع مر الزمن سيجعل الأكثرية الساحقة من المعروفيين من ” صفوف الكهلة ” وليس الشباب.

والشيء الاخر الملفت للنظر هو تزايد ملحوظ في عدد الصبايا والنساء الجامعيات اللواتي وصلن الى أماكن ودرجات مرموقة، وكانت نسبتهن %66 من الجامعيين الدروز، وهذا جيد كثيرا من حيث تثقيف الام الحاضنة التي بدورها تعكس ذلك على مجتمعها، سيما وان في العادة: ان علمت امرأة، علمت الاسرة بكاملها ومن ثم جيلا برمته، ولكن هذا التفاوت في العلم بين المرأة والرجل من شأنه ان يفكك الروابط الاسرية المعهودة وان لا يجعلها حميمة كما هو مطلوب في كنف العائلة الواحدة.

ومسك الختام، أهيب بالجميع على حد سواء بترميم جسور الثقة المقطوعة بين البعض، واعادت الحرارة الى خطوط التواصل فيما بينهم، سيما وان التعاضد والتكاتف هما سيد المواقف لدى أصحاب المواقف والمبادئ والثبات.  كما اطلب من الجميع، بالذات من فئة الشباب، عدم الضرب بعرض الحائط تلك المفاهيم والقيم والعادات والتقاليد الهامة والاساسية التي توارثناها عن ابائنا واجدادنا، والابتعاد عن كل الدخائل الشاذة التي من شأنها ان تمزق اللحمة الواحدة وان تسيء الينا وللأجيال القادمة من بعدنا.

مقالات ذات صلة:

قصّة قصيرة: أُمّنيَةٌ صَغيرةٌ

“أحيانًا تَقْتُلنَا مشاعرٌ لا أسْمَاء لها” للوَهْلَة الْأُولَى حينما أَقّبَلتْ نحوي تِلك الْمرْأَة المُسنّة، بلباسها القرويّ الْبَسِيط، وفستانها الكُحليّ الفضفاض