الموقع قيد التحديث!

الحفاظ على المقامات والخلوات

بقلم عضو الكنيست السابق امل نصر الدين
رئيس مؤسسة الشهيد الدرزي والكلية قبل العسكرية
Share on whatsapp
Share on skype
Share on facebook
Share on telegram

في هذه الفترة المباركة التي احتفلنا فيها بالزيارة السنوية لمقام سيدنا أبو إبراهيم عليه السلام، وسنحتفل قريبا بالزيارة السنوية لمقام سيدنا بهاء الدين عليه السلام، ومع انتهاء ليالي العشر المباركة وبدء الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، أتقدم باحر التهاني وأجمل التبريكات لجميع المحتفلين بهذه المناسبات السعيدة من أبناء الطائفة المعروفية راجيا من الله تعالى أن يعيدها عليكم بالخير واليمن والبركات. إن فترة الصيف تعج بالمناسبات السعيدة حيث سنحتفل قريبا بالزيارات السنوية لمقامات سيدنا اليعفوري والنبي سبلان عليهما السلام أيضا، وعلينا جميعاً أن نشارك في هذه الزيارات ونبذل كل ما بوسعنا لتقديم الخدمة والحفاظ على المقامات والخلوات وقدسيتها، وفي هذه المقالة سأتطرق الى موضوع ملكية مقام سيدنا سبلان (ع) والتطورات التي حدثت والمتعلقة بهذا الشأن الهام وفي العدد المقبل لمجلة “العمامة” سأتطرق بمشيئة المولى الى موضوع لا يقل أهمية وهو مقام سيدنا شعيب عليه السلام والتطورات الى طرأت في حينه حول ملكية المساحات والأراضي حوله.


ملكية مقام سيدنا سبلان عليه السلام


سعياً لإيجاد حل لقضية شائكة قضت مضاجع الكثيرين من قادة وأبناء الطائفة الدرزية تتعلق بملكية مقام سيدنا سبلان عليه السلام عكفت في حينه على عقد سلسلة اجتماعات مع ممثلي وزارة الزراعة، وعلى رأسهم وزير الزراعة آنذاك الراحل أريئيل شارون، والسيد يعقوب عكنين مدير دائرة أراضي إسرائيل. وقد انصبت وتمحورت هذه الاجتماعات حول خلافات الطائفة الدرزية مع وزارة الزراعة بخصوص ملكية الطائفة وأراضيها التي لم تكن مسجّلة في الطابو، وأيضا ملكية مقام سيدنا سبلان (ع). ومن الجدير ذكره أن ملكية المقام الشريف خضعت في حينه لمداولات في المحكمة بعد أن التمس اليها ممثل عن عائلة فاعور التي طالبت بحق الملكية عليه وادعت في طلبها بأنها كانت تقوم على مدار عشرات السنين بدور القيّمين على شؤون المقام. وحفاظا على الحقائق التاريخية يجدر التذكير بأن آل فاعور نالوا وظيفتهم بناءً على قرار اتخذته لجنة الأوقاف الدرزية في حرفيش، يتعلق بإسناد وظيفة القيّم والحراسة والنظافة وتنظيم زيارات الدروز لمقام سيدنا سبلان (ع) إليهم.
لقد تمكنت رغم كل الصعاب في ذلك الوقت من إقناع وزير الزراعة ومساعديه بأن ملكية المقام تعود للوقف الدرزي في حرفيش. وتمّ الاتفاق على تسجيل الملكية بمساحة 212 دونما في الطابو لصالح الوقف الدرزي في قرية حرفيش، وأُحيل الاتفاق لإقرار الحكومة وقد صادقت عليه وتبنى رئيس الحكومة آنذاك مناحيم بيجن اقتراحي بتعيين لجنة خاصّة بدلا من المحاكم لحلّ المشاكل القائمة بين الدولة والطائفة الدرزية.
وبالرغم من هذه الحقيقة لم تكف عائلة فاعور عن الادّعاء بملكيتها للمقام خصوصا وأنها نالت تأييد بعض ممثلي دائرة أراضي إسرائيل والحكومات السابقة ومنهم السادة هليلي ممثل دائرة أراضي إسرائيل، وبارحوك ممثل وزارة العدل. كما واستعانت عائلة فاعور بصورة قبر في ساحة المقام وادعوا بأنه يعود الى جدّهم بهدف التأثير على القاضي لاتخاذ قرار لصالحهم، حيث طُلب مني التدخّل في هذه القضية للحؤول دون اتخاذ قرار في المحكمة لصالح عائلة فاعور.


وعلى خلفية هذه التطورات سارعتُ بالسفر إلى القدس لإحضار نسخة عن قرار حكومة إسرائيل آنف الذكر، من أجل إبرازه في المحكمة إذا اقتضت الضرورة ذلك. وفور عودتي دخلت قاعة المحكمة التي غصّت بشيوخ حرفيش وطلبت من القاضي إعطائي حق الكلام، ولكنه لم يكترث لطلبي المتكرر مما اضطرني الى الاحتجاج والتحدث بصوت مرتفع ضد القاضي وآل فاعور ومعاونيهم، مما دفع بالقاضي الى تعليق النظر في القضية، الأمر الذي كنت قد خططت له مسبقاً.
دخل القاضي غرفته وشرع بكتابة طلب إلى رئيس الكنيست لرفع الحصانة البرلمانية عني من اجل مقاضاتي لأنني قمت بإسماع كلمات نابية ضده وضد عائلة فاعور ومساعديهم من رجالات دائرة أراضي إسرائيل وممثلي وزارة العدل ومحامي آل فاعور. وقمت بالدخول الى غرفته، ورغم طلبه مني بتركها فورا لم أنصع لطلبه قبل تقديم نسخة عن الاتفاقية الموقّعة من قِبل وزير الزراعة السيد أريئيل شارون ومساعده مدير أراضي إسرائيل باسم الحكومة وموقّعة بتوقيعي باسم أهالي قرية حرفيش.

لقد دُهش القاضي من هذه الاتفاقية ودخل إلى قاعة المحكمة وأعلن عن اتفاقية تثبت ملكية الدروز للمقام المقدّس سيدنا سبلان (ع) و212 دونما من حوله، وتحول الحزن الذي سيطر على المشايخ إلى فرحة نصر عارمة على آل فاعور ومساعديهم ومؤيّديهم. وأذكر هنا للتاريخ بأنه في تمام الساعة العاشرة ليلا حضر سعادة القاضي الذي كنت معه في ساعات الصباح على خلاف شديد إلى بيتي في دالية الكرمل في خطوة غير مسبوقة ليبلغني بأنني قد أنقذت اتفاقيات الدولة والطائفة الدرزية، وليقدم شكره وشكر عقيلته التي رافقته على ما قمت به.
حظي هذا القرار المشرّف بعرفان وتقدير المجلس الديني للطائفة الدرزية في البلاد وكذلك منتدى السلطات المحلية الدرزية وقاموا مشكورين بتنظيم حفل تكريم لي، كما ونُظم حفل تكريمي آخر لي من قِبل السيد أبو جابر نور الدين شنان وقد شارك فيهما جمهور كبير من المشايخ ورؤساء السلطات وأبناء الطائفة الكريمة. ونلت العديد من شهادات التقدير واللوحات التي شملت كلمات الثناء والشكر والاعتراف بخدماتي لمقام النبي سبلان (ع) من لجنة الوقف الدرزي في حرفيش قدّمها باسم هذه اللجنة المهندس محمد فارس. هذا فضلاً عن شهادة تقدير من فضيلة الشيخ موفق طريف، الرئيس الروحي للطائفة والسيد مالك بدر رئيس منتدى السلطات المحلية ورئيس مجلس حرفيش في حينه. في الختام لا يسعني الا أن أنتهز هذه الفرصة السانحة لأتقدم بجزيل الشكر لجميع الإخوان الذين أثنوا على خدماتي للأماكن المقدّسة وخصوصا المقامات الشريفة في حطين وحرفيش.

مقالات ذات صلة: